أبدى قدماء الصيادين تخوفهم من انقراض الثروة السمكية بسواحل ولاية جيجل معبرين عن عدم رضاهم عن إقامة شواطئ لرسو القوارب الصغيرة للصيادين الحرفيين الصغار. لأن مثل هذه المرافق حسبهم لا تقدم أية إضافة إيجابية لإصطياد الأسماك، بل بالعكس لها تأثيرات سلبية على الثروة السمكية وبالتحديد على السمك الأزرق الذي يتحرك بشكل كبير على مستوى المساحات المائية القريبة من الشواطئ. كما أن هذا النوع من الأسماك عندما يكون في حالة التناسل والتكاثر يضيف الصيادون فإن تموقعه دائما ما يكون بالقرب من الشواطئ. وحيث أن شواطئ رسو القوارب الصغيرة التي يجرى إنجازها بشواطئ جيجل كتجربة نموذجية قد يؤخذ بها مستقبلا لتعميمها عبر شواطئ الوطن كانت سببا مباشرا في تراجع انتاج السمك الأزرق بالتحديد بهذه الولاية وذلك بشهادة كبار وقدماء الصيادين الذين أكدوا للنصر أن وزير الصيد البحري والموارد الصيدية سبق له أن عبر عن عدم قناعته بفكرة إقامة شواطئ لرسو القوارب الصغيرة للصيادين الحرفيين الصغار لما لذلك من تأثيرات سلبية على إنتاج الثروة السمكية التي تراجعت خلال الأشهر الأخيرة بشكل رهيب مما أدى إلى ارتفاع جنوبي للأسعار إذ وصل سعر السمك الأزرق إلى 350 دينارا بسبب تحايل الصيادين المستعملين للقوارب الصغيرة على الثروة السمكية غير المكتملة التمويل . الأخطر من ذلك يضيف ذات المصدر بأن عملية الصيد تتم في فترة التكاثر أي قبل أو أثناء وضع البويضات وهو ما يعني عدم التمكين والسماح للنمو الطبيعي للأسماك الحديثة الولادة وهو يعني من جهة أخرى القضاء على الثروة السمكية في مهدها حتى أن بعض قدماء الصيادين دق ناقوس الخطر بالقول أن هذه الثروة تتجه نحو الإنقراض على مستوى شواطئ ولاية جيجل في حالة استمرار صيدها بالطريقة المعمول بها حاليا الأمر الذي يتطلب من المصالح والهيئات المعنية حماية هذه الثروة الغذائيةالهامة بحزم وصرامة من خلال تكثيف الرقابة ومنع الصيد بالقرب من الشواطئ وخاصة أثناء فترة التناسل والتكاثر لأنه في حالة عدم التحكم في هذه الوضعية فإن سعر السمك الأزرق سيصل إلى 600 دينار قبل نهاية الصيف القادم.