الرئيس بوتفليقة يقرّ حدادا وطنيا لثمانية أيام و يؤكد أن الوفاة خسارة كبرى للجزائر توفي قائد الثورة الكوبية والرئيس السابق للبلاد فيدال كاسترو مساء الجمعة ، عن 90 عاماً، لتطوى بذلك صفحة في كوبا وفي التاريخ الحديث. وعُرف كاسترو بمواقفه المناصرة لقضيّة فلسطين والمدافعة عن شعبها. كما تربطه علاقة جد خاصة وقديمة مع الجزائر وشخصية مع رؤساء الجزائر، وظهر كاسترو في مرات عديدة وفي لقاءات مع مسؤولين أجانب، وهو يرتدي بذلة الفريق الوطني. أعلن التلفزيون الكوبي، صباح أمس، وفاة الزعيم الكوبي السابق فيدال كاسترو عن عمر يناهز 90 عاماً. وتوفي كاسترو المعروف بأبي الثورة الكوبية مساء الجمعة في هافانا، كما أعلن شقيقه راؤول الذي خلفه في السلطة عام 2006 الخبر عبر التلفزيون الوطني، وبوفاة فيدال كاسترو يغيب واحد من آخر العمالقة السياسيين في القرن العشرين، والذي جعل من جزيرة صغيرة في الكاريبي محورا لاختبار قوة بين القوتين العظيمتين الأميركية و السوفياتية، قبل أن تجبره ظروفه الصحية على الانسحاب من السلطة. عُرف فيدال كاسترو بمواقفه المساندة لحركات التحرر وكان صديقاً للجزائر وكانت أول زيارة للرئيس أحمد بن بلة إلى كوبا في أكتوبر 1962، ومن ثم توالت الزيارات بين رؤساء البلدين. وزار كاسترو الجزائر العام 1972 بمناسبة انعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز، وكانت بينه وبين بومدين صداقة متينة. وقام كاسترو في ماي 2001 بزيارة إلى الجزائر التقى خلالها مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكبار المسؤولين في الدولة، واستقبل كاسترو مؤخراً الوزير الأول عبد المالك سلال لدى زيارته لكوبا في 13 أكتوبر الماضي، كما ظهر في عدة مناسبات مرتديا البذلة الرسمية للفريق الوطني التي تلقاها كهدية. وعُرف كاسترو بمواقفه المناصرة لقضيّة فلسطين والمدافعة عن شعبها. وقد وقّع كاسترو عام 2014 بياناً دوليّاً للدفاع عن فلسطين، يطالب إسرائيل باحترام قرارات الأمم المتّحدة والانسحاب من الضفة الغربية والقدس الشرقية. كما أعرب الزعيم الكوبي مراراً عن دعمه لطلب فلسطين بأن تصبح عضواً في الأمم المتّحدة. وجاءت وفاة كاسترو، الذي أوصى بحرق جثمانه، بعد مرور ثلاثة أشهر على احتفالات بعيد ميلاده التسعين، حيث نظمت احتفالات حاشدة في العاصمة هافانا في 18 أوت الماضي شارك فيها الآلاف، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وتزامنت مع كرنفال هافانا السنوي. وكان فيدال كاسترو اعتزل السلطة عام 2006 بسبب تردي حالته الصحية، حيث تولى أخوه الأصغر راؤول كاسترو مهامه قبل أن يجري تعيين الأخير بشكل رسمي رئيسا للبلاد عام 2008، لكن فيدال ظل محتفظا بلقب «الزعيم الأسطوري». وكاسترو من مواليد في 13 أوت 1926، وتولى رئاسة كوبا عام 1959، بعد ثورة أطاحت بحكومة فولغينسيو باتيستا، واستمر حتى عام 2008 ، وسلم السلطة لشقيقه راؤول كاسترو حيث فاز حينها بانتخابات عامة. وتبنى كاسترو في 1965 الفكر الاشتراكي، وأسس الحزب الشيوعي الكوبي وتولى فيه منصب «الأمين العام»، في 1 جانفي 1959 على إثر إضراب عام وشامل جاء تلبية لخطاب فيديل كاسترو وثم دخلت قواته إلى العاصمة هافانا بقيادة الثوري الأرجنتيني آرنستو تشي غيفارا حيث كان عدد المقاتلين الذين دخلوا تحت إمرته ثلاثمائة. وانتزع كاسترو السلطة في ثورة 1959 وحكم كوبا 49 عاماً بمزيج من الكاريزما والقبضة الحديدية فأقام دولة الحزب الواحد وأصبح شخصية رئيسية في الحرب الباردة اشتهر الزعيم الكوبي السابق بارتداء الزى العسكري وتدخين السيجار لسنوات طويلة من وجوده في السلطة، كما اشتهر بخطاباته الطويلة المفعمة بالوعيد والخطابة النارية التي توجه سهامها في الغالب إلى الولايات المتحدة. وأطاح كاسترو بالرأسمالية وحظي بالشعبية بعد أن جعل المدارس والمستشفيات في متناول الفقراء. لكن كان هناك الكثيرون من الأعداء والمنتقدين لكاسترو ومعظمهم من الكوبيين المنفيين في مدينة ميامي في ولاية فلوريداالأمريكية والفارين من حكمه إذ كانوا يرونه طاغية شرساً. وأراد فيدال كاسترو من رفيق سلاحه تشي غيفارا، أن يكون بطل تصدير الثورة الماركسية في أمريكا اللاتينية، وكذلك في إفريقيا وخصوصاً في أنغولا التي انخرطت فيها قوات كوبية لمدة 15 عاماً. وأثارت تلك الثورة حينها نوعاً من الإعجاب وافتخر النظام الكوبي بأنه قضى على الأمية وأقام نظاماً صحياً ناجعاً وفي متناول جميع سكان كوبا البالغ عددهم 11.1 مليوناً، وهو إنجاز نادر في بلد فقير في أمريكا اللاتينية. لكن انهيار الإتحاد السوفييتي، أهم ممول لكوبا، في 1991 سدّد ضربة قوية للاقتصاد الكوبي. وواجه السكان نقصاً كبيراً في التزويد. وأعلن فيدال كاسترو عندها «فترة خاصة في زمن السلم» وتكهن الكثيرون بنهاية نظامه. غير أن فيدال بطل الانبعاث السياسي، وجد مصدراً جديداً للدخل مع السياحة وخصوصاً مع حليفين جديدين هما الصين وفنزويلا في عهد الرئيس هوغو تشافيز الذي قدمه فيدال كاسترو باعتباره «ابنه الروحي». كان شوكة في حلق الولايات المتحدة صورت الولايات المتحدة وحلفاؤها كاسترو شيطاناً، لكن الكثير من اليساريين حول العالم مولعون به خاصة الثوار الاشتراكيين في أمريكا اللاتينية وإفريقيا. وتحدى فيدال كاسترو 11 رئيساً أمريكياً ونجا من مؤامرات لا تحصى لاغتياله بلغت رقماً قياسياً من 638 محاولة بحسب موسوعة غينيس، إضافة إلى محاولة فاشلة لإنزال منفيين كوبيين مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في خليج الخنازير (جنوب كوبا) في أفريل 1961. وفرض جون كينيدي بعيد ذلك في فيفري 1962 حظراً تجارياً ومالياً على كوبا، لا يزال ساري المفعول حتى الآن ويؤثر بشدة على اقتصاد كوبا رغم سلسلة من إجراءات التخفيف التي اعتمدتها إدارة الرئيس باراك أوباما. وفي أكتوبر 1962 وقعت أزمة الصواريخ التي تسبب فيها نصب صواريخ نووية سوفييتية في كوبا ما ولد مزايدات وضعت العالم على حافة التهديد النووي. وقررت واشنطن فرض حصار بحري على كوبا، وانتهى الأمر بسحب موسكو صواريخها مقابل وعد أمريكي بعدم غزو كوبا. وعلى مدار 50 عاما، ظل فيدل كاسترو شوكة في حلق الولايات المتحدة، حتى صورته واشنطن وحلفاؤها «شيطانا»، لكنه ظل صاحب مكانة فريدة في قلوب عشاق الاشتراكية في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، حتى وفاته مساء الجمعة عن عمر 90 عاما. كما اشتهر بخطاباته الطويلة المفعمة بالوعيد، والخطابة النارية التي توجه سهامها في الغالب إلى الولايات المتحدة، التي لا تبعد عن شواطئ كوبا سوى 90 ميلا. وفي نهاية المطاف لم تكن محاولات واشنطن ولا الكوبيين المنفيين ولا انهيار الشيوعية السوفيتية وراء نهاية حكم كاسترو، بل المرض الذي أجبره على التنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول مؤقتا في 2006 ثم نهائيا بعد ذلك. تحدى 11 رئيساً أميركياً خصصت وسائل إعلام أميركية، أمس، في نسخها الإلكترونية مساحات واسعة لهذا «القائد الثوري الذي تحدى الولايات المتحدة» كما كتبت نيويورك تايمز. وذكرت أن كاسترو «نقل الحرب الباردة إلى نصف الكرة الأرضية الغربي كما كان مصدر متاعب بالنسبة ل11 رئيساً أميركياً وكاد أن يدفع العالم إلى حرب نووية». و أشارت إلى «أهمية هذه الشخصية العالمية» في القرن العشرين التي حكمت جزيرة صغيرة في البحر الكاريبي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة. وتعرض كاسترو ل638 محاولة اغتيال في الفترة التي سبقت عام 2006 عندما نقل صلاحياته الرئاسية لأخيه راؤول كاسترو. وأشارت البيانات إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه» كانت في أغلب الأحيان الجهة المدبرة لهذه المحاولات، واستندت موسوعة «غينيس» إلى وثائق «سي آي إيه» في منح فيدال كاسترو لقب «الشخص الذي تعرض إلى أكبر عدد من محاولات الاغتيال في العالم». واعتبرت غينيس أن خطط اغتيال كاسترو كانت كثيرة إلا أنها فشلت جميعها، كما تنوعت وسائل محاولات قتله من «استخدام القناصة مرورا بالمتفجرات وسيجارة مسممة إلى العبوة الناسفة التي وضعت داخل كرة بيسبول». وبدأ تدبير محاولات اغتيال كاسترو على الفور بعد انتصار الثورة الكوبية المسلحة عام 1959، ويرى فابيان ايسكالانتي الجنرال المتقاعد الذي كان رئيسا للقوات الخاصة في كوبا لسنوات طويلة، أن حياة فيديل كاسترو تعرضت لأكبر خطر عام 1963. و كان فيدل الذي لا يفارق مسدسه «لنمت جميعاً موتاً طبيعياً، فإننا لا نريد أن يتقدم الموت لحظة واحدة». انيس نواري حزن دولي على رحيل كبير الثوار و كوبا تعلن الحداد 9 أيام استفاق العالم، أمس، على خبر رحيل زعيم الثورة الكوبية، فيديل كاسترو، الذي تحدى لأكثر من 50 سنة الولايات المتحدةالأمريكية، وساند الثورات التحريرية في عديد دول العالم، وكان مناصرا للقضية الفلسطينية، وأعرب قادة العالم عن حزنهم لرحيل الزعيم الثوري، بينما خرج بعض الكوبيين المتواجدين في المنفى بمياميالأمريكية للاحتفال ابتهاجا بموت كاسترو. أعلنت السلطات الكوبية الحداد الوطني لتسعة أيام بعد ساعات على وفاة أب الثورة فيدال كاسترو. وقال مجلس الدولة في بيان قصير إن «الحداد الوطني لتسعة أيام» اعتباراً من السبت وحتى الأحد 4 ديسمبر. كما أوضحت هذه الهيئة العليا للسلطة في كوبا أن «كل الأنشطة والعروض العامة ستتوقف» بشكل خاص. وفي تعليقه على خبر رحيل كاسترو، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أنه «جسد الثورة الكوبية بآمالها وخيباتها». وقال هولاند في بيان، نقلته وكالة «فرانس برس»، إن فيديل كاسترو «جسد الثورة الكوبية بالآمال التي أثارتها و الخيبات التي تسببت بها»، مضيفاً أنه «كان أحد أطراف الحرب الباردة، وعرف كيف يمثل بالنسبة للكوبيين الاعتزاز برفض الهيمنة الخارجية». من جهته، أشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بذكرى الزعيم الثوري الكوبي الذي توفي عن 90 عاماً ووصفه بأنه «رمز لعصر». وقال بوتين في برقية تعزية وجهها إلى الرئيس الكوبي راوول كاسترو «إن اسم رجل الدولة المميز هذا يعتبر رمزاً لعصر في «، مضيفاً «كان فيديل كاسترو صديقاً وفياً لروسيا يمكنها الاعتماد عليه»، بحسب «فرانس برس». وأعرب رئيس جمهورية السلفادور، سلفادور سانشيز سيرين، عن «عميق حزنه على (رحيل) صديقي ورفيقي الأبدي، القائد فيديل كاسترو روز». أما الرئيس المكسيكي، أنريكي بينا نييتو فغرد على «تويتر»: «فيديل كاسترو كان أحد أصدقاء المكسيك، لقد سعى لتعزيز العلاقات الثنائية بناءً على الاحترام، والحوار والتضامن». كما كتب رئيس وزراء الهند، نيريندا مودي على «تويتر» أن «الهند تحزن على رحيل صديق كبير». من جهتها، استحضرت الحكومة الإسبانية في بيان خصال كاستور، وقالت إنه «أحد الوجوه التي سيظل حضورها بارزاً في التاريخ». وأضافت أن كاسترو حرص دائما على إقامة علاقات قوية مع إسبانيا، وتشبث كبير بعائلته والروابط الثقافية. أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، في رسالة تلاها على التلفزيون أن الزعيم الكوبي فيدال كاسترو الذي توفي الجمعة، سيبقى «خالداً». وقال جينبينغ في هذه الرسالة التي تلاها عند بدء النشرة المسائية على التلفزيون الوطني: «فقد الشعب الصيني رفيقاً صالحاً ووفياً». وأضاف جينبينغ وهو أيضاً الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني إن «الرفيق كاسترو سيبقى خالداً». وقال التلفزيون الرسمي الصيني في وثائقي بث بعد ساعات على إعلان وفاة كاسترو، إن «الصينوكوبا صديقان قريبان، ورفيقان». أما الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، فقال إن كاسترو ألهم بلاده وسيظل يلهمها، مضيفا «سنستمر في الفوز وفي القتال..كاسترو مثال للنضال من أجل شعوب العالم.سنمضي قدما بهذا الإرث.» ونوه رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوكا، أيضا بالزعيم الكوبي وشكره على دعمه ومساندته في الصراع من أجل القضاء على نظام الفصل العنصري في بلاده. وذكر زوما في بيان «كان الرئيس كاسترو معنيا بصراعنا ضد الفصل العنصري. ألهم الشعب الكوبي لينضم إلينا في نضالنا ضد الفصل العنصري.» واعتبر رئيس ناميبيا، هاجي غينغوب، وفاة كاسترو نهاية لعصر، قائلا إن «إرثه الثوري» سيظل ثابتا لدى ناميبيا، حتى بعد رحيله عن الحياة. وقال ميخائيل غورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفيتي، الذي كان لفترة طويلة سندا اقتصاديا وسياسيا لكوبا، أن كاسترو ترك بصمة دائمة في تاريخ بلاده والعالم. وأشار غورباتشوف إلى أن كاسترو «دعم بلاده في وقت الحصار الأمريكي الشرس وقادها إلى طريق الاكتفاء الذاتي والتنمية المستقلة بالمقابل ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن خبر موت كاسترو دفع الكوبيين الذين يعيشون في المنفى بميامي إلى الخروج للتعبير عن فرحهم. ويقيم عدد كبير من أعداء ومنتقدي كاسترو في ميامي، ومعظمهم من الكوبيين المنفيين والفارين من حكمه. وبحسب المصدر ذاته، فبعد نصف ساعة على إعلان الحكومة الكوبية خبر وفاة كاسترو، خرج الآلاف بميامي، رافعين رايات كوبا، ومرددين «كوبا نعم! كاسترو لا!»، بينما كان يصرخ البعض «كوبا حرة!». أنيس نواري أعلن حدادا وطنيا لثمانية أيام الرئيس بوتفليقة يؤكد أن وفاة كاسترو خسارة كبرى للشعب الجزائري أعلن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس السبت، الحداد الوطني لمدة ثمانية أيام ابتداء من اليوم الأحد، إثر وفاة الرئيس الكوبي السابق فيدال كاسترو، و أكد الرئيس بوتفليقة في برقية تعزية بعث بها إلى رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء الكوبي راؤول كاسترو روز، أن وفاة قائد الثورة الكوبية تعتبر خسارة كبرى للشعب الجزائري. و أفاد بيان لرئاسة الجمهورية، أن «رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أعلن أمس السبت الحداد الوطني لمدة ثمانية (8) أيام عبر كامل التراب الوطني ابتداء من الأحد 27 نوفمبر إثر وفاة الرئيس الكوبي السابق فيدال كاسترو روث الزعيم التاريخي للثورة الكوبية». و على إثر وفاة قائد الثورة الكوبية فيدال كاسترو، بعث رئيس الجمهورية أمس، برقية تعزية إلى رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء الكوبي راؤول كاسترو روز، اعتبر فيها رحيله «خسارة كبرى» للشعب الجزائري. و قال الرئيس بوتفليقة في برقية التعزية «تلقيت ببالغ الأسى والأسف نبأ وفاة فيدال كاسترو القائد التاريخي للثورة الكوبية. وإثر هذا المصاب الجلل، الذي ألمّ بالشعب الكوبي وبأسرة الفقيد، أعرب لكم ومن خلالكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، عن أخلص التعازي وأصدق مشاعر التعاطف». وأوضح رئيس الدولة أنه «برحيل هذا الرجل الفذ أفقد أنا بالذات صديقا رافقني ورافقته طيلة نصف قرن من الزمن كما أن رحيله يعتبر خسارة كبرى للشعب الجزائري، الذي يبادل الكومندانتي الإكبار والإعجاب والمودة». وقال في هذا الشأن « وإنها علاقة تستمد مثاليتها من تقاسم بعض صفحات من تاريخ التحرر الوطني المجيد التي كان فيها للقائد الكبير محل الصدارة إلى جانب الشعب الجزائري» مبرزا أنه «كان لرفقة الكفاح هذه امتداد بعد استرجاع الجزائر استقلالها حيث تحول إلى تضامن ودعم لإعادة بناء ما دمرته الحرب الاستعمارية التي أتت على الأخضر واليابس». وأضاف رئيس الجمهورية، أنه «برحيل فيدال كاسترو تطوى صفحة من تاريخنا المعاصر، إذ كان في لبّ كل الأحداث التي صنعت القرن العشرين، وشاهدا يتمتع بحصافة لا تضاهى على تطورات أحداث ذلكم القرن وما كان يصطحب به «مذكرا بأنه «سبق لي أن قلت إن لفيدال القدرة النادرة على ولوج المستقبل والرجوع ليحدثنا عنه». « ومن ثمة، فإنه بلا شك - يقول الرئيس بوتفليقة جدير بأن يكون في مصاف الرجال الأفذاذ الذين استبقوا وعايشوا الديناميات التي طبعت عالمنا ببصماتها». وتابع رئيس الدولة قائلا» إنني أحيي فيه المنافح الصادق عن قيم السلم واحترام السيادة الوطنية والمكافح المخلص في سبيل حق الشعوب في تقرير مصيرها، وأشيد فيه بالمحامي الشاب الذي خاض خطوب الدفاع عن قيم العدل النبيلة، وبالقائد الثوري النادر المثيل، وبمؤسس أمته وقائدها المتبصر الحكيم وبرجل الدولة المحنك». و أضاف « لقد استطاع أن ينتزع إعجاب الجميع بمن فيهم ألد خصومه وبقي في نفس الوقت، وفيا لتلك القيم والمثل التي نذر لها حياته». وأشار الرئيس بوتفليقة، إلى أن « المعجبين به الكثيرين يرون فيه ما يرمز إلى ذلكم الكفاح الذي به كسر نير الاستعباد والقهر. إن القائد الكبير سيبقى علما ليس له مثيل وللأجيال رمزا للشهامة والكرم والاستقامة». وقال رئيس الدولة «هذا، وإذ أجدد لكم، فخامة الرئيس وصديقي العزيز، تعازي الخالصة راجيا منكم أن تنوبوا عني لدى أسرتكم الكريمة والشعب الكوبي الصديق وتبلغوا الجميع مشاعر تعاطفي وتضامني، تفضلوا بقبول أسمى عبارات مودتي وتقديري».