مناوشات و تحطيم للزجاج بالمحطة الشرقية بقسنطينة تتواصل معاناة المواطنين على مستوى محطة المسافرين الشرقية بقسنطينة، بعد عشرة أيام من فتحها، حيث عاد مشهد انتشار القمامة و المناوشات و تعرّض زجاج بعض أجزائها للتكسير، في ظل انعدام الخدمات بداخل المرفق. و قد زرنا المحطة مساء و لاحظنا حركة قليلة بها، لكن بدا على كثير من المواطنين تذمر كبير عند مدخلها، بسبب منعهم من الدخول إلى المحطة بسياراتهم من طرف أعوان الأمن، بناء على تعليمات المؤسسة المسيرة للمرفق، في حين استغل بعض الشباب الأمر و حوّلوا المكان الخارجي المحاذي لسور المحطة إلى حظيرة فوضوية يفرضون فيها إتاوة على السائقين، و قد حاول أحد الأشخاص الدخول بسيارته فمنعه عون الأمن، ما جعله يركنها بالحظيرة، لكنه لم يتوقف عن الشتم و التذمر عندما رافق أفراد أسرته مشيا على الأقدام إلى سيارات الأجرة، أما سيارات "الفرود فلم نجد الكثير منها"، لكن الناقلين أكدوا أنها تتزايد خلال الليل. كرّ و فرّ بين الباعة و مصالح الأمن و لمسنا ترقبا في وجوه مجموعة من الشباب و الأطفال المنتشرين بالمحطة، حيث كانوا يحملون قارورات مياه معدنية مجمدة، و يعرضونها على المسافرين بسبب عدم وجود أي محل لبيع المواد الغذائية و الأطعمة أو مقهى، لكنهم تفرقوا عندما مرّ بالقرب منهم شرطي اتجه إلى مراهق أكبر من الآخرين سنا، و كان يعرض كمية من قارورات المياه داخل صندوق بلاستيكي على رصيف الصعود إلى الحافلات، حيث أمره بمغادرة المكان فانصاع لأمره، قبل أن يعود للظهور بعد مغادرة رجل الأمن، و يأخذ في السب و الشتم على مسامع المسافرين الواقفين في انتظار حافلاتهم. و أوضح لنا بعض الناقلين بأن الباعة متوجسون من عودة مصالح الأمن، التي حضرت قبل لحظات من وصولنا إلى المحطة، و حجزت طاولات بيتزا و بعض البضائع التي كان يعرضها شباب على المسافرين، فيما ذكر أعوان أمن بأنهم يصادفون مشاكل كبيرة في التعامل مع المواطنين، الذين يخالفون التعليمات و يرفضون احترام النظام الداخلي للمرفق، خصوصا أصحاب السيارات الذين يحاولون إدخالها بالقوة، في حين سجلنا وجود بعض القمامة بمبنى المحطة، و خصوصا أعقاب السجائر و بقايا علب البسكويت، في وقت كان فيه عاملا نظافة يعكفان على تنظيف الأرضية، فيما لا يختلف المظهر بالجهة الخارجية، حتى أننا لاحظنا قارورات بلاستيكية مملوءة بفضلات بشرية ملقاة في المحطة. و إن اكتست المحطة مظهرا جديدا و عصريا، فهي لم تتخلص بعد من تواجد بعض المنحرفين مثلما كان الأمر عليه في السابق، فقد مرت بضعة دقائق على تواجدنا برصيف الحافلات، لنلاحظ نشوب مناوشة كلامية بين أحد المسافرين و قابض حافلة، بعد أن طلب منه الأخير حجز تذكرة على مستوى الشباك الخاص بذلك في المحطة، لكن المسافر أبى و تحجج بأنه يغادر دائما على متن نفس الحافلة دون أن يطلب منه أحد حجز تذكرة للمعرفة الوطيدة التي تربطه بصاحبها، و كاد الجدال يتطور إلى شجار، بعد أن أخذ في سب القابض بكلمات نابية و حاول الاعتداء عليه بالضرب، قبل أن يتراجع بمرور شرطيين بالقرب من الرصيف، ليقرر المسافر بعد فشله في فرض قانونه الخاص، حمل أمتعته و التوجه إلى سيارات الأجرة، لكن القابض أبدى امتعاضا كبيرا من الأمر و قال بأنه لم يقم إلا بتطبيق التعليمات كما يجب. مواطنون يتخوّفون من عبور الجسر القريب مساء أما على مستوى الجهة الخاصة بسيارات الأجرة لما بين الولايات، فقد تعرض زجاج أحد أماكن الجلوس إلى التكسير، حيث أشار ناقلون بأنه تحطم جراء اصطدام أصحاب سيارات الأجرة به، في حين ذكر ممثل الفرع النقابي لسائقي سيارات الأجرة بين الولايات التابع للاتحاد العام للعمال الجزائريين، بأن الوضع في المحطة المؤقتة بمدخل المنطقة الصناعية "بالما" كان أفضل حالا من المحطة الشرقية، في حين نبه عمال بالمرفق إلى أن محلات الخدمات ستفتح أبوابها عما قريب. و قد أصبحت عملية المراقبة و حجز التذاكر و ركن الحافلات، أكثر تنظيما مما كانت عليه قبل خضوع المرفق لعملية الترميم، فضلا عن أن قابضي الحافلات أصبحوا يعلقون شارات على صدورهم، تحمل أسماءهم و صورهم، حتى أن أحدهم أشار إلى النقائص و قال لنا بأن الأمور ستتحسن إلى أفضل مما هي عليه. و تحدث مسافرون تقربنا منهم، عن توجسهم من استعمال الجسر الصغير لعبور الطريق بعد الخروج من المحطة، مشيرين إلى وقوع بعض الاعتداءات على أشخاص عند نهاية سلالم الجسر خصوصا في المساء، فيما لاحظنا بالفعل خلوه من المواطنين، و تفضيلهم المجازفة بحياتهم بعبور الطريق السريع، كما وجدنا شابا يجلس عند نهاية الجسر في نقطة لا يمكن لسائقي سيارات الطريق السريع رؤية ما يحدث بها و استغربنا من تواجده هناك، كما مررنا بسرعة بجانب هذا الشاب، الذي لم ينتبه لوجودنا خلفه في البداية، و قد تفوّه بكلمات غير مفهومة عند رؤيته لنا. يذكر أن ممثل مؤسسة "سوغرال" بمحطة المسافرين الشرقية صحراوي الطاهر، ذكر في تصريح للنصر عند أول يوم من فتح المحطة، بأن فتح المحلات سيكون قريبا بعد استقدام تجار إليها.