تشكيكات أمريكية في جدية تعاون باكستان في مكافحة الإرهاب ذكرت صحيفة «نيويوركتايمز»الأمريكية أمس أن التوتر بين الحكومتين الباكستانيةوالأمريكية ازداد بشكل حاد بعد أن طالب مسؤولون فى الإدارة الأمريكية إسلام آباد بالإجابة عن كيفية اختباء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مكان قريب جدا من العاصمة لفترة طويلة. وجاء رد باكستان جريئا ومتحديا، حيث وصفت التصفية الأمريكية لبن لادن بأنها «عمل أحادي الجانب لم يحصل على ترخيص». وعلقت الصحيفة بأن الشكوك حول احتمال مساعدة باكستان لبن لادن عززت جهود بعض أعضاء الكونجرس لخفض المساعدات الأمريكيةلباكستان، أو قطعها بالكامل، مع وصف بعض المشرعين الأمريكيين لباكستان بحليف مخادع لا يستحق مليارات الدولارات كل عام من واشنطن. وأضاف أن مسؤولي الإدارة الأمريكية وبعض أعضاء الكونجرس مصرون على تفادي أي كسر أو شرخ فى العلاقات مع إسلام آباد، وهو ما قد يضع على المحك شبكة مكافحة الإرهاب التي أسستها وكالة الاستخبارات المركزية «سى.آي.أيه» فى باكستان. ورأت الصحيفة خطورة توتر العلاقات مع باكستان فى الوقت الذى تحاول فيه الإدارة جاهدة وضع نهاية للحرب فى أفغانستان، وهي المسألة التي تلعب فيها باكستان دورا حيويا، وإن كانت شريكا صعب المراس. وقالت الصحيفة إن مارك جروسمان مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى أفغانستانوباكستان حل على العاصمة الباكستانية أول أمس الاول وقام بتوصيل ما وصفه مسؤولون أمريكيون برسالة صارمة إلى مسؤولي المخابرات والجيش فى باكستان حيث أبلغهم أن صبر الكونجرس يستنفذ . ويأمل مسؤولون في واشنطن معرفة المزيد عن الشبكة التي سعى زعيم تنظيم القاعدة أسامه بن لادن لطلب الدعم منها عن طريق تتبع ملفات ووثائق الكمبيوتر التي استحوذت عليها القوات الأمريكية الخاصة بعد تصفية بن لادن. ونفى مسؤولون فى إسلام آباد استضافة بن لادن، وقال مسؤولون أمريكيون إنه حتى الوقت الحالي ليس هناك أي دليل ملموس على أي مسؤول باكستانى زار مجمع «ابتاآباد» أو أجرى أي اتصال مباشر مع بن لادن. وقال مسؤول مدني فى الحكومة الباكستانية أنه لا يعرف ما إذا كانت المخابرات الباكستانية ساعدت بن لادن على الاختباء أو أنها كانت غير واعية بوجوده فى باكستان، مشيرا إلى أن العملية الأمريكية فى باكستان هي إهانة دولية فى حق المخابرات الباكستانية، معربا عن أمله فى أن تقود العملية إلى الاعتراف بمشكلة المصداقية العميقة التي تواجهها باكستان الآن على الساحة الدولية.