منشور وزاري يلزم المؤسسات باسترجاع كتب السنة الأولى ابتدائي سجلت نقابات التربية وأولياء التلاميذ نقصا واضحا في توزيع الكتب المدرسية، من بينها كتاب الرياضيات السنة الأولى متوسط، على مستوى العديد من المؤسسات التعليمية، كما تعطلت بدورها عملية توزيع منحة 3 آلاف دج على التلاميذ المعوزين، بسبب الإجراءات البيروقراطية، وكذا انشغال المقتصدين بمعالجة نقص الكتب المدرسية استعدادا لانطلاق الدروس. ما تزال العديد من المؤسسات التعليمية تنتظر تزويدها بالعدد الكافي من الكتب المدرسية، من بينها الكتب الجديدة التي شملتها إصلاحات الجيل الثاني بعد مرور أسبوعين على انطلاق السنة الدراسية، مما أثار قلق الأولياء، خاصة وأن الدراسة الفعلية ستنطلق الأحد المقبل، بشروع الأساتذة في تطبيق البرامج الجديدة، وبحسب رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد، فإن النقص مسّ بصورة أخص كتاب الرياضيات السنة الأولى متوسط، و بحسبه فإنه يعود إلى تأخر طباعة هذا الكتاب، بعد أن تم إعطاء الأسبقية لكتب السنتين الأولى والثانية ابتدائي، كاشفا عن صدور منشور وزاري جديد مؤخرا، يتضمن إلزام تلاميذ السنة الأولى ابتدائي بالمحافظة على الكتب المدرسية التي تمنح لهم مجانا، بغرض إعادة توزيعها من جديد على التلاميذ الجدد في السنوات المقبلة، مؤكدا أن المنشور نص أيضا على عدم طباعة كتب السنة الأولى ابتدائي على مدى الثلاث سنوات المقبلة، تطبيقا لسياسة ترشيد النفقات التي تنتهجها وزارة التربية الوطنية. وأكد من جانبه رئيس نقابة «الكنابست» مسعود بوديبة، تسجيل عجز واضح في توزيع الكتب المدرسية الموجهة لمختلف المستويات التعليمية، وأن تنظيمه تلقى اتصالات من قبل أولياء لمساعدتهم في الحصول على هذه الوسيلة البيداغوجية، مضيفا أنه على مستوى العاصمة، تم الوقوف على نفس الإشكال في العديد من المؤسسات، جراء عدم توفر العدد الكافي من الكتب المدرسية، بما يتناسب مع حجم الطلب، داعيا أولياء التلاميذ إلى ضرورة إيصال انشغالهم إلى الوصاية للتكفل به في أقرب الآجال، علما أن وزارة التربية أعطت تعليمات لمديريات التربية لتسريع عملية توزيع الكتب على المؤسسات التعليمية، مع تخصيص نقاط بيع في العديد من المدن الكبرى. وأثار المصدر في سياق متصل، إشكالية نقص الأساتذة، رغم لجوء الوزارة إلى القائمة الاحتياطية، موضحا أن العجز مسّ العديد من المواد ، وأن الأساتذة واجهوا صعوبات في تطبيق المناهج الجديدة، رغم تخصيص أيام تكوينية لفائدة الأساتذة المعنيين بتطبيق برامج الجيل الثاني من الإصلاحات، والتي مست سنوات الأولى والثانية ابتدائي، والأولى متوسط، على أن يتم تعميمها مستقبلا على جميع المستويات. و أكد خالد أحمد من جانبه، تأخر التحاق العديد من الأساتذة الجدد بالمؤسسات التي عينوا بها، خاصة فئة النساء، اللواتي أودعن طلبات لتحويلهن إلى مؤسسات قريبة من مقر إقامتهن، منتقدا بشدة تعطل توزيع منحة 3 آلاف دج على التلاميذ المعوزين، جراء انشغال المقتصدين لمعالجة مشكل نقص الكتب، مذكرا بتعليمة الوزيرة التي نصت على الشروع في تسليم المنحة مباشرة مع الدخول المدرسي، مضيفا أن الإجراءات الإدارية ساهمت أيضا في عرقلة سير العملية، بسبب الصعوبات التي واجهها الأولياء في استخراج الوثائق الإدارية التي تثبت وضعيتهم الاجتماعية. وأفاد رئيس جمعية أولياء التلاميذ أنه على مستوى بعض الدوائر، تم عقد اجتماعات خلال شهر جويلية الماضي، خصصت لوضع قوائم تقريبية لفئة المحتاجين مع ضبط الميزانية المخصصة لهم، وأنه تم الشروع في توزيع المنحة مباشرة بعد الدخول المدرسي، في حين تعطلت العملية في مؤسسات أخرى، بسبب الانشغال بتوزيع الكتب المدرسية، علما أن العدد الإجمالي للتلاميذ الذين يستفيدون من هذه الإعانة سنويا يبلغ 3 ملايين تلميذ. ومن بين الإشكالات التي طرحها الأولياء والنقابات أيضا نقص الهياكل، مما اضطر الوزارة إلى تجميد تخفيض السن لتسجيل تلاميذ السنة الأولى، خاصة في الأحياء الجديدة، إلى جانب تعطل إعادة إدماج التلاميذ المعيدين بسبب الاكتظاظ في الاقسام الذي تشهده الكثير من المؤسسات.