ندعو إلى فتح حوار وطني شامل مع كل أطياف المجتمع أكد رئيس حزب جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، أمس السبت، بقسنطينة أن فتح حوار شامل يشارك فيه كل أطياف المجتمع، هو الحل الوحيد لتجاوز الوضع الراهن في الجزائر، نافيا كون الأزمة التي تعرفها البلاد هي أزمة اقتصادية، فهي حسبه أزمة رجال و أخلاق، و قال أن حزبه يسعى إلى الوصول إلى السلطة عن طريق النضال و ليس من خلال العنف أو محاسبة الأشخاص.بلعيد و خلال تجمع شعبي له بقصر الثقافة مالك حداد، قال أن عجلة التنمية في الجزائر تتأخر رغم مرور أكثر من 50 سنة عن الاستقلال، و رغم اعترافه بالإنجازات التي شيدت خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه انتقد الجو العام في البلاد، مشيرا إلى أن الجزائر تتربص بها العديد من الأزمات الاقتصادية و الأمنية، و قال في هذا السياق أن حزب جبهة المستقبل يعمل على مواجهة ما أسماه بالمستقبل المجهول عن طريق ترقية الأخلاق و العمل النضالي، في حين انتقد بلعيد عدم الاستثمار في العنصر البشري و تكوينه و هو ما يؤدي حسبه إلى خراب و تهالك مؤسسات الدولة و المنشآت من ناحية التسيير، وقال بأن غرق باخرة الجزائر يعني غرق كل الشعب الجزائري بما فيه المسؤولين، و حمل المسؤولية للشعب الجزائري الذي دعاه إلى مواجهة التحديات التي تعرفها البلاد من خلال اختيار الرجال و النساء الأكفاء لتسيير أمور الشعب.و قال عبد العزيز بلعيد، بأن ثقافة الولاء أبعدتنا عن الأخلاق و النزاهة، في إشارة إلى بيع الذمم في الانتخابات، و قال أن بعض المؤسسات أصبحت بمثابة ممتلكات يتحكم فيها ملوك، و هو ما اعتبره المسؤول بالخطر الداخلي، حيث أكد في هذا الإطار على ضرورة فتح حوار حقيقي و شامل بين كل الشركاء و على رأسهم الشعب، على أن تكون السلطة هي المحرك الأساسي لهذا الحوار إذا كانت هناك إرادة حقيقية لمعالجة الوضع في البلاد، كما انتقد طريقة التسيير في الجزائر، و التي قال بشأنها أنها لم ترق إلى التسيير العقلاني و الذكي، و إنما هو تسيير بالحيلة من خلال السعي إلى المحافظة على المناصب و الامتيازات، داعيا الشعب الجزائري إلى التحلي بالعزيمة لتخطي هذه المرحلة لبناء جزائر قوية يحس فيها المواطن بالأمان و العدالة و الافتخار.أما بخصوص أهداف الحزب، فاعتبر بلعيد أن تشكيلته لا تمثل معارضة للسلطة القائمة، و إنما هناك اقتراحات لدى جبهة المستقبل تتعلق بمعالجة الوضع الراهن في كل القطاعات و الهيئات. و أضاف أن برنامج الحزب ليس محاسبة الأشخاص، بل يهدف إلى مدّ يد المساعدة لمعالجة المشاكل من خلال فتح حوار وطني شامل على كل المستويات، و قال بأن جبهة المستقبل تعمل على مواجهة هذه التحديات، و تكوين مدرسة حقيقية للشباب و فتح الأبواب للجميع للمشاركة في الحراك السياسي و التنموي، مصرحا بأن حزبه يستهدف الوصول إلى السلطة عن طريق الشعب، و بطريقة نضالية ترتكز على الأخلاق و العمل من أجل بناء جزائر قوية. وفي الندوة الصحفية التي نشطها عبد العزيز بلعيد بعد التجمع، صرح في إجابته عن أسئلة لوسائل الإعلام، أن ضعف المؤسسات أعطى الفرصة لتغول لوبيات المال التي تشكلت حسبه بعد فترة العشرية السوداء، و بخصوص المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، قال رئيس الحزب أن تواجده في قسنطينة لا يتعلق بالتشريعيات و إنما يخص أمورا تنظيمية في إطار تدعيم الأساس في الولايات، كما ساند بلعيد القطاعات المحتجة على قانون إلغاء التقاعد النسبي و عدم إشراك العمال في مناقشة القرار.