تشهد المحطة البرية بالخروبة توافدا كبيرا للمسافرين في هذه الفترة التي تتميز بالعطل بالنسبة للعمال والطلبة الذين يعودون إلى عائلاتهم بعد انتهاء الموسم الدراسي، حيث بلغ عدد المتنقلين عبر هذه المحطة حوالي20 ألف مسافر يوميا ما جعل الحركة بها لا تتوقف من الخامسة صباحا إلى الحادية عشر ليلا. فالحركة تبدأ بمحطة الخروبة منذ أن تفتح أبوابها على الساعة الثالثة صباحا لاستقبال العائلات التي تحط رحالها بالعاصمة مبكرا، قبل أن يشتد الحر قادمة من باقي الولايات، كما يتوجه المسافرون إلى المحطة في الساعات الأولى للنهار للتنقل إلى مختلف المناطق الشرقية والغربية والجنوبية حيث يستقلون الحافلات على الخامسة صباحا، متوجهين للاصطياف بالمناطق الساحلية أو لزيارة العائلة والأقارب خاصة في هذه الفترة حيث تكثر الأفراح والمناسبات. وقد لاحظنا الحركة المستمرة وطوابير المسافرين الذين يخضعون لتفتيش لوازمهم قبل دخولهم لحجز مكان في الحافلات المصطفة في الجهة الخلفية للمحطة والتي تحمل رقما خاصا بكل اتجاه، بينما يسعى الناقلون وقابضوهم إلى جلب الزبائن من خلال مناداتهم مباشرة بعد دخولهم إلى البهو الكبير للمحطة معلنين عن خط اتجاههم، وما يجعل المسافرين يختارون التنقل عبر المحطة هي الراحة التي يجدونها داخلها، حيث تتوفر على مختلف المرافق ومحلات بيع المأكولات واللوازم الضرورية، بالإضافة إلى الراحة داخل الحافلات التي تم تجديد معظمها حيث كانت حظيرة المحطة تتوفر على35 الى 45 بالمئة من الحافلات القديمة، بينما تقلص عددها إلى 10بالمئة فقط وتخص حافلات نقل المسافرين لمدينة جيجلوبجاية، بينما يجد المسافرون الراحة التامة في أغلبية الحافلات. وحسب مدير محطة الخروبة السيد عليوي كمال، فإن أغلبية المسافرين يتنقلون في الصباح المبكر وكذلك مساء، وذلك بمعدل مئة رحلة في الفترة الممتدة من الساعة السادسة إلى الحادية عشر ليلا، أغلبيتهم يتوجهون إلى الشرق الجزائري وكذلك بجايةوجيجل باعتبارهما مدينتان سياحيتان تتميزان بمناظرهما الطبيعية الخلابة التي تجلب كثيرا من السياح، بينما يتوجه عدد قليل منهم نحو وهران والجنوب الجزائري الذي بدأت الرحلات نحوه تتضاعف في السنوات الأخيرة مع تحسن الوضع الأمني واختيار بعض الناقلين هذه الاتجاهات مثل حاسي مسعود، ورقلة، بشار وغيرها.. ويضمن عملية نقل المسافرين الناقلون الخواص الذين تشكل حافلاتهم أغلبية حظيرة المحطة وذلك بنسبة 97 بالمئة، كما أن عدد الحافلات يتضاعف من سنة إلى أخرى ليصل إلى حوالي500 حافلة موزعة على مختلف الاتجاهات والتي يتم التنقل لبعضها من خلال الحجز المسبق خاصة بالنسبة للمسافات البعيدة. ولتوفير الظروف الملائمة للسفر، تم تدعيم المحطة بكل الوسائل المادية والبشرية، منها رفع عدد عمال الشبابيك لتسهيل الحجز المسبق وعدم تأخر المسافرين عن مواعيد انطلاق الحافلات، كما يشتغل عمال النظافة دون توقف، مما أعطى صورة ايجابية للمحطة وجعل العديد من المواطنين يختارونها بدلا من استعمال سيارات الأجرة خاصة بالنسبة للذين لا يملكون إمكانية السفر عبر الجو. كما أدى توفر النقل من المحطة إلى مختلف مناطق العاصمة الى الإقبال أكثر على هذه الأخيرة، فبالإضافة إلى سيارات الأجرة المتواجدة داخل المحطة للقيام بهذه المهمة والتي لا تتوقف ليلا ونهارا، فإن حافلات النقل الحضري تضمن نقل حوالي 12ألف مسافر من المحطة إلى وسط العاصمة عبر الخط رقم 113الرابط بين محطة الخروبة وساحة الشهداء، والذي يشتغل من الخامسة والنصف صباحا إلى السابعة والنصف صباحا من خلال ثماني حافلات تمر عبر الموقف كل عشر دقائق لنقل 135مسافر في الرحلة الواحدة والتي تشتغل بفضل 16سائقا موزعين على الفترتين الصباحية والمسائية بمعدل ثمانية سائقين في كل فترة، ما يجعل المسافرين في غنى عن سيارات الأجرة التي يفرض أصحابها أسعارا ليست في متناول الأغلبية وكذلك سيارات"الكلوندستان"التي يصطف أصحابها بالقرب من المحطة بجانب الطريق السريع محاولين بذلك اصطياد الزبائن مباشرة بعد وصولهم إلى المحطة لنقلهم مقابل أسعار جد مرتفعة.