دعا رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد إلى تشكيل جبهة وطنية موحدة للحفاظ على الجزائر من مختلف المخاطر، محذرا من أزمة وشيكة ومن مخاطر الرشوة والفساد وسوء التسيير في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وانتقد عبد العزيز بلعيد، خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال الجامعة الصيفية لحزبه تحت شعار "دور الأحزاب في بناء مؤسسات الجمهورية"، أمس، غياب فطنة الطبقة السياسية، والتي - حسبه - راحت تلعب ورقة المزايدات السياسوية وتخلق جدلا عقيما ومحاولة توظيف واستغلال المطالب الشرعية للمواطنين لأهداف تخدمها وتخدم اللوبيات، عوض أن تقترح أو تفرض حلول ملائمة للخروج من الأزمات. كما دعا بلعيد المواطنين إلى التكاتف لتشكيل جبهة موحدة من أجل الحفاظ على الجزائر من أثار أزمة وشيكة، ومن مخاطر تهدد البلاد، كالإرهاب الدولي والمساس بأمن وسلامة التراب الوطني وكذا مخاطر الرشوة والفساد وسوء التسيير. وجدد المتحدث دعوة حزبه للسلطة والمعارضة لتغليب لغة الحوار والتشاور كسبيل وحيد للحياة السياسية واستخلاص العبر من التجارب السابقة والأخطاء المرتبكة، معتبرا أن التعددية الحزبية بالجزائر "اكتسبت خبرة وتجربة لا يستهان بها لكنها لم تستغل لدعم وإعطاء المناعة الكافية لمؤسسات الجمهورية". من جانب آخر انتقد بلعيد تأخر السلطة في وضع الإجراءات اللازمة التي من شانها الخروج من اقتصاد المحروقات قبل الوصول إلى تراجع أسعار النفط من خلال وضع أسس اقتصاد منتج وقادر على خلق الثروة، مبرزا أن الجزائر تعيش "منعرجا خطيرا" جراء انهيار أسعار البترول.
ودعا بلعيد تشكيلات الطبقة السياسية إلى فتح حوار سياسي وثقافي واقتصادي بهدف "تجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية وتمكين من عملية اتخاذ المواقف الصحيحة"، موضحا أن"الشروط المسبقة والحسابات الضيقية لبعض الأحزاب وراء فشل مساعي الحوار الذي بادرت به بعض التشكيلات السياسية"، دعيا في ذات السياق أحزاب المعارضة إلى الرقي واعتبار نفسها شريكا للسلطة وليس عدوا لها.