باريس ترضخ لمطالب القاعدة و تعلن أنها ستسحب قواتها من أفغانستان أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي في تصريح لقناة "فرانس 24" أمس أن باريس لا تستبعد احتمال انسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان قبل عام 2014، مضيفا أن هذا أحد الخيارات التي تدرسها فرنسا حاليا. وقال الوزير أن في نية القيادة الفرنسية تحليل الوضع في أفغانستان في الأشهر المقبلة واستخلاص الاستنتاجات اللازمة. و يرى مراقبون أن حديث رئيس الدبلوماسية الفرنسية لأول مرة عن الانسحاب من أفغانستان يحمل في طياته و بصورة ضمنية استجابة لأهم مطلب اشترطته القاعدة من أجل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين الأربعة الذين ما زالت تحتجزهم في شمال مالي. و كانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت في وقت سابق عن مصدر في باماكو أن التنظيم الإرهابي المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي مازال يحتجز منذ سبعة أشهر أربعة رهائن فرنسيين طالب مجددا بانسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان، إلى جانب فدية ب 90 مليون أورو على الأقل في مقابل إطلاق سراح الرهائن. يذكر، أن مطلب سحب القوات الفرنسية من أفغانستان سبق أن عبر عنه في وقت سابق مرتين على التوالي زعيم القاعدة سابقا أسامة بن لادن الذي قتله كومندوس أمريكي في باكستان. و في 21 مارس الماضي، كان مصدر مقرب من الوسطاء في هذا الملف، قد ذكر لوكالة الأنباء الفرنسية بأن القاعدة في بلاد المغرب تطالب بما لايقل عن 90 مليون أورو و كذا الإفراج عن إرهابيين مسجونين بعدة بلدان، في مقابل إطلاق سراح الفرنسيين،و هو ما رفضته فرنسا في حينه. كما كان مصدر مالي مقرب من هذا الملف قد كشف لذات الوكالة أن فريقا من الوسطاء موجود حاليا في معقل الخاطفين في بلد بمنطقة الساحل لم يتم تحديده، من أجل مباشرة جولة جديدة من المفاوضات، مشيرا إلى أن المفاوضات ستكون شاقة و طويلة. للإشارة، فإن التنظيم الإرهابي يحتجز أربعة فرنسيين ينتمون إلى مجموعة سبعة أشخاص كانوا قد تعرضوا إلى الاختطاف في 16 سبتمبر 2010في أرليت، بشمال النيجر بينما كانوا يعملون لحساب المجمع النووي الفرنسي " آريفا". و في 24 فيفري أفرج الخاطفون عن ثلاث رهائن ( فرنسية، طوغولي و ملغاشي )، و نشرت وسائل إعلام وقتها أن السلطات الفرنسية دفعت للإرهابيين عبر الوسطاء فدية سخية لم يتم الكشف عن قيمتها. وفي معرض حديثه عن تصفية أسامة بن لادن ذكر جوبي أن ذلك لم يكن هدفا لقوات التحالف الدولي في أفغانستان. وقال "مهمتنا كانت ولا تزال تتمثل في مساعدة الحكومة الأفغانية في بسط سيطرتها على أراضي البلاد وضمان السلام والديمقراطية للشعب الأفغاني". ومع ذلك اعترف الوزير بان هذه المهمة لم يتسن تحقيقها بعد. وأعرب عن أمله بان تسمح تصفية بن لادن بإحراز نجاح أكبر بحسب تعبيره. م.م