المتعاقدون بالمؤسسات الاستشفائية يهددون بالانتحار الجماعي صعد أمس العمال وكذا العاملات المتعاقدون بالتوقيت الجزئي مع المؤسسات الاستشفائية من لهجة احتجاجهم حيث هدد عدد منهم بالانتحار برمي نفسه من أعلى الطابق الخامس للمبنى المجاور لمقر الولاية، واهتدى عدد من هؤلاء المحتجين ومن بينهم نساء عاملات إلى فكرة الانتحار الجماعي من فوق سطح هذه البناية التي هي عبارة عن ورشة لا تزال أشغال البناء جارية بها حيث تمكنوا من الدخول إليها ومن ثم صعدوا إلى أعلى طابق وهناك هددوا بالانتحار إن لم يتم الاستجابة لمطالبهم التي يأتي على رأسها إدماجهم في مناصب عمل بصفة نهائية. المحتجون من العمال المتعاقدين قرروا تصعيد الاحتجاج بعد يومين متتاليين من الاعتصام بمقر الولاية حيث تجمهروا صبيحة أمس بأعداد كبيرة بعد أن انضم إليهم متعاقدون آخرون جاءوا من مختلف المؤسسات الاستشفائية المنتشرة ببلديات الولاية بالإضافة للذين قدموا من المستشفى الجامعي ومصحات التوليد والعيادات الجوارية بعاصمة الولاية . وقد طالبوا بمقابلة الوالي حتى يطرحوا كافة انشغالاتهم ،وأكد لنا المحتجون بأنهم يئسوا من الوعود التي كانت تقدم لهم في كل مرة من طرف الجهات الوصية بمديرية الصحة ، أين قاموا بالاحتجاج في عديد المرات غير أنهم قرروا هذه المرة نقل مطالبهم للمسؤول الأول بالولاية.المحتجون وفي حديثهم ل"النصر" أكدوا بأنهم يعيشون أوضاعا مزرية خاصة وأنهم لم يتقاضوا أجورهم منذ 05 أشهر وهذا ما زاد في غضبهم رغم أنه حتى تلك الأجور التي يتقاضونها لا تكفيهم لإعالة عائلاتهم على حد قولهم حيث يتقاضون مبلغ 10 آلاف دينار جزائري شهريا.وفي حديثهم ل"النصر" راح البعض منهم يذرف الدموع للوضع المزري الذي يتخبطون فيه ،حيث راحت إحداهن وهي حامل تصف لنا معاناتها وقالت بأنها تعمل منظفة بالمستشفى الجامعي منذ 17 سنة وقالت أيضا بأن مثيلاتها كثيرات وهن يعملن في ظروف صعبة داخل المستشفى حيث يواجهن خطر الأمراض أثناء قيامهن بالعمل لأنه وعلى حد تعبيرهن حتى القفازات لا توفر لهم وبالإضافة لظروف العمل الصعبة فإنهن لم يتقاضين أجورهم منذ 05 أشهر. وهي الوضعية التي ندد بها جميع العاملات والعمال المتعاقدون والذين طالبوا بإدماجهم في مناصب عمل قارة يتقاضون من خلالها مرتبات بصفة منتظمة مما يضمن لهم عيشا كريما وهو الحل الوحيد الذي أكد عليه المحتجون كمطلب لتسوية وضعيتهم خصوصا وأنهم ملوا من الوعود التي تقدم لهم .وفي سياق متصل رفض المتعاقدون بالتوقيت الجزئي إعادة إدماجهم ضمن شبكة النشاط الاجتماعي واعتبروا القرار إجحافا في حقهم وتساءلوا كيف يعقل أن يتم إدراجهم في شبكة الضمان الاجتماعي بعد سنوات قضوها في العمل كانوا ينتظرون أن تأخذ في الحسبان ليفاجئوا بقرار تحويلهم لصيغة عقود أخرى .المحتجون المهددون بالانتحار رفضوا مقابلة المسؤولين وطالبوا بضمانات حتى ينزلوا من أعلى البناية ما جعل حالة من الترقب والإثارة تستمر طيلة نهار أمس حيث احتشد إلى جانب المحتجين جمع غفير من الفضوليين ،كما استنفرت المصالح الأمنية ومصالح الحماية المدنية عناصرها للتدخل في حالة وقوع طارئ ،لتنتهي الإثارة دون أن يقدم أحد من المحتجين على الانتحار حيث نزلوا بعد أخذ ورد مع رئيس الدائرة ونائب بالبلدية.