ملاسنة على المباشر بين ولد خليفة و جميعي داخل قاعة الجلسات اتهم رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني محمد جميعي بالمساومة ومحاولة فرض منطقه على نواب الحزب في الغرفة السفلى، بينما قال جميعي إن مجموعة من خارج الحزب تريد إرجاع الآفلان إلى أجواء سنة 2004، مجددا تأكيده دعم و وقوف كل النواب مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة . وقعت أمس ملاسنة بين ولد خليفة ورئيس كتلة الآفلان في الغرفة السفلى في جلسة علنية، خلال عرض ومناقشة مشروع القانون المعدل والمتمم المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسلامتها وأمنها، وهذا بعدما طلب جميعي الكلمة من ولد خليفة مباشرة بعد تلاوة التقرير التمهيدي للجنة النقل والمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية، وفيها قال جميعي أنه «يؤكد أن كتلة الآفلان أثبتت وفاءها لرئيس الجمهورية، و لن يسمح لأي كان بأن يضرب أي نائب»، فقاطعه ولد خليفة ورد عليه « أنت هنا نائب وهذا الكلام قله داخل الكتلة وليس في جلسة علنية». لكن رئيس كتلة الآفلان أصر على الكلام، و على أن يسمع ولد خليفة بالضبط كلامه، فقاطعه هذا الأخير مرة أخرى و قال له «لست وحدك في حزب الآفلان، وصداقاتك وعلاقاتك الشخصية أتركها في الخارج»، لكن جميعي الذي غادر قاعة الجلسات طلب من النواب بعدها مغادرة القاعة وعدم حضور مناقشة القانون الذي عرضه الوزير بوجمعة طلعي. وبعد نهاية الجلسة الصباحية، وقبل أن يعلن ولد خليفة عن رفعها تدخل مرة أخرى في الموضوع، وقال أنه تلقى رسالة مساومة يطلب فيها صاحبها( في إشارة إلى محمد جميعي) دون ذكر اسمه- من النواب الانسحاب من جلسة المناقشة بسببه، أي بسبب ولد خليفة، وواصل يرد على رئيس كتلة الآفلان بالقول إن وزير النقل الحاضر في الجلسة قيادي في الآفلان، و رئيس الحزب هو رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وأن الجميع يقف مع الرئيس، ووصف سلوك محمد جميعي «بالتفرعين»، مضيفا أنه بسبب علاقاته الشخصية يريد فرض رأيه على النواب وعلى مناضلي الحزب، ثم مزق الرسالة أمام النواب. وحسب مصادر من الغرفة السفلى، فإن أصل الخلاف بين الرجلين، وكلاهما من الآفلان هو زيارة خاصة إلى جمهورية الصين الشعبية سيقوم بها رئيس المجلس لاحقا، وفيها قرر عدم أخذ رئيس لجنة الصداقة الجزائرية - الصينية معه ، ووضع بدله في قائمة مرافقيه أحد نوابه ، وهو ما لم يهضمه رئيس الكتلة البرلمانية محمد جميعي الذي طلب استفسارا من ولد خليفة، لكن هذا الأخير برر سلوكه بكون رئيس الصداقة الجزائرية- الصينية غير وفي للخط الحالي للآفلان على حد تعبيره. أما جميعي فقد قال من جانبه، أن هناك أناسا دخلاء على الحزب يريدون إرجاعنا إلى أجواء سنة 2004 ، أي إلى أجواء الصراع الداخلي الذي عاشه الآفلان في ذلك الوقت، وهو يرفض محاولات خلق البلبلة داخل الصفوف، ولا يقبل أن يزايد عليه أي كان في دعم رئيس الجمهورية وإصلاحاته، كما أنه لن يسمح لأي مفتن بضرب مصداقية أي نائب، نافيا وجود أي تمرد على الأمين العام للحزب وأنهم مع الشرعية، كما تحدى ولد خليفة أن يظهر الرسالة التي تكلم عنها للصحافة.