100 مليار لتحويل حديقة التسلية إلى قطب للترفيه و السياحة تحولت حديقة التسلية الواقعة بقلب مدينة سطيف، إلى ورشة مفتوحة بعدما دخلت إدارة الغابات في سباق ضد الساعة لتسليم المشروع ضمن الآجال المحددة خلال أشهر، خاصة بعدما تم ضخ 100 مليار سنتيم من طرف مصالح الوزير الأول، بناء على تقارير مفادها بأن الحديقة تعتبر القلب النابض للمدينة و مقصدا سياحيا و ترفيهيا مهما، حيث يقصدها الجمهور من 17 ولاية شرقية وجنوبية و وسطى. و قد تردت أوضاع الحديقة من حيث الخدمات و تدهورت حالتها مع انتشار القاذورات والنفايات و تحول زواياها إلى أماكن مفضلة للمنحرفين و المجرمين، حتى أن القلعة البيزنطية صارت في وقت مضى سوقا لبيع الملابس، رغم أنها مصنفة ضمن التراث المادي، زارتها عدة وفود رفيعة المستوى من أوربا و غيرها.خلال زيارتنا للمكان وقفنا على عمل متواصل تقوم به ثمانية مقاولات كل في مجال اختصاصه بهدف تهيئة و ترميم أشهر حديقة في منطقة الهضاب العليا و إخراجها في حلة جديدة، و حسب مدير الغابات لولاية سطيف، فإن مصالحه تشرفت بمتابعة سير المشروع و تحرص على تسليمه في الآجال المحددة ، مؤكدا بأنهم قاموا في وقت سابق بتعيين المقاولات المكلفة بإعادة التهيئة و إنجاز الأشغال الكبرى، من خلال التقيد بأحكام قانون الصفقات العمومية. و تواجه مديرية الغابات معارضة من أصحاب الأكشاك الستين المتواجدة داخل الحديقة الذين يرفضون التقيد بمتطلبات مشروع الترميم، و قد صادفنا خلال تواجدنا بمديرية الغابات، أحدهم كان بصدد الاحتجاج، بعدما رفض حسب إدارة الغابات الالتزام بالتعليمات الموجهة له والمتمثلة في ضرورة تقليص مساحة الأكشاك، و النشاط فقط على المساحة المحددة في عقد الكراء، و أشار مدير الغابات إلى المشكلة قائلا «نواجه إرثا ثقيل لأن أصحاب المحلات و الأكشاك تربطهم عقود كراء مع بلدية سطيف».و أكد بأن مصالحه طالبت المؤجرين بالالتزام بدفتر الشروط الجديد، و لم يستبعد الشروع في الإجراءات الردعية من اجل تنظيم النشاطات التجارية داخل الحديقة. ذات المصدر أكد بأن مديرية الغابات تتحكم في الملف بشكل جيد و تتولى تسيير المشروع بطرق عقلانية موضحا «أن أصحاب المحلات التجارية والأكشاك أبدوا معارضة، لأنهم يرغبون في إبقاء الوضع على حاله». مشيرا إلى إعادة ربط الأكشاك بمختلف الشبكات و تهيئة كل المساحات، و خلال زيارتنا الميدانية وقفنا على حالة الإهمال التي مست العديد من الأكشاك. بحيرة اصطناعية بأربع نافورات ترتفع على علو 35 مترا توجهنا بعدها إلى لقاء المكلف بمتابعة مشروع حديقة التسلية، السيد مدني الذي زودنا بتفاصيل العملية التي تسمح عند نهاية المشروع باستلام حديقة تجمع بين التسلية و الترفيه، حيث أوضح بأن المشروع يندرج ضمن المخطط التكميلي لرئيس الجمهورية، يتضمن إعادة تهيئة وتأهيل حديقة التسلية، مع شطر مالي خصص للدراسة التقنية قام بها مركز الدراسات التقنية والإنجاز العمراني المعروف اختصارا باسم «إيرباس». و أشار أن اختيار إدارة الغابات للإشراف والسهر على إنجاز المشروع، لكون الوصاية تسعى للإبقاء على الطابع الأخضر للحديقة واستحداث عشرات الهكتارات من المساحات الخضراء و قد مست العملية العديد من الجوانب ، قد حظيت الدارسة بالموافقة من المجلس الشعبي الولائي، و أبدت العديد من المصالح رأيها الإيجابي حول المشروع، مع تقديم ملاحظات و تحفظات تم رفعها. و ذكر محدثنا أن المقاولات شرعت في إعادة التأهيل انطلاقا من البحيرة الاصطناعية، التي استهلك العمل فيها غلافا ماليا معتبرا، من خلال تغطيتها بطبقة اسمنتية وغلاف بلاستيكي خاص لمنع التسرب، وطبقة عازلة للمحافظة على المياه و منع ضياعها أو إحداثها لتشققات، حيث تتربع البحيرة على مساحة إجمالية تقارب 2,5 هكتار، وتشهد إقبالا كبيرا من طرف الزائرين للحديقة.و ذكر السيد مدني بأن البحيرة ستشهد تحولا جذريا، بعد استلامها في غضون الأيام المقبلة، بعد إعادة شبكة المياه واستحداث نظام جديد لتصريف المياه المستعملة، إضافة إلى تنصيب نظام جديد للتوزيع، مشيرا بأن الدراسة تضمنت إنجاز نقبين مائيين جديدين، لتزويد البحيرة بالمياه على مدار الساعة، باتباع النظم الحديثة في تدوير المياه وإعادة تصفيتها وتحويلها بعد تصفيتها عبر قنوات خاصة تم نشرها في أرجاء الحديقة لسقي المساحات الخضراء، و للمحافظة على الثروة المائية و تفادي تبديدها، مؤكدا بأن المقاولة تكفلت بإنجاز خزان مائي يتم حجز المياه فيه، إضافة إلى استحداث أربعة نافورات تقوم بضخ المياه على علو 35 مترا، إلى جانب نافورات صغيرة لإعطاء مسحة جمالية على البحيرة بعد تزيينها بالأضواء المتعددة الألوان، لتضفي عليها ديكور عصري وجذاب. مساحات للترفيه و أخرى لممارسة الركض تتضمن عملية إعادة تهيئة و تأهيل حديقة التسلية بسطيف العديد من الأشغال، على غرار استحداث العديد من المساحات اللعب والترفيه، للأطفال والكبار، وأشارت المصادر المكلفة بالمشروع أن الأشغال تمس 30 موقعا ستتم تهيئتها، باستحداث مساحات خضراء جديدة حيث سيتم رفع مساحتها من 4 هكتارات موجودة حاليا إلى أزيد من سبعة هكتارات و هي العملية التي انتهت.كما ستتوفر الحديقة بشكلها الجديد على مساحات رملية لممارسة مختلف النشاطات، إضافة إلى 30 موقعا آخر للاستراحة مزودة بالكراسي و المساحات الخضراء. و أفادت المصالح المعنية بمتابعة المشروع أن بلدية سطيف ستتكفل بكراء الفضاءات المخصصة للألعاب الترفيهية على غرار سابق السيارات والألعاب البهلوانية و المائية، بالاتفاق مع مستثمرين خواص. و شددت على جودة الإنجاز، من خلال نوع الطبقة الاسمنتية و المعبدة من مختلف الطرقات و الممرات المخصصة للمركبات أو الراجلين واستبدالها بالبلاط الخاص من النوع الرفيع، أو بمساحات خضراء، مع تزويد العديد من المواقع بالكراسي والمظلات المصنوعة خصيصا من مادة الخشب، لإعطاء مسحة جمالية و طابع غابي للحديقة، مشيرا بأن المستثمرين يعرضون مختلف النماذج ليتم اختيار أحسنها. ملاعب للتنس و مضمار للجري و ممارسة رياضات مختلفة و من بين الأشياء الجديدة التي ستوفرها حديقة التسلية و الترفيه بسطيف لزوارها بعد نهاية أشغال تهيئتها ملاعب لكرة التنس و مضمار للجري و فضاءات لممارسات شتى الهوايات و الرياضات، حيث قامت المؤسسة المكلفة بالدراسة بإعادة تهيئة بعض الفضاءات السابقة على غرار ملاعب التنس التي تم تجديدها كلية وتزويدها بمختلف الضروريات، و إنجاز مضمار للجري بالنسبة لهواة الركض على طول مساحة حديقة التسلية، إضافة إلى إنجاز العديد من مناطق الترفيه على غرار مضمار للعب الكرة الحديدية و آخر للتزلج عبر العجلات الصغيرة و طاولات للعب كرة التنس، كما سيتم وضع عشرة حنفيات عمومية على الطريقة الأمريكية داخل الحديقة ، إضافة إلى تنصيب لوحات إشهارية عصرية، تتضمن خريطة مصغرة عن الحديقة و تعرف الزوار بالمرافق المختلفة فيها لضمان حسن توجيههم و استغلالهم الجيد لزيارتهم.