كتب نجم بوشقوف أمس بملعب هيليوبوليس صفحة تاريخية جديدة، بتأهله إلى الدور 32 لأول مرة منذ تأسيسه قبل 40 سنة، وذلك على حساب حمراء عنابة من وطني الهواة، بعد مباراة مثيرة احتفظت بكامل أسرارها إلى غاية الدقائق الأخيرة، قبل أن يسطع «النجم» بفضل إرادة عناصره، ويتخطى عقبة منافس كان قد عانق «السيدة المدللة» سنة 1972، لكن عقدة صغار الجهوي الثاني تبقى تلاحقه، لأن سيناريو الإقصاء المبكر كان قد عايشه قبل موسمين، أمام جيل شبيطة مختار. اللقاء عرف انطلاقة سريعة من جانب النجم الذي دخلت عناصره دون مركب نقص، حيث هددت مرمى الحارس بومعزة مبكرا، بعدما أتيحت لها فرصة هز الشباك (د:2)، عندما وجد سيريدي نفسه وجها لوجه مع الحارس العنابي. هذه اللقطة أعطت ثقة لتشكيلة بوشقوف التي أحكمت سيطرتها على منطقة وسط الميدان، مدعومة بالمئات من أنصارها، متحدية بذلك نقص الخبرة، في الوقت الذي عمد فيه مدرب «الحمراء» بسكري إلى عدم المناورة كثيرا في الهجوم، مع ترك دغماني وحيدا في القاطرة الأمامية، ما جعل المرحلة الأولى تسير على وقع سيطرة طفيفة للنجم، كاد على إثرها زيدي أن يصل إلى المبتغى في الدقيقة 38، لكن يقظة الحارس بومعزة فوتت على «صغير» الجهوي فرصة إحراز هدف السبق. «فيزيونومية» المقابلة تغيرت كلية خلال الشوط الثاني، لأن حمراء عنابة خرجت من قوقعتها، ونقلت الخطر صوب منطقة الحارس شاوي، وقد كان بإستطاعة دغماني هز الشباك في الدقيقة 48، لولا التدخل الموفق لحارس النجم، لتبسط بعدها التشكيلة العنابية سيطرتها على الدائرة المركزية، سيما وأن المدرب بسكري حاول إعطاء خط الهجوم دفعا إضافيا، بإقحام عفايفية بديلا لدغماني، وهي السيطرة التي كللت بضربة جزاء في الدقيقة 78، تولى تنفيذها البديل عفايفية ونجح في إفتتاح مجال التهديف. فرحة العنابيين بهذا التفوق لم تدم طويلا، لأن رد فعل أبناء بوشقوف كان قويا و سريعا، إذ تمكنوا من إعادة الأمور إلى نصابها بركلة جزاء، نفذها نيري بنجاح، لتتواصل إنتفاضة النجم، حيث تحدى كل الفوارق في الدقيقة 88، بهدف أمضاه غاوي بطريقة فنية رائعة، ليكون وزن هذا الهدف تأهل تاريخي إلى الدور 32.