أثار ظهور نيزك في سماء أم البواقيوقسنطينة ليلة أول أمس، حالة من الهلع بين سكان العديد من بلديات الولايتين، الذين ظلوا مذهولين ولم يتمكنوا من تفسير الحادثة، فيما انطلقت أمس عملية البحث عنه لتأكيد سقوطه. وكشف رئيس جمعية ابن الهيثم للعلوم والفلك لولاية أم بواقي، زروال زين الدين، في تصريح للنصر، بأن الأمر يتعلق بنيزك سقطت شظاياه في المنطقة، مشيرا إلى أن عملية السقوط سبقتها قوة ضوء النيزك الذي مر على محور باتنة وسوق نعمان مرورا بعين كرشة وهنشير تومغني، لتسقط شظاياه غير بعيد على مزرعة مسعي رابح على طريق قسنطينة بعين فكرون. وأشار محدثنا إلى أن الجمعية وبالتنسيق مع مختصين ستشرع اليوم في عملية تحر ميدانية بحثا عن شظايا النيزك، قصد جمعها وتحويلها لمخبر مختص لإخضاعها للتحاليل، واعتبر المتحدث أنها ظاهرة فلكية عادية، والتي لم تصاحبها هزة ارتدادية كما روج له، فالنيزك لا علاقة له بالزلازل حسب تعبير المتحدث. أما على مستوى ولاية قسنطينة، فقد عاش الكثير من المواطنين مساء يوم السبت، لحظات من الذهول، استمرت لأكثر من عشر ثوان وأضاءت ليلتهم، حتى كادت أن تصبح مثل النهار، بالرغم من أن الساعة كانت تشير إلى حوالي التاسعة والنصف مساء، وقد سجلت الحادثة بمختلف أرجاء الولاية، حيث أكد سكان من حي سيدي مبروك اهتزاز جدران منازلهم وزجاج النوافذ، الذي صاحبه دوي قوي يشبه صوت الانفجار، في حين قال آخرون بأنهم شاهدوا ضوءا قويا، ظنوا في البداية بأنها صاعقة، لكن الشعاع مضى في شكل خطي بالسماء، قبل أن يختفي تماما، ويسود الظلام مجددا، وينخرط بعضهم في التكبير بصوت عال بسبب الخوف الذي تملكهم. ونقل الكثير من المواطنين روايات متقاربة عن الحادثة على مستوى الجهة الشمالية إلى غاية البلديات الجنوبية للولاية، في حين تنقلت النصر إلى القرى التابعة لبلدية سيقوس، أين أكد سكان من المنطقة المسماة سيلة، مشاهدتهم شعاعا انفجاريا يمر بسرعة في السماء قادما من جهة بلدية عين سمارة باتجاه عين مليلة، وقالوا أنه «نجم»، مرجحين أن يكون قد سقط على أحد الجبال القريبة منهم أو ذهب أبعد من ذلك، في حين أشار آخرون إلى أنه سقط بمنطقة تسمى «الصوالحية» وقالوا أن قاطنيها شاهدوا شظاياه. وتوجهنا أيضا إلى بلدية أولاد قاسم، أين أخبرنا بعض السكان بأن النيزك سقط خلف مقبرة الشهداء، لكن القاطنين بالقرب منها نفوا الأمر، كما أخبرنا آخرون بأن فرقة مختصة قد مرت بهم وجمعت شهاداتهم، وهي تقوم بالبحث عنه لكنها لم تجده بعد، في وقت أكدت فيه مصادر مطلعة للنصر مرور النيزك بسماء قسنطينة، مشيرة إلى أن جزءا كبيرا منه قد يكون تفتت في السماء، ولم يسقط منه إلا جزءا فقط، أو أنه دخل الغلاف الجوي ثم خرج منه مجددا.