المشاركة في الاستحقاقات القادمة ليست من أولويات حزب العمال أكدت، أمس، الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، بأن الجزائر محاصرة ومستهدفة بمخططات خارجية تسعى إلى تقسيمها، فيما لم تحسم الجدل حول مشاركة حزبها في الاستحقاقات الانتخابية القادمة واعتبرت الأمر شأنا داخليا. وأوضحت لويزة حنون، في اجتماع مع مناضلي حزب العمال بقسنطينة، بأن المخاطر الأمنية التي تهدد الجزائر في تزايد مستمر، مؤكدة بأن لها إسقاطات في الداخل، بحيث لا يمكن لأية دولة أن تحصن نفسها بشكل تام، رغم إشارتها إلى ما يقوم به الجيش الوطني الشعبي في سبيل حماية الحدود وسيادة البلاد. كما قالت أن المخططات الخارجية تستهدف وحدة الجزائر وتسعى إلى تمزيقها، خصوصا بعد أن صارت أكبر بلد في إفريقيا، والدليل حسبها، بعض التقارير الأجنبية الصادرة مؤخرا. و حذرت من المساس بالسياسة الاقتصادية والاجتماعية، موضحة بأن السياسيات التي انتهجتها الدولة في المجالين، ما بين سنة 2008 و2014، هي التي "حمت الجزائر من الربيع العربي المزعوم والفوضى التدميرية"، على حد قولها، حيث لم ينسق الشباب الجزائري وراء دعاته. ولم تحسم حنون بشأن مشاركة حزب العمال في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، حيث قالت "أن هذا الأمر ليس من أولويات حزبها"، لتضيف بأنه "شأن داخلي"، فيما أكدت رفضها إنشاء منطقتين للتبادل الحر بكل من تمنراست وشرشال، من طرف رجال أعمال، مشيرة إلى أن حزبها لن يقبل بأي مشروع مماثل يعرض على البرلمان، ومعللة بأن خلق منطقة نشاطات حرة سيفتح الباب أمام النشاطات المشبوهة، كما سيجعل الجزائر مجرد مقدمة لعبور البضائع الأوروبية والصينية نحو الدول الإفريقية الأخرى، خصوصا بتمنراست، التي قالت بأنها منطقة حساسة بسبب حدودها مع مالي. وجددت المسؤولة، تأكيدها على معارضة حزبها لإلغاء التقاعد النسبي ودون شرط السن، مجددة تضامنها التام مع العمال الرافضين له في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى حديثها عن مشاريع القوانين الأخرى التي رفضها نواب الحزب بالمجلس الشعبي الوطني، ودعت إلى ضرورة تجنّب الاستدانة الخارجية لما قد تجلبه من أضرار على البلاد، مشيرة إلى أنه من المفترض جمع أموال الضرائب غير المحصلة، والتي وصلت قيمتها بحسبها، إلى ما يقارب 10 آلاف مليار دينار إلى غاية سنة 2013، بالإضافة إلى ألف مليار دج من الحقوق الجمركية غير المدفوعة، و7500 مليار من القروض الاقتصادية التي لم يسددها المستفيدون منها، مشيرة إلى أن هذه الأموال تكفي الجزائر لتجاوز أزمتها. أما بخصوص انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، فاعتبرت حنون بأن الشعب الأمريكي وجه رسالة من خلال اختياره، وعبر فيها عن سخطه على سياسة النظام الأمريكي المنتهجة منذ عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، واختار ترامب، رغم عدم امتلاكه تاريخا سياسيا، لأنه جاء بخطاب اجتماعي مغاير، على الرغم من نظرته الحمائية، وقد وصفت فوزه بالمثال الجيد على تفاقم وضع النظام الرأسمالي في الولاياتالمتحدة وبلوغه ذروته، بعد الأزمة الاقتصادية لسنة 2008. وقالت المسؤولة أن حزب العمال سيستقبل خلال أسبوع كامل، مجموعة من أعضاء المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقالت بأن حزبها سينسق لقاءات للوفد الفلسطيني مع قوى سياسية أخرى، على غرار الآفلان والأرندي وحمس ورئيس المجلس الشعبي الوطني، مشيرة إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تبحث عن حلّ خارج اتفاقية أوسلو، من خلال العودة إلى المقاومة المسلحة، كما تسعى، حسبها، إلى إنشاء دولة ديمقراطية علمانية واحدة فوق أرض فلسطين يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود معا، وهو ما يتوافق مع موقف حزب العمال من القضية الفلسطينية، حسب تأكيدها.