فسخت صحيفة "لوموند" الفرنسية عقد "دار لي زيتوال" المكلفة بنشر المجلة العالمية "دفاتر السينما" الأمر الذي أدى بالقائمين على المجلة إلى عرضها للبيع، وهو ما أثار تخوف صنّاع السينما الفرنسة والكتاب من إمكانية توقف المجلة عن العمل. وتعتبر دورية النقد السينمائي الفرنسية "كايبيه دو سينما"، التي تصدر شهريا منذ حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، من أهم وأشهر منابر النقد والعمل السينمائيين، والتي قدمت أسماء لامعة في حقل صناعة السينما العالمية وفي النقد السينمائي وتطويره إلى ميادين أرحب. وقد شكل خبر إيقافها عشية انطلاقة دورة مهرجان "كان" بعد أيام مفاجأة وصلت إلى حد الصدمة والألم لدى صنّاع الفن السابع، لما شكله هذا القطب الإعلامي من رؤية عميقة لوظيفة السينما الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، حيث كانت المجلة وراء خلق الموجة الجديدة في السينما الفرنسية عام 1959، و التي كان أقطابها عدد من كتّاب المجلة قبل أن يلتحقوا بصناعة وتأليف الأفلام على غرار فرنسوا تروفو، جان لوك غودار، إيريك رومر، وكلود شابرول. كما قدمت "دفاتر السينما" إسهامات كبيرة في السينما العربية من خلال دراسة وتحليل الأعمال السينمائية العربية وناقشتها بحرارة الاكتشاف والتميز، وحملت مخرجيها إلى قائمة مشاهير صنّاع الفن السابع بالعالم، كما جرى لأسماء مثل يوسف شاهين، محمد الأخضر حامينا، برهان علوية، مصطفى أبو علي، فريد بوغدير، جورج نصر، توفيق صالح، أحمد راشدي وسهيل بن بركة وآخرين. وكان أهم مبادرة قامت بها المجلة هي إصدار نسخة باللغة العربية منذ عامين، لتضاف إلى اللغات الأخرى التي تصدر عنها بالإنجليزية، الإسبانية والايطالية، فضلا عن لغتها الأصل الفرنسية، حيث أسندت إدارة المجلة إلى الناقد والباحث السينمائي المصري صلاح هاشم المقيم بباريس مهمة الإشراف على النسخة العربية. يضاف إلى ذلك ما قدمته المجلة في إطار فتح المجال للحديث عن الأعمال المختلفة والمتنوعة والأساليب القادمة من بلدان ومناطق وبيئات تفتقر إلى آليات التوزيع السائدة في سوق السينما، فضلا عن التزامها بتقديم مجموعة الدراسات والنظريات والتطبيقات الجمالية والفكرية في أفلام السينما الفقيرة، مثل تلك التي تقدمها كاميرات مخرجين من بلدان في قارات آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.