حرفي يصنع من نبات القرع العملاق آلات وترية وجد "طبيب" الآلات الموسيقية كما يحلو للبعض تسميته بقسنطينة ، الحرفي محمد بن لبيض في نبات القرع العملاق، مصدرا لدعم حرفته المهددة بالاندثار بمدينة المالوف، حيث جعل من هذا النبات المصنف ضمن فصيلة القرعيات مادة أولية لصناعة آلات تقليدية لم تكن مستعملة من قبل في موسيقى المالوف و التي يطمح لتجريبها بجوق لهذه الموسيقى التراثية. هذا الحرفي الذي لازال محله بحي السويقة العريق يثير اهتمام و فضول مريدي الفن بكل أنواعه، أضاف لمجموعته الفنية تحفا جديدة صنعها من نبات الكرانيب المعروفة لدى الكثيرين باسم القرعة، و التي استعملت منذ القدم في صناعة الآلات الموسيقية التقليدية لا سيما بجنوب القارة الإفريقية و التي لا زالت حتى اليوم تستغل حتى بالتشكيلات الفنية العالمية لكن في شكل آلات إيقاعية أكثر من الوترية التي اختار الحرفي السير على خطى أحد أبرز الحرفيين المختصين في صناعة الآلات الموسيقية محمد مهدي المتواجد حاليا بالخارج الذي كان حسبه سباقا بالمنطقة في صناعة آلة وترية من نبات القرع العملاق، حيث قام هذا الحرفي بصناعة كمانه الخاص من هذه النبتة ذات الصدى الجميل. و اليوم يخوض زميله بن لبيض التجربة من خلال تعويض الخشب بالقرع ذو الحجم الكبير في صناعة الهياكل الأسطوانية لآلاته الوترية ذات المشط المسنن الشبيهة بالموندول و التي يقول الحرفي أنها" تصدر صدى على جوف موندول أو عود و أحيانا تكون أقرب من "البرزق" التقليدي ذي الصوت المتميّز المتعدد الإيقاع. و ذكر الحرفي الذي التقيناه في جناح عرضه الخاص بقصر أحمد باي المنظم في إطار فعاليات شهر التراث أنه يسعى لتنويع الآلات المصنوعة من القرع حسب حجم و جودة هذا النبات. و بعد تجسيده لعدة آلات منها الموندول و الدربوكة يعكف هذه الأيام على تحضير آلة فيولونسيل أو "شيللو" ذات الطبقة الصوتية أوطا، في انتظار إيجاد كمية أكبر من هذا النبات لصناعة آلات أخرى يمكن استعمالها في جوق خاص أسر الحرفي للنصر أنه حلمه منذ زمن طويل و يسعى لتحقيقه مع جوق للموسيقى القسنطينية. و إذا كانت الآلات المصنوعة من القرع العملاق تستغل بشكل محدود في الأجواق التقليدية، فإن طموح محمد بن لبيض تشكيل جوق يعتمد على آلات تكون تركيبتها الأولية من هذا النبات. و قال محدثنا أنه يتعب في البحث عن المادة الأولية التي ينتقل لأجل البحث عنها بالكثير من المدن الجزائرية لا سيما بمنطقة القبائل حيث تكثر زراعتها، مشيرا إلى عناءه في الاهتمام بها حتى يتحصل على جودة خشب عالية. و أضاف أنه كثيرا ما يقتني هذا النبات بأثمان لا تقل عن ال1500دج. و عن سر ولعه بحرفة تصليح و صناعة الآلات الموسيقية قال محدثنا بأنه يحاول الحفاظ على حرفة الأجداد، حيث ينحدر من أسرة حرفيين معروفين بقسنطينة و هي عائلة بن ناموس الفنية . مريم/ب