مداخن مركبة بشكل خاطئ و أنابيب غاز منتهية الصلاحية بالمنازل سجل عناصر الحماية المدنية و شركة توزيع الكهرباء و الغاز بقسنطينة، يوم أمس، العديد من الأخطاء على مستوى توصيلات الغاز و مداخن المدافئ بالعديد من المنازل في أحياء سكنية بالمدينة، فيما قُدمت نصائح للمواطنين حول الطريقة الصحيحة لاستعمالها. و اختار أعوان شركة سونلغاز و الحماية المدنية الجهة العلوية من حي ساقية سيدي يوسف القريبة من محكمة قسنطينة، كنقطة لانطلاق العملية التحسيسية من مخاطر الغازات المحترقة، التي تنظم كل سنة خلال فصل الشتاء و تستمر إلى غاية شهر مارس، حيث شملت عددا من المنازل من أجل مراقبة توصيلات الغاز داخلها و وضعية المدافئ التي تتسبب في وقوع العديد من حوادث الاختناق المميتة، و قد سُجل آخرها أول أمس، على مستوى حي دوار العطش بالقماص، بعدما لقي رب أسرة و طفله حتفهما اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدخنة بسبب انسدادها. و قد رافقنا المعنيين في جزء من العملية، و في المنزل الأول وجد الأعوان أن المكان الذي وضع فيه صاحب البيت المدفأة، لا يحتوي على التهوية اللازمة من أجل صرف الغازات القاتلة، فضلا عن أن طول المدخنة يتعدى الثلاثة أمتار و تضم الكثير من التعرجات، ما يعرقل خروج غاز أحادي الكربون، و قد أشار المكلف بالاتصال بالنيابة على مستوى شركة سونلغاز بأن شعلة المدفأة صارت حمراء تقريبا، ما يكشف عن وجود غاز مونوكسيد الكربون، المؤدي إلى وفاة الفرد في نصف ساعة، في حال ملئه لواحد بالمئة من حجم الغرفة فقط، في حين يقتل بشكل فوري إذا ما امتلأت الغرفة به بنسبة 10 بالمائة، كما يمكن، حسبه، اكتشاف وجود هذا الغاز من خلال الطقطقات المنبعثة من المدفأة. أما بمنازل أخرى بالعمارات المجاورة، فلاحظت مصالح الحماية المدنية نقصا في فتحات التهوية على مستوى المطابخ و بعض الغرف، و قد قدمت اقتراحات للسكان بإنشائها أسفل الأبواب من أجل السماح للهواء بالنفاذ إلى المنزل، و فتح أخرى بأعلى الجدران من أجل السماح للهواء بالخروج، حيث أن الغازات غير المرغوب فيها ترتفع إلى فوق بسبب حرارتها و خفتها. و لاحظ أعوان سونلغاز استعمال بعض المواطنين لأنابيب ربط الغاز الخاص بموقد «الطابونة»، رغم انتهاء صلاحيتها، حيث يمكن أن تظهر فيها بعض الثقوب نتيجة تيبسها بعد مدة معينة من الاستعمال، ما قد يؤدي إلى وقوع انفجار في المنازل. و قد سجلت الولاية بحسب المكلف بالاتصال بالنيابة، ثلاثة انفجارات ناجمة عن تسرب الغاز في منازل مواطنين، و خلفت خسائر بشرية و مادية، آخرها أدى إلى وقوع وفاة و انهيار كامل لمسكن. و أبدى السكان قبولا للحملة التحسيسية، في حين قال آخرون بأنهم لم يشهدوا حملة مماثلة منذ قدومهم إلى الحي.