حقق اتحاد عنابة فوزا ثمينا على حساب الضيف أمل شلغوم العيد في مباراة حسمها «الطلبة» بفضل عامل الخبرة، مما مكنهم من تسجيل ثلاثية، رغم أن الزوار قدموا مردودا في المستوى، إلا أن عدم التأقلم في هذه الحضيرة كلفهم غاليا، لأن أهداف الاتحاد كانت نتيجة أخطاء فردية في دفاع الزوار. اللقاء شهد بداية جد حذرة من الجانبين، و لو أن أبناء «بوقرانة» سعوا إلى فرض إيقاع لعبهم، بالتحكم في منطقة وسط الميدان، بينما عمد المدرب العنابي لطرش إلى المراهنة على المرتدات الهجومية، في محاولة لمباغثة المنافس، بالإعتماد على رأس الحربة طويل الهواري. هذه الطريقة كللت بهدف السبق لاتحاد عنابة، بعد كرة ثابتة نفذها ناصري، و إستغل على إثرها بودربالة دربكة على مستولى محور دفاع الأمل، ليسكن الكرة بقذفة قوية في شباك الحارس حيمر، و كان ذلك في الدقيقة 16. هذا الهدف المبكر و الذي جاء عكس مجرى اللعب أثر بصورة مباشرة على معنويات أبناء «بوقرانة» الذين حاولوا الرد بسرعة، إلا أن الإفتقار للجرأة الهجومية حال دون تشكيل خطورة على مرمى الحارس العنابي جمعة، لأن التحكم في منطقة وسط الميدان لم يكن كافيا لترجمة هذه السيطرة، بل على النقيض من ذلك ظل لطرش يراهن على السرعة في بناء المرتدات الهجومية، و قد نجح هذا الخيار التكتيكي، و كلل بالهدف الثاني في الدقيقة 23، إثر حملة هجومية قادها بودربالة، و ختمها بتمريرة في العمق بإتجاه طويل الهواري، الذي إنفلت من المراقبة، مستغلا سوء تموقع محور الدفاع، لينفرد بالحارس حيمر، و يهز الشباك، مطمئنا بذلك زملاءه و الأنصار. بعد ذلك رمى الزوار بكامل ثقلهم في الهجوم سعيا لتدارك هذا التأخر، و بالتالي تجسيد سيطرتهم على مجريات اللعب، فكان لهم ما أرادوا في الدقيقة 39، إثر عمل جماعي إنطلاقا من وسط الميدان، إنفرد على إثره حاتيحيك بالحارس جمعة، و يسكن الكرة في الشباك بطريقة ذكية. «فيزيونومية» المقابلة تغيرت خلال المرحلة الثانية، لأن مردود الزوار تراجع بشكل ملحوظ، خاصة من الناحية البدنية، الأمر الذي جعل «الطلبة» يعمدون إلى التجمع بأكبر عدد ممكن في منطقة الوسط، سعيا للمحافظة على التفوق، و لو أن الكرات الثابتة كانت من بين المفاتيح التي إعتمد عليها لطرش بحثا عن هدف الإطمئنان، و قد كان ناصري قريبا من الوصول إلى المبتغى في الدقيقة 63 بصاروخية أبدع الحارس الزائر في التصدي لها، لتعرف الدقيقة 81 نجاح الهداف طويل الهواري في طمأنة أنصار الاتحاد بهدف نتج عن خطأ فادح بين أحد مدافعي أمل شلغوم العيد و حارسه، لتنتهي المواجهة بفوز منطقي لأهل الدار أمام ضيف برهن على أن عجزه عن مسايرة الركب من عواقب عدم التأقلم بعد مع أجواء هذا القسم.
