عبد اللطيف بقة خطف بفضل نتائجه المشرفة وبعفويته الكبيرة وشخصيته المرحة حب ومساندة الجميع، وأصبح الرياضي المحبوب، الذي رفع راية الجزائر عاليا. فرغم حداثة سنه، إلا أنه نجح لحد الآن في الظفر بعديد التتويجات، آخرها إنجازه التاريخي في الألعاب شبه الأولمبية التي جرت وقائعها بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث لقي الإنجاز الكبير الذي حققه العداء عبد اللطيف بقة بافتكاكه لذهبية سباق 1500 متر وتحطيمه للرقم القياسي للسباق، إشادة وتنويه من اللجنة الأولمبية الدولية للألعاب ، والتي شددت على إمكانية فوزه بذهبية سباق 1500 متر الأولمبي للأصحاء لو شارك فيه، لأن الرقم الذي حققه أفضل من رقم صاحب ذهبية الأصحاء. وحطم بقة الرقم القياسي العالمي (لذوي الإنجازات الخاصة) بتوقيت 3 دقائق و48 ثانية و29 جزء من المائة، وكان الفائز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الأمريكي ماثيو سونترويتش، قطع مسافة 1500 متر في توقيت 3 دقائق و50 ثانية، متبوعا بتوفيق مخلوفي صاحب الميدالية الفضية، بتوقيت 3 دقائق و50 ثانية و11 جزء بالمائة، وهللت الصحف العالمية بأداء بقة، بعد تحطيمه الرقم القياسي ضمن فئتي t12" وt13 "، وعلقت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية على تتويج بقة بالذهبية قائلة: "رقم قياسي، وزمن أفضل مما حقق في الأولمبياد"، وسارت صحيفة "سبورت" الإسبانية على نفس نهج سابقتها وأشادت بما قدمه بقة. و كانت وسائل الإعلام الإيطالية الأكثر إشادة وتناولا لموضوع تتويج النجم الجزائري والرقم القياسي الذي حققه، حيث أجمعت كل من صحيفة "لاريبوبلوكا"، وصحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" وشبكة "راي سبورت" وكذا شبكتي "أورو سبورت" و"سكاي سبورت" أن ما حققه بقة يعد ضمن خانة الإنجازات الكبيرة. حاوره: مروان. ب *من هو عبد اللطيف بقة ؟ أنا من مواليد 7 ماي 1994 بمدينة العلمة ولاية سطيف، حيث نجحت رغم حداثة سني في التتويج بعديد الألقاب العالمية، لعل آخرها فوزي بذهبية سباق 1500 متر في الألعاب شبه الأولمبية التي جرت بمدينة ريو دي جانيرو. *متى بدأت ممارسة الرياضة، وكيف تحولت إلى محترف ؟ لم أكن أضع في مخططاتي بأني سأتحول إلى عداء محترف، حيث بدأت ممارسة ألعاب القوى على سبيل الهواية فقط، شأني في ذلك شأن كافة أقراني، ولكن بعد متابعتي للألعاب الأولمبية ب "بكين" سنة 2008 قررت أن أتحول إلى رياضي محترف، خاصة وأنني أعجبت كثيرا بما قدمه الرياضيون آنذاك، ما جعلني أحلم بأن أكون أحد أبطال الجزائر مستقبلا. فخور لأني من أبطال الجزائر الذين ساهموا في عزف النشيد الوطني في "ريو" *متى شاركت لأول مرة في بطولة رسمية ؟ بعد مشاهدتي لأولمبياد "بكين" قررت في نفسي أن أعمل بجد وتفان حتى أكون أحد الأبطال الذين تفخر بهم الجزائر، والحمد لله سارت معي الأمور بشكل جيد، ونجحت في اعتلاء منصات التتويج من أول مشاركة لي في بطولة رسمية، حيث أهديت الجزائر الميدالية الذهبية في سباق 800 متر خلال الألعاب البارالمبية بلندن سنة 2012. *هل صحيح أنك تنحدر من عائلة رياضية وشقيقك الأكبر كان عداءا ؟ أجل أنا أنحدر من عائلة رياضية، حيث كان شقيقي الأكبر عداءا في سباقات السرعة، وهو من شجعني على ولوج عالم ألعاب القوى رفقة شقيقي التوأم، الذي شاركني الألعاب شبه أولمبية الماضية، كما أني لدي شقيقين آخرين كانا يمارسان الرياضة أحدهما كان يزاول الجيدو، والآخر كان لاعب كرة قدم، ولكنه توقف الآن عن ممارستها. *كم عدد الألقاب التي أحرزتها لحد الآن ؟ رغم أني لم أتجاوز 22 سنة، إلا أنني أملك العديد من الألقاب العالمية، على غرار فوزي بالميدالية الذهبية في الألعاب شبه الأولمبية بلندن سنة 2012، كما أني توجت بميداليتين ذهبيتين في بطولة العالم بليون سنة 2013 في سباقي 800 و1500 متر، يضاف إليها ميداليتان ذهبيتان في بطولة العالم بقطر سنة 2015، وتحطيمي لرقم قياسي عالمي في سباق 800 متر، دون أن أنسى الميدالية البرونزية التي حصدتها في الألعاب الإفريقية في سابق 400 متر الذي لا يعد من اختصاصاتي. كما أني حصدت المعدن النفيس في آخر مشاركتي بالبرازيل، وهو الإنجاز الذي تزامن مع تحطيمي الرقم القياسي العالمي والأولمبي في سباق 1500 متر. أملك أكثر من 7 ميداليات رغم أني أبلغ 22 سنة *ماذا تعني لك مشاركتك في شبه الأولامبياد الأخيرة رفقة شقيقك التوأم ؟ كنت جد سعيد بتأهل شقيقي التوأم فؤاد إلى الألعاب البارا أولمبية، لقد كنت محظوظا بمروره إلى نهائي سباق 1500 إلى جانبي، حيث لعب دورا فعالا في فوزي بالميدالية الذهبية التي يجب أن أقتسمها معه، لقد ساعدني كثيرا حتى ولو كان ذلك على حساب فوزه بأحد الميداليات. *فزت بذهبية سباق 1500 متر وحطمت الرقم القياسي العالمي، ما هو شعورك؟ الإنجاز الذي حققته في أولمبياد البرازيل هو خاص بالنسبة لي، كونه أدخلني وأدخل بلدي الجزائر التاريخ. إنه شعور لا يوصف بعد اعتلاء منصات التتويج، وأتمنى أن أحقق إنجازات أفضل مستقبلا. الصحف العالمية هللت لإنجازي في البرازيل *الرقم الذي حققته أفضل من رقم صاحب ذهبية الأصحاء، هل كنت تتوقع هذا الإنجاز؟ لكل سباق ميزاته وخصائصه، ونهائي 1500 متر الذي فزت به كان تكتيكيا إلى درجة كبيرة، ما جعلني أنهي السباق برقم 3 دقائق و48 ثانية و29 جزء بالمائة، وهو رقم أفضل من الرقم الذي حققه الأمريكي ماثيو سونترويتش، في سباق الأصحاء، حيث قطع ذات المسافة في توقيت 3 دقائق و50 ثانية، تودون الصراحة أنا أملك رقما أفضل من الرقم الذي حققته في ري دي جانيرو، وهدفي تحسينه أكثر في الاستحقاقات القادمة. *تلقيت إشادة وتنويه من اللجنة الأولمبية الدولية التي شددت على إمكانيك فوزك بذهبية سباق 1500 متر الأولمبي للأصحاء لو شاركت فيه، ما رأيك؟ ما قالته اللجنة الأولمبية عني يشرفني، ولكن لا يمكن مقارنة ما لا يقارن، على اعتبار أن الأمور تختلف من سباق لآخر، وما حدث في نهائي 1500 متر للأصحاء لا يمكن أن يتكرر، على اعتبار أن تتويج الأمريكي كان مفاجأة، كوننا كنا ننتظر في بطلنا الجزائري توفيق مخلوفي. *الصحف العالمية أجمعت أن ما حققته يعد ضمن خانة الإنجازات الكبيرة، ما رأيك؟ أجل لقد هللت بإنجازي ووصفته بالتاريخي، كوني حققت رقما قياسيا، وزمنا أفضل مما حقق في الأولمبياد، أنا فخور بتشريف بلدي، ولا توجد لحظات أفضل من تلك الخاصة بمساهمتك في عزف النشيد الوطني في إحدى أكبر التظاهرات العالمية. *هل حزنت بعض الشيء لعدم تتويج شقيقك فؤاد ؟ فرحتي بذهبيتي في سباق 1500 متر لم تكتمل، كوني كنت أمنّي النفس برؤية شقيقي فؤاد فوق منصة التتويج إلى جانبي، أنا أشكره لأنه ضحى بنفسه في السباق في سبيل تمكيني من حصد المعدن النفيس، أنا أتوقع له مستقبلا كبيرا، وبحول الله ستكون التتويجات من نصيبه في قادم المناسبات. محمد علي كلاي الرياضي المفضل بالنسبة لي *لماذا انسحبت من نهائي سباق 400 متر ؟ تعرضي للإصابة جعلني أنسحب، لقد شعرت بالآلام خلال الدور نصف النهائي، ما اضطرني لإجراء الكشوفات اللازمة، التي أكدت معاناتي من تمزق عضلي بسيط. راض بحصدي الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر، وأتطلع لمزيد من التتويجات. *حظيت باستقبال الأبطال في الجزائر، كيف كان شعورك؟ حققت إنجازات كثيرة في السابق، ولكن الدعم الذي حظيت به هذه المرة غير مسبوق، حيث أتذكر بأنني وجدت آلاف الرسائل النصية عبر صفحتي الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك بعد تتويجي بالميدالية الذهبية، والكل يهنئني بالإنجاز، لقد سعدت لذلك، وتأثرت بشكل كبير، إلى درجة كدت أذرف فيها الدموع. أنا أشكر كل من هنأني، كما استغل الفرصة من أجل تحية السلطات المحلية التي خصتني بعديد التكريمات، أتمنى أن أظل على نفس المنوال، وأنجح في إدخال البهجة لقلوب الجزائريين. *التقيت بالبطل توفيق مخلوفي، ماذا دار بينكما ؟ مخلوفي يعد قدوة بالنسبة لي، مثله مثل بقية الأبطال الجزائريين السابقين، على غرار مرسلي و بولمرقة، لقد كانت لي الفرصة أن التقيت بهم جميعا، إلى جانب التقائي بقرني جبير وبطل الجيدو بن يخلف، لقد هنؤوني بإنجازاتي، كما شجعوني على مواصلة المسير. *هل تملك عقود سبونسور أم أنك عانيت خلال فترة التحضيرات مثل بقية الرياضيين؟ لا أملك أي عقود سبونسور، واكتفيت بالتمويل الذي كنت أتلقاه من الاتحادية، لقد حاولت تعويض افتقاري للإمكانيات بمضاعفة المجهودات، والحمد لله وصلت إلى مبتغاي، لقد تحدثت بعد عودتي مع وزير الشبيبة والرياضة، الذي أكد استعداده للتكفل بتربصاتي المقبلة من أجل دفعي لمواصلة التألق. مرسلي ومخلوفي قدوتان وهذا ما قاله لي وزير الشبيبة والرياضة *هل تملك تحديات مستقبلية؟ سأشرع عن قريب في التحضير لبطولة العالم القادمة التي ستقام في لندن، والتي سأحاول خلالها الحفاظ على لقبي، مع تدعيمه بلقب عالمي جديد إنشاء الله. *من هو الرياضي الأفضل بالنسبة لك في العالم ومحليا؟ محمد علي كلاي هو الرياضي المفضل بالنسبة لي، كونه كان أحسن سفير للرياضيين المسلمين، وبخصوص الرياضي المحلي فأنا أضع عدة أسماء قدوة بالنسبة لي، على غرار مرسلي و مخلوفي، وعدة أبطال جزائريين قاموا بتشريف العلم. *ما هي هوايتك المفضلة بعد الرياضة ؟ أحب ممارسة كرة القدم رفقة أصدقائي، خاصة في فترة العطلة. هناك من لم يفرق بيني وبين شقيقي التوأم بعد التتويج * ما هو فريقك المفضل في كرة القدم إلى جانب نجمك المفضل؟ فريقي المفضل هو ريال مدريد، ولاعبي الأحسن هو كريستيانو رونالدو. *هل تتذكر حادثة طريفة وقعت لك خلال مشاركتك في أحد البطولات؟ بعد تتويجي بنهائي سباق 1500 متر في البرازيل اختلطت الأمور على الوفد المرافق لي، حيث لم يستطع التمييز بيني وبين شقيقي التوأم، بالنظر إلى التشابه الكبير بيننا.