أكدت باريس مجددا على لسان وزيرها للدفاع ألان جوبي أنها في اتصال بالمجموعة الإرهابية التي تحتجز سبعة رهائن، من بينهم خمسة فرنسيين. وكشفت مصادر مقربة من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أن التنظيم رفض عرضا فرنسيا بمبادلة الرهائن بعناصر من »القاعدة« يوجدون بالسجون الموريتانية. كشف أمس وزير الدفاع الفرنسي، ألان جوبي عن اتصالات بين باريس والمجموعة الإرهابية، التابعة لما يسمى ب »القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي« التي تحتجز خمسة فرنسيين وطوغولي وأخر ملغاشي، بمناطق وعرة تقع بشمال مالي، غير بعيد عن الحدود مع الجزائر. وقال الوزير الفرنسي في تصريح لمحطة »آر تي آل« الإذاعية، نقلته وكالة رويترز أن »الاتصالات قائمة ولكن أفضل وسيلة لإفشالها جعلها علنية«. وليست المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن وجود اتصالات بين باريس وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي للبحث عن مخرج لقضية الرهائن السبعة، اختطفتهم مجموعة إرهابية يقودها عبد الحميد أبو زيد، بمنطقة أرليت شمال النيجر في 16 سبتمبر الماضي، وفضلا عن التصريحات الكثيرة للعديد من المسؤولين الفرنسيين، التي تناقض كلها ما يقوله الرئيس ساركوزي ومزاعمه بأن فرنسا لن تفاوض الإرهابيين، كشفت العديد من المصادر في مالي والنيجر عن تكليف باريس شخصيات تابعة لقبائل الطوارق للقيام بوساطة مع مجموعة عبد الحميد أبو زيد، وهو ما تأكد فعلا، بحيث كان أحد الوسطاء أول من كشف عن مصير الرهائن وتحدث عن وجود امرأة بينهم تعاني من مرض خطير. وإستادا إلى مصادر أخرى مقربة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فقد رفض تنظيم عبد الملك درودكال، مقترحاً بمبادلة الرهائن الفرنسيين بأعضاء التنظيم المعتقلين في سجون نواكشوط. وكشف مصدر إقليمي عليم، في تصريح لصحيفة »الخليج« إن وسطاء عرضوا مقترحات بهذا الشأن على التنظيم قبل أن يفاجأوا بإعلان قائد التنظيم عبد المالك درودكال أن أمر الرهائن الفرنسيين الخمسة الذين يحتجزهم أصبح من اختصاص أسامة بن لادن، وهو ما جعل بعض المتتابعين لا يستبعدون احتمال نشوب أزمة بين قيادة القاعدة ببلاد المغرب والزمر الإرهابية المنتسبة لها من الموريتانيين الذين يشكّلون نسبة كبيرة من عناصر كتائب الصحراء، ما دفع ببعض المراقبين، إلى الربط بين هذا الموقف وبين فرار 28 إرهابيا موريتانيا من معاقل الفرع المغاربي للقاعدة، وتسليم أنفسهم لوحدات الجيش الموريتاني المرابطة في شمال مالي. واللافت للانتباه أن تصريحات ألان جوبي تأتي مباشرة بعد التسجيل الصوتي الأخير لزعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، عبد الملك درودكال، المكنى »أبو مصعب عبد الودود«، والذي اشترط فيه على باريس وضع جدول زمني لسحب قواتها العسكرية من أفغانستان، وأكد أيضا بأن أي تفاوض مستقبلا سوف يكون مع زعيم تنظيم »القاعدة« أسامة بن لادن. وكان الرد الفرنسي هو أن فرنسا لن تسمح لعناصر خارجية بأن تملي عليها سياستها الخارجية، وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية المعيّنة حديثا ميشيل آليو ماري في بيان أن »فرنسا لن تقبل أن يملي عليها أحد من الخارج سياستها« .