باتنة: استرجاع سيارة مسروقة وتوقيف لصّي المنازل    سقطت بحجم البيض وكرات التنس: حبات البرد تخلف خسائر في ممتلكات المزارعين بالبرج    حج1445ه /2024 م: "حجاجنا الميامين مدعوون لأن يكونوا خير سفراء لوطنهم"    فدرالية مربي المواشي تؤكد على أهمية العملية: يجب الانخراط بصفة فعالة لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    اجتماع الاتحاد العربي للحديد والصلب بالجزائر: بحث تعزيز التكامل الصناعي بين الدول العربية    ارتقاء عشرات الشهداء ومئات المصابين    في وقت جمعه حديث بالناخب الوطني: بونجاح يكشف الوجهة المستقبلية    بولوسة ممثل تنس الطاولة: 36 رياضيا ضمنوا التواجد في دورة الأولمبياد    2027 سنة جني الثمار    أكد أنه مكسب هام للجزائر: رئيس الجمهورية يدشن القطب العلمي والتكنولوجي بسيدي عبد الله    في اجتماع برؤساء المراكز القنصلية الجزائرية بأوروبا و أمريكا الشمالية: الخارجية تدعو لتعزيز نوعية التكفل بالجالية في الخارج    طواف الجزائر للدراجات    سطيف: وفاة شخصين وإصابة 4 آخرين في حادثي مرور    إيران : تعرض مروحية الرئيس إلى حادث    رئيس حركة البناء الوطني،عبد القادر بن قرينة،من تيميمون: ضرورة حماية أمننا الفكري من محاولات استهدافه من بعض الجهات    لتوفره على مرافق عصرية تضمن تكوينا نوعيا للطلبة،الرئيس تبون: القطب العلمي والتكنولوجي بالمدينة الجديدة يعد مكسبا هاما للجزائر    الانطلاق الرسمي للإحصاء العام للفلاحة    تفعيل تواجد الجزائر في منظمة الأمن والتعاون بأوروبا    هيئة إفتاء مصغرة لمرافقة الحجاج إلى البقاع المقدسة    الآفات الزراعية محور يوم دراسي ببسكرة    برنامج بحث واستغلال لتثمين إمكانات المحروقات    الحرب منتهية في غزة.. ما يجري "إخراج لليوم التالي"    قوات الاحتلال تحاصر مستشفى "العودة" شمال غزة    الفرقة الهرمونية للحرس الجمهوري.. إبداع في يوم الطالب    ربط سكيكدة بالطريق السيار "شرق-غرب" مشروع مستعجل    بحث فرص رفع المبادلات المقدرة ب700 مليون دولار سنويا    "فينيكس بيوتك"..أهمية بالغة للإقتصاد الوطني    دورة تكوينية لفائدة مسيري الجمعيات واعضائها ببسكرة    مستعدون لتعزيز التعاون في مجابهة التحديات المشتركة    الجيش الصحراوي يستهدف جنود الاحتلال المغربي بقطاع السمارة    نحو إصدار مؤلف جديد يجمع موروث سكان "الوريدة"    محرز "الغاضب" يردّ على شائعات خلافاته مع مدرب الأهلي    حفريات إنقاذية بالموقع الأثري "أبيدوم نوفوم"    اللباس الفلسطيني.. قصة مقاومة يحاول المحتل طمسها    صور بهية ومتنوعة عن "ميموزا الجزائر"    جامعة الجزائر 1 "بن يوسف بن خدة" تنظّم احتفالية    كلوب بروج وأندرلخت البلجيكيَين يتنافسان لضم قادري    أندية إنجليزية تراقب اللاعب الواعد مازة    تتويجنا باللّقب مستحق.. ونَعِد الأنصار بألقاب أخرى    حجز آلاتي حفر بعين الذهب والنعيمة    توصيات بإنشاء مراكز لترميم وجمع وحفظ المخطوطات    قتيل و5 جرحى في اصطدام تسلسليّ    سكيكدة.. نحو توزيع أكثر من 6 ألاف وحدة سكنية    مستغانم.. انطلاق أشغال تهيئة 3 قاعات متعدّدة الخدمات    تحسين التكفل بالمرضى الجزائريين داخل وخارج الوطن    العدوان على غزة: هناك رغبة صهيونية في إستدامة عمليات التهجير القسري بحق الفلسطينيين    الطارف : مديرية السياحة تدعو المواطن للتوجه للوكالات السياحية المعتمدة فقط    الثلاثي "سان جيرمان" من فرنسا و"أوركسترا الغرفة سيمون بوليفار" الفنزويلية يبدعان في ثالث أيام المهرجان الثقافي الدولي ال13 للموسيقى السيمفونية    سيساهم في تنويع مصادر تمويل السكن والبناء: البنك الوطني للإسكان يدخل حيز الخدمة    بلقاسم ساحلي يؤكد: يجب تحسيس المواطنين بضرورة المشاركة في الانتخابات    رتب جديدة في قطاع الشؤون الدينية    المولودية تُتوّج.. وصراع البقاء يتواصل    الاتحاد الإفريقي يتبنى مقترحات الجزائر    نفحات سورة البقرة    الحكمة من مشروعية الحج    آثار الشفاعة في الآخرة    نظرة شمولية لمعنى الرزق    الدعاء.. الحبل الممدود بين السماء والأرض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيما يعتبر الناقلون المسافرين مجرد سلعة
نشر في النصر يوم 09 - 06 - 2012


لا راحة و لا أمن بمعظم المحطات البرية للشرق
رغم التحرير التام لنشاط نقل المسافرين و خوصصته منذ سنوات طويلة حتى قبل أن تمس سياسة اقتصاد السوق الحرة بقية القطاعات فقد بقت الخدمات التي تقدمها مؤسسات النقل الخاصة بعيدة عن النوعية التي يقتضيها عمل اليد الخفية للسوق طوال عقود من الزمن.
لكن تحرير نشاط نقل المسافرين نسبيا عبر الحافلات و بقاء تراخيص سيارات الأجرة محل جدل بين داعين إلى تحريرها و مطالبين ببقائها حكرا على أفراد الأسرة الثورية ، قضى على نقص وسائل النقل دون أن يرفع من نوعية خدماتها، فلا يزال النشطون في مجال نقل المسافرين يعاملون زبائنهم كبضاعة، و لا يحترمونهم كمستهلكين لخدماتهم، بل مجرد ركاب يدفعون ثمن التذكرة و يسافرون إلى المدينة التي يريدونها في كل الظروف، تحت ضغط الحاجة.
الخدمات السيئة للنقل العمومي بين الولايات صارت أيضا سمة للنقل الحضري، و لكن الخدمات التي تقدمها الهيئات و المصالح العمومية لمستعملي وسائل النقل العام في المحطات البرية لنقل المسافرين لا تختلف كثيرا عن أسلوب معاملة الناقلين لهم.
فقد تقاسمت عدة محطات نقل بكبريات مدن الشرق الجزائري صفات غياب النظافة و الأمن و طغيان الفوضى في عمل تلك المحطات التي تسير بعضها الشركة الوطنية لنقل المسافرين و هي الشركة التي كانت تحتكر النشاط و تتولى البلديات تنظيمها و تسيير ممتلكاتها و رعاية مرافقها.
محطات نقل المسافرين صارت مرتعا للمنحرفين و اللصوص و خاصة في فترات المساء و لم يعد المسافرون يأمنون على أنفسهم و هم يعبرون تلك المرافق في فترات غير مناسبة.
و قد تحولت الهياكل التي أنشئت لتسهيل نشاط وسائل النقل العمومية تلك بفعل الزمن و غياب الرقابة و المتابعة و حسن التسيير و التدبير إلى أوكار للنشاطات الممنوعة، لم تعد تتماشى مع التطورات التي حصلت في المجتمع حاجة الناس اليوم إلى تكفل أحسن بمطالبهم في مجال التنقل برا.
و قد فكرت السلطات المعنية في بناء محطات جديدة للنقل البري توفر أبرز الخدمات و تستجيب لنشاط متزايد، كما أن تسييرها ينبغي أن يكون بيد مهنيين متخصصين،و قد جنى التسيير العشوائي التقليدي لقطاع حساس على قدرات محلية مهمة في عدة ولايات، فكلما تردت خدمات النقل العام في جهة معينة تأثرت النشاطات الاقتصادية و الاجتماعية لتلك الجهة بذلك التردي و هو ما جعل فئات عريضة من المواطنين تفقد الأمل تماما في الاعتماد على وسائل النقل العمومي و دفعها ذلك إلى المغامرة بشتى الصيغ لامتلاك سيارة خاصة، صارت البديل الضروري لوسيلة النقل العمومية التي بدل التخفيف عن المواطن في المدينة و التقليل من متاعبه صارت مصدرا لمتاعب جديدة و سببا للمزيد من القلق. ع.ش
محطتا نقل المسافرين بقسنطينة تنتظران إعادة التأهيل
بؤرتان للإجرام و الفوضى و انتشار واسع للقاذورات
الصورة الأولى التي تنطبع في مخيلة الزائر لمدينة قسنطينة حينما يبلغ مقصده في إحدى محطتي النقل البري للمسافرين مزيج من الفوضى و الروائح الكريهة و انتشار واسع للقاذورات.
تزداد الصورة سوادا حينما يكون المسافر قد وصل إلى محطتي النقل الشرقية القديمة و الغربية المعروفة بمحطة بوالصوف مع غروب الشمس أو في الصباح الباكر، حينها سيكون عرضة لمواجهة صنف جديد من المتاعب لا علاقة لها بمشاق سفره، المسافر في تلك الفترات الخطرة عليه أن يتسلح في محطتي نقل المسافرين لمواجهة إعتداءات المنحرفين و اللصوص الذين يقومون بسلب الزوار أشياءهم من هواتف نقالة و حقائب يدوية، و غالبا ما يجد المسافر نفسه وحيدا حينما ينفرد به بعض المجرمين في زاوية معزولة بمحطة نقل المسافرين الشرقية والتي تجرأ فيها اللصوص على نهب ضحاياهم نهارا، و منعوهم من عبور الطريق المزدوج عبر الجسر المعد خصيصا لذلك، لكون المعبر الآمن صار في قبضة المعتدين.
يتساءل الكثيرون عن السر وراء تحطيم السياج المعدني الفاصل بين جزئي الطريق المزدوج على محور شارع الصومام قبالة محطة نقل المسافرين، و مخاطرة النساء و الشيوخ و الشابات و طلاب الجامعة بالعبور وسط السيارات المسرعة، لكن الجواب بسيط فقد يكون المسافر عرضة لاعتداء منحرفين اتخذوا من الجسر العابر للطريق مركزا لنشاطهم، و قد حدثت حالات اعتداء فوق الجسر وجد فيها الضحايا أنفسهم معزولين في مواجهة المعتدين.
أما ببقية زوايا المحطة فكل مكان معزول و لا وجود للمسافرين فيه يشكل خطرا، يحدث كل ذلك رغم التواجد الأمني المستمر لعناصر الشرطة في محطة المسافرين، و لكنه تواجد غير كاف لكون الشرطة تعمل على مراقبة حركة المركبات و تمنع اختناق المرور داخلها و تسهر على حماية الجزء الظاهر من رصيف المسافرين أين تتوقف حافلات النقل ما بين الولايات، بينما تترك بقية المحطة بيد صانعي قانون الأقوى.
في المحطة الغربية قرب حي بو الصوف لا يكاد الأمر يختلف كثيرا بل أن المحطة تكون مهجورة تماما في ساعات المساء و يضطر المسافرون المتأخرون إلى ترصد وسيلة النقل على قارعة الطريق، و قد زادت أشغال الترميم و التهيئة الجارية بالمكان من فرص نشاط المنحرفين لتنفيذ اعتداءاتهم.
غياب التغطية الأمنية الكافية بمحطتي نقل المسافرين بمدينة قسنطينة ليس العيب الوحيد في مرفقين عموميين يفترض أنهما واجهتان لعاصمة الشرق، فسوء التنظيم في عمل الحافلات التي يتسابق أصحابها لنقل المسافرين، دون احترام لمواعيد الركوب أو السير نحو وجهاتهم بمختلف ولايات الوطن، و ما يحكم الأمر هو توفر العدد الكافي من الركاب و خاصة عدم وجود حافلة منافسة تعمل على الخط نفسه، حينها يصير صاحب الحافلة ممسكا بالمصائر و مسيرا للمقادير.
في جانب سيارات الأجرة هناك بعض النظام، الذي سرعان ما تعبث به نهاية النهار و تصير سيارات "الفرود" أو الصفراء بسعر الذهاب و الإياب بديلا مفروضا على المسافرين الذين لم يغادروا قسنطينة في الوقت المناسب.
أما من حيث الخدمات فلا وجود أصلا لمرافق جديرة بأن تخدم المسافرين إلا بعض المقاهي و محلات الأكل السريع التي تنعدم بأغلبها شروط النظافة و التي صارت سببا في تلوث محيط محطتي النقل، أما محلات الهواتف العمومية و أكشاك بيع الجرائد و طاولات الباعة الفوضويين فتعمل في بيئة "مناسبة" و تجد في الفوضى المستمرة مناخا للإزدهار.
النصر خلال إعدادها للموضوع علمت أن والي قسنطينة نور الدين بدوي طلب قبل فترة إعداد بطاقتين تقنيتين للقيام بعملية إعادة تأهيل محطتي نقل المسافرين الشرقية و الغربية، بينما تعمل البلدية على ذلك و تقوم من حين لآخر ببعض الأشغال استجابة لمطالب مستعملي المحطتين من أصحاب الحافلات و سائقي سيارات الأجرة، مثل توسيع و تزفيت الساحة المحاذية للوادي بالمحطة الشرقية المخصصة لتوقف حافلات المناوبة.
مدير النقل لولاية قسنطينة السيد خليفي فريد قال أن وضعية محطتي المسافرين الشرقية و الغربية غير لائقة و تعمل المديرية على مساعدة البلدية باعتبارها مالكة للمرفقين على تحسين عملهما، بإنتظار تحولهما إلى محطتين للنقل الحضري بمجرد دخول مشروع محطة زواغي الخدمة، و هو المشروع الذي انتهت دراسته.
المسؤول عن قطاع النقل قال أن المخطط المزمع تنفيذه مع بداية العمل بالطرامواي في الثلاثي الأول من السنة القادمة يجعل حوالي 70 بالمئة من النقل في قسنطينة يتم عبر الوسيلة الجديدة، و من شأن محطة زواغي بنمطين و ليست متعددة الأنماط بعد التخلي عن فكرة تمديد خط سكة حديد القطار نحوها، أن تمتص حركة النقل بالحافلات من مختلف الولايات الشرقية و الغربية، التي يكون وصولها إلى زواغي عبر الطريق السيار، أما حافلات الولايات الجنوبية فتصل غلى محطة جديدة بعلي منجلي يجري إنجازها و قد بلغت الأشغال بها نسبة 80 بالمئة.
ويتضح من خلال البرامج أن وضعية محطتي المسافرين الشرقية و الغربية بمدينة قسنطينة على سوئها ليست على جدول أولويات المسؤولين، الذين يعملون على تنفيذ برامج لإنجاز محطتين بريتين من الصنف أ بكل من عين السمارة و حامة بوزيان تبلغ طاقة نشاطهما أكثر من مليون مسافر سنويا، كما سيتم انجاز محطة من الصنف ب ببلدية زيغود يوسف تستوعب ما بين 750 ألف و مليون مسافر سنويا، و أخرى أقل بعين عبيد من الصنف ج.
بالتوازي مع محطة علي منجلي التي سيصلها خط الطرامواي بعد تمديده و يعبرها في مرحلة لاحقة نحو الخروب، سيتم إنشاء قطب للتبادل بديدوش مراد بين وسائل النقل البري و النقل بالسكك الحديدة على متن القطار و هو العمل الذي يخفف من ضغط دخول حافلات النقل و سيارات الأجرة من مختلف الولايات إلى المحطتين الحاليتين بقسنطينة.
محطة زواغي الجديدة ستكون حسب مدير النقل مسيرة من طرف المؤسسة العمومية "سوغرال" التي تتولى تسيير محطة الخروبة بالعاصمة و ذلك لكونها المتعامل الوحيد المؤهل في الميدان و الذي يستجيب لدفتر الشروط الخاص بتسيير المحطات البرية لنقل المسافرين. و أعلن المدير خليفي عن مراجعة لمخطط النقل بمدينة قسنطينة تنطلق دراسته خلال شهر جوان الجاري و يكون مستغلا مع بداية عمل الطرامواي، كما تحتاج المدينة الجديدة علي منجلي إلى مخطط نقل جديد بسبب توسعها السريع و الكبير، أما بقية الوضعيات المتعلقة بالمرور في قسنطينة فتتم معالجتها حالة بحالة في ظل متغيرات يومية فرضها مرور سكة حديد الطرامواي من زواغي حتى ملعب بن عبد المالك بوسط المدينة، و يقول المسؤول عن القطاع أن ما يظهر من مشاكل في نقطة من المدينة تتم معالجته و تقديم حلول له في نقطة أخرى، لكن نهاية متاعب المسافرين برا من و إلى قسنطينة عبر المحطتين الحاليتين ليست قريبة، و يبرز من خلال وضعيتهما السبب في تدهور حالة النقل العمومي و سوء تنظيمه مهما تعددت البرامج و تكاثرت المشاريع.
ع.شابي
محطة نقل المسافرين بأم البواقي
شجارات يومية بين الناقلين و سرقات والنظافة الغائب الأكبر
يصطدم الزائر لعاصمة الولاية أم البواقي بمشاهد غريبة وواقع مزر يقابله في أولى اللحظات التي تطأ فيها قدماه المحطة البرية الوحيدة لنقل المسافرين والتي تغيب فيها بحسب قاصديها أدنى الضروريات وهي في حاجة ماسة لتدعيمها بشتى المرافق في غياب المنشآت وبالرغم من كونها تطل على المقر الجديد للمديرية الولائية للنقل إلا أن ذلك لم يمنع أبدا من احتضان المحطة لشجارات يومية وفوضى لا تكاد تنتهي في يوم حتى تطلع عليها شمس يوم جديد إلى جانب احتضانها للصوص يترصدون ضحاياهم ويستولون على حقائبهم في مشاهد تحدث في غياب الأمن.
محطة احتضنتها الطرقات بلا تصنيف ولا خدمات
من أهم النقائص التي تتخبط فيها المحطة البرية الوحيدة بمدينة أم البواقي والتي يطلعك عليها كل من تتحدث إليها من السكان تلك المتعلقة بعدم توفر سور خارجي يحدد المعالم الخارجية للمحطة ويضبط دخول وخروج العربات وحافلات نقل المسافرين، والملفت للانتباه في جولتنا الميدانية أن المحطة شيدت لتحتضنها طرقات عمومية وجعلها ذلك محطة برية لا يمكن لأي كان أن يصنفها لا في المرتبة "أ" ولا في المرتبة "ب" ولا في بقية المراتب إضافة إلى أن غياب السور جعل الغرباء يتوقفون بمركباتهم إلى جانب الحافلات العاملة على بقية الخطوط، بالنظر لما هو متوفر من مشاكل واحتجاجات يومية تنوعت لتشمل كافة الجهات.
وهي الاحتجاجات التي تتعلق أساسا بمطالبة مستأجري المحلات بتوفير الإنارة لمحلاتهم والإنارة العمومية كذلك إضافة إلى تلك التي تخص سائقي سيارات الأجرة الذين يتزاحمون مساء جنبا إلى جنب مع سائقي سيارات الفرود غير المرخصة "الكلوندستان"، إضافة إلى الإشكال المتمثل في غياب لافتات تحدد أماكن التوقف ما يجعل الحافلات العاملة على الخط الرابط بعين ببوش تتوقف في المكان المخصص لناقلي قرية سيدي أرغيس والعكس وحافلات قصر الصبيحي تختلط بجانب حافلات خط عين فكرون والضحية الأبرز هو المسافر.
ما يميز كذلك المحطة البرية كثرة الشجارات بين الناقلين وأحيانا بين المواطنين والمسافرين أنفسهم وهو ما أبرزه عديد المواطنين الذين التقينا بهم عند إجرائنا لهاته التغطية الميدانية، أين أبرز الكثير بأن المحطة الحالية باتت لا تليق لاحتضان الحافلات وسيارات الأجرة القادمة من مختلف الولايات بفعل حالة الفوضى السائدة والاعتداءات الحاصلة التي تخلف في كثير من الأحيان جرحى في حالات حرجة في نزاعات متفرقة تستعمل فيها الحجارة والأسلحة البيضاء من عصي وهراوات ويكون موضوعها متفرق من يوم لآخر وأحيانا يكون مكان التوقف أو التوقيت المخصص للانطلاق هو الذي يدفع إلى الدخول في شجارات عنيفة، إضافة إلى كثرة عمليات السطو التي تستهدف المسافرين والطلبة القادمين من مسكيانة وعين مليلة وعين فكرون وحتى من مختلف الولايات الشرقية، والذين يتقدمون في كل مرة كضحايا أمام الجهات الأمنية وجعل ذلك المسافرين يناشدون السلطات الولائية والمحلية تعزيز الأمن داخل المحطة وفي محيطها الخارجي الذي بات الملاذ المفضل للصوص ومدمني المهلوسات.
62 مليار لإنجاز وتشييد أجمل محطة بولايات الشرق
ويرى المدير الولائي للنقل بأم البواقي السيد فوزي شاكر بأن المحطة البرية الحالية للمسافرين عبارة عن موقف للحافلات وليست محطة ويؤكد ذلك بن مشروعا ضخما جاري تشييده لإقامة محطة برية من صنف "أ" وهي الىن في طور الإنجاز وبلغت نسبة الأشغال بها 65 % على أن يتم تسليمها خلال السداسي الثاني من السنة القادمة.
المدير الولائي بين بأن الأشغال تسير بوتيرة محترمة في المحطة التي تتوفر بعد انتهاء الأشغال على كل شروط الراحة والأمن لصالح المسافرين والناقلين من صيدلية ومقاهي ومكاتب مختلفة ومطاعم وأكشاك لبيع الجرائد، والهدف من إقامة المحطة بحسب المتحدث إلينا والمسؤول الأول على القطاع هو تنظيم عمل ونشاط الناقلين وليس بمقدور أي كان المقارنة بين موقف للحافلات ومحطة للمسافرين بكل المواصفات والتي تتربع على مساحة 29 ألف متر مربع ورصد لها مبلغ مالي يقدر ب62 مليار سنتيم وسيجعلها ذلك من اجمل محطات الشرق .
وعن التسيير فبين السيد فوزي شاكر بأنه من مسؤولية مديرية النقل وليس كما هو جار في المحطة التي وصفها بالموقف والتي تتبع البلدية، وبالنظر لما هو حاصل في الموقف فالمديرية وضعت دفتر شروط يتوفر على كل الضروريات الواجب احترامها من قبل المستأجر، مدير النقل كشف بأن المحطة الجاري إنجازها تتوفر على 37 رصيف لتوقف الحافلات 24 منها مخصص لما بين الولايات و13 المتبقية للخطوط المحلية.
وهي جزء من جملة مشاريع تأتي لتنظيم قطاع النقل عبر الولاية والقضاء على ظاهرة التوقف الفوضوي على الأرصفة والمساحات المخصصة للراجلين أين سيتم تدشين المحطة البرية بعين البيضاء خلال الأشهر القليلة القادمة وكذا تخصيص مشاريع متفرقة لإنجاز محطات حضرية في كل من عين مليلة وعين فكرون وعين كرشة وأم البواقي وعين البيضاء. أحمد ذيب
بمحطة سيدي إبراهيم بعنابة
في المساء يزدهر عمل "الفرود" وتنشط عصابات الأسلحة البيضاء أكثر
تشهد المحطة البرية لنقل المسافرين الخاصة بسيارات الأجرة للنقل الجماعي ما بين الولايات " سيدي إبراهيم " الكائنة بالمدخل الجنوبي لمدينة عنابة حالة من الفوضى، جراء تفاقم العديد من المشاكل التي ما فتئ يطرحها أصحاب السيارات و المسافرين على حد سواء، خاصة منها ما يتعلق بالتهيئة، و كذا فوضى الخدمات، سيما مشكل محلات الإطعام السريع، فضلا عن قضية ضعف التغطية الأمنية ليلا، الأمر الذي جعل مصالح الأمن تصنف هذه المحطة من بين النقاط الساخنة في مخططاتها، على إعتبار أن عصابات الأشرار تستعمل الأسلحة البيضاء لتنفيذ إعتداءاتها على بعض المسافرين تحت جنح الظلام.
المحطة عرفت إستجابة السلطات المحلية للإنشغالات التي ظلت تشكل تؤرق أصحاب السيارات، و ذلك ببرمجة شطر أول من مشروع تهيئة المحيط، و الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 3 ملايير سنتيم، و هو المشروع الذي تم تجسيده، و وجه بالأساس إلى تزفيت الأرضية، مما خلص السائقين من مشكل الوضعية الكارثية التي كانت تتواجد عليها المحطة، لأن كثرة الحفر كانت من أكبر النقاط التي ظل أصحاب المركبات يطرحونها في مختلف إجتماعات ممثليهم من السلطات الولائية و مديرية النقل، مع تحول المكان المخصص لتوقف السيارات إلى مجموعة من البرك المائية طيلة فترة تساقط الأمطار، و سمح إنجاز الشطر الأول من الأشغال المسجلة بإعطاء وجه مغاير للمحطة التي تقصدها يوميا ما لا يقل عن 250 سيارة أجرة، مخصصة لنقل المسافرين بإتجاه جميع ولايات الوطن.
من جهتها مصالح بلدية عنابة قامت بتجديد مختلف الأروقة المخصصة لسيارات كل منطقة، مع تقسيم الأرضية التي تتربع عليها المحطة لتفادي التوقفات الفوضوية التي كانت تسجل من قبل، نتيجة طول الطوابير، خاصة بالنسبة للسيارات المخصصة لمسافري الولايات المجاورة كقالمة و الطارف، كما أن تجزئة المحطة إلى أروقة سهلت كثيرا من مأمورية المسافرين في التعرف على مكان توقف سيارات كل ولاية، رغم أن مشكل نوعية الخدمات المتوفرة على مستوى المحطة يبقى من بين الإشكاليات التي لا تزال مطروحة، لأن ظاهرة التجارة الفوضوية تبقى تصنع " ديكورا " يوميا بالمساحة المخصصة لتوقف سيارات النقل الجماعي، كما أن طاولات التبغ و السجائر و كذا طاولات الفواكه لها مكانتها في محيط المحطة، فضلا عن قضية المحلات التي أنجزت بطريقة فوضوية على مستوى الجهة المحاذية لضاحية " طاباكوب "، و التي اتخذتها مجموعة من الشبان مراكز أساسية لمزاولة نشاطها، مع السعي للتنويع الخدمات، بتخصيص البعض لمحلات الإطعام، و كشك متعدد الخدمات، و كذا المراحيض.
لكن غياب إطار قانوني لتنظيم النشاط التجاري على مستوى المحطة يبقى من بين النقاط التي اشتكى منها أصحاب سيارات الأجرة، الأمر الذي دفع بمسؤولي البلدية إلى برمجة عملية لتهيئة المحطة و تطهيرها من الباعة الفوضويين، و ذلك بالشروع في إعداد دراسة تقنية للشطر الثاني من مشروع تهيئة ، و الموجه أساسا لإنجاز 12 محلا تجاريا داخل المحطة، مع منح الأولوية في الاستفادة من المحلات التي ستنجز إلى الأشخاص الذين اعتادوا على مزاولة نشاطهم بمحطة سيدي إبراهيم، خاصة منهم أولئك الذين قاموا بإنجاز فضاءات تجارية صغيرة لممارسة نشاطهم ، لأن المشروع يهدف بالأساس إلى تهيئة المحطة و تطهيرها من الباعة الفوضويين و تحسين الخدمات على مستواها.
و قد سعت مصالح بلدية عنابة بالتنسيق مع مديرية النقل بالولاية إلى تخليص المحطة البرية لنقل المسافرين بسيدي إبراهيم من مشكل ضعف الخدمات المقدمة عشية الإفتتاح الرسمي لموسم الإصطياف بعنابة، لأن الإقبال في هذه الفترة يتزايد، و عدد المسافرين يتضاعف، مادامت عنابة تحتفظ بتقاليدها، كونها تستقطب كل صائفة قرابة 5 ملايين مصطاف، و مشكل المحطة البرية كان دوما من بين النقاط التي تثار من طرف القائمين على قطاع السياحة بالولاية.
بالموازاة مع ذلك فإن من أبرز النقاط السوداء التي تسجل على مستوى المحطة سيدي إبراهيم بعنابة مشكل عدم توفر الإنارة ليلا، و ضعف التغطية الأمنية، لأن النشاط على مستوى هذه المحطة يشل بنسبة كبيرة في أواخر النهار، حيث يضطر أصحاب سيارات الأجرة إلى الإنسحاب من الساحة بمجرد حلول الظلام، الأمر الذي يفسح المجال أمام " الفرودير " للتكفل بنقل المسافرين ليلا بأسعار مضاعفة، حيث أن السيارات ذات اللون الأصفر تختفي تماما من المحطة، و لا يجد المسافرون من وسيلة للتنقل سوى خيار إمتطاء سيارة " كلونديستان " لمواصلة الرحلة إلى مكان آخر، خاصة و أن البقاء لفترة طويلة ليلا في محطة سيدي إبراهيم يعرض كل مسافر لخطر الإعتداءات الجسدية من طرف جماعات أشرار، ما فتئت تتخذ من المحطة مركزا للقيام بعملياتها بإستعمال أسلحة بيضاء، رغم أن هذه العصابات تبقى محل مطاردة من طرف الفرق الامنية المتنقلة، و آخر العمليات التي تم تسجيلها في هذا الشأن نجاح مصالح الأمن الحضري الرابع منتصف الأسبوع المنصرم في إلقاء القبض على شاب مسبوق قضائيا كان محل بحث أمني و قضائي، أدخل الرعب في نفوس المسافرين بمحطة سيدي ابراهيم حيث كان يعتدي عليهم باستعمال أسلحة بيضاء محظورة، و كذا تفكيك عصابة المقنعين التي تضم في تركيبتها فتاة في العشرينيات من العمر، و هي العصابة التي كانت تزاول نشاطها بمحطة سيدي ابراهيم والأحياء المجاورة لها.
ص / فرطاس
أمام خطر المركبات و الإعتداءات ليلا
محطة نقل المسافرين صارت نقطة سوداء
في مدينة سطيف
تعرف محطة نقل المسافرين بمدينة سطيف وضعية كارثية خاصة فيما يتعلق بالنظافة التي تنعدم بها تماما حيث تملؤها القمامة و المياه القذرة فيما تغرق في برك من الأوحال خلال فصل الشتاء ،بالإضافة إلى الفوضى العارمة التي تميز دخول و خروج الحافلات ،إذ كثيرا ما يطلب من المسافرين عبر الخطوط الطويلة الذين يصلون ليلا إلى سطيف النزول على مستوى الطريق الوطني رقم خمسة دون الدخول إلى المحطة مما يجعلهم عرضة لمختلف الأخطار سواء خطر المركبات المارة عبر الطريق المذكور أو خطر الاعتداءات في ظل غياب الأمن حتى داخل المحطة التي تتوفر على مركز للأمن يضم حوالي ثمانية أعوان غير أن المسافرين يشتكون عدم وجود المناوبة الليلية.
كما تعاني المحطة من فوضى التوقف التي تصنعها سيارات «الفرود»التي يتزايد عددها يوما بعد يوم بلا رقيب أو حسيب ،كما يساهم مستأجرو المحلات الخدماتية كالمطاعم و المقاهي و الأكشاك في تفاقم الوضع من خلال الصراخ و الضوضاء و كذا رمي الأوساخ بطريقة عشوائية
و حسب ممثل المؤسسة الوطنية لنقل المسافرين بشرق البلاد المكلف بتسيير هذه المحطة التي تعود نشأتها إلى سنة 1992 فإنها تستقبل حوالي ثلاثين ألف مسافر يوميا ،فيما تدخلها أزيد من 920 حافلة تشتغل عبر مختلف الخطوط و الاتجاهات ، 420 منها عبر الخطوط شبه الحضرية و 320 عبر الخطوط الحضرية .
ذات المصدر أكد أن مصالحه مكلفة فقط بتسيير مضامير توقف الحافلات و المحافظة على مواقيت التوقف و الانطلاق ،أما القضايا المتعلقة بالنظافة و المحلات و المراكز الخدماتية فهي من صلاحيات مصالح البلدية ،و نفس الشيء بالنسبة للفوضى السائدة و انعدام الأمن التي تقع مسؤوليتها على عاتق مصالح الأمن،أما ما يتعلق براحة المسافر و إحتمال تعرضه للغش من طرف الناقلين فهو المعني بها بالدرجة الأولى حسب ذات المسؤول إذ يجب أن يتقدم بشكوى إلى إدارة المحطة في حال تعرضه لأية تجاوزات من طرف الناقلين حتى يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة،مضيفا أنه قام بالعديد من المراسلات للجهات المعنية بهذا الخصوص و تلقى عدة وعود بتحسين أوضاع هذا المرفق العمومي الذي يعد واجهة المدينة و يشكل نقطة سوداء تسيء لها ،غير أن الوضع يزداد سوءا من سنة إلى أخرى .
و تجدر الإشارة أن قطاع النقل بولاية سطيف يتوفر على ثلاث محطات لنقل المسافرين واحدة من صنف «أ» و اثنتان من صنف «ب» و خمس محطات ثانوية و 36 نقطة توقف عبر البلديات ،فيما يشتغل في القطاع 2250 متعاملا يوفرون 85304 مقعدا بواسطة 2430 وسيلة نقل ،علما بأن معدل عمر مركبات الحظيرة 13 سنة .
سكان الولاية ينتظرون بفارغ الصبر إنجاز مشروع المحطة متعددة الأنماط بحي عين الطريق جنوب المدينة الذي هو في طور الإنجاز و الذي ينتظر أن يساهم في تحسين الخدمات في هذا القطاع الحيوي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.