%30 من المراهقين الشواذ يحاولون الانتحار كشفت الأستاذة الباحثة آمال دهان بأن حوالي %30 من المراهقين والمراهقات الذين يتم التكفل بهم بمؤسسات الطفولة المسعفة واعادة التربية أو يخضعون للمراقبة والمتابعة المتخصصة من طرف مصالح التربية بالوسط المفتوح، يكتشفون ميولهم الجنسية المثلية الشاذة ويحاولون الانتحار تحت وطأة فقدان تقدير الذات والصراعات النفسية ورفض المجتمع وتهميشه لهم. أستاذة علم النفس بجامعة عنابة، شرحت للنصر، على هامش الملتقى الوطني حول الاضطرابات الجنسية والصدمات النفسية الذي احتضنه مؤخرا معهد علم النفس والعلوم التربوية بجامعة منتوري بقسنطينة، بأنها أجرت دراسة ميدانية استغرقت حوالي 11 شهرا حول مراهقين من نزلاء مؤسسات الطفولة المسعفة وآخرين تم التكفل بهم بمؤسسات إعادة التربية وفئة ثالثة خضعت لمتابعة ومراقبة مربيين من مصالح التربية بالوسط المفتوح التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي لولاية عنابة، قالوا جميعا بأنهم ضحايا ميولهم الجنسية المثلية الشاذة، فقام العديد منهم بمحاولات انتحار. شملت الدراسة عينة عشوائية تتكون من 88 مراهقا ومراهقة تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما، اتضح بأن 26 منهم من بينهم 5 فتيات، حاولوا الانتحار، ولقي أحدهم حتفه. وأشارت الباحثة إلى أن جميع أفراد العينة، قالوا لها بأنهم بدأوا ممارسة الشذوذ الجنسي خارج المؤسسات التي احتضنتهم أو اخضعتهم للرقابة والمتابعة (التربية بالوسط المفتوح)، وبينت الدراسات الاجتماعية التي أجريت حول هذه الحالات بأن المراهقين غير المسعفين أي الذين لم تتكفل بهم مؤسسات الطفولة المسعفة، ينتمون إلى أسر متفككة ويتعاطى آباؤهم الخمور وتنتمي أمهات 7 منهم إلى شريحة المومسات، مما جعل الكثير منهم يهربون من بيوتهم ويسقطون في بؤر الانحراف ويتعاطون المخدرات ويستنشقون غراء "باتاكس" ويتعرضون للاعتداءات الجنسية.. وأوضحت محدثتنا بأنها استخدمت في إجراء هذه الدراسة العديد من التقنيات النفسية في مقدمتها المقابلات الاكلينكية نصف الموجهة والمقابلات الجماعية، واختبارات قياس تقدير الذات واستخلصت بأن تفكير هؤلاء المراهقين في الانتحار والمحاولات التي قاموا بها لا ترتبط بالشذوذ الجنسي بحد ذاته بقدر ما ترتبط بفقدان تقدير الذات والحرمان ومشاكل وجودية وصراعات نفسية عميقة ومخاوف شديدة ناجمة عن رفض المجتمع وتهميشه لهم.