عاش حي 500 مسكن في المدخل الشرقي من مدينة برج بوعريريج عشية أول أمس حالة من الطوارئ وتجمع لمئات المواطنين، بعد إقدام ثلاثة شبان م.حكيم 20 سنة #0241 و#0241 م.عصام 21 سنة وق.رابح 23 سنة على الصعود إلى أعلى عمارة تطل على الطريق الوطني رقم 05 وشارع 500 مسكن الذي يعرف بانتشار المحلات التجارية والحركة الكثيفة للمواطنين، ثم تجردوا من ملابسهم وبقوا بالملابس الداخلية ثم هددوا بالقفز والانتحار حاملين سكاكين بأيديهم ومطالبين بمجيء والي الولاية ووكيل الجمهورية قصد طرح مشكلهم والمتمثل في حجز سلعهم التي كانوا يعرضونها في الشارع المذكور وكذا رفع شكواهم ضد احد أفراد الأمن المعروف بمدينة البرج والذي اتهموه بقلب طاولتهم برجله واعتدائه على احدهم بضربه بصفعة على وجهه. في حدود الساعة الثالثة مساء تلقينا اتصالا من احد المواطنين القاطنين بحي 500 مسكن طالبين منا التنقل بسرعة إلى المكان وأن ثلاثة شبان كانوا يمارسون عملهم المتمثل في طرح سلع على الرصيف المحاذي للمحلات حيث صعدوا إلى سطح عمارة مهددين بالانتحار، وقد روى القصة شهود عيان أكدوا أن الحي كان في وضع عادي وبعد تدخل مصالح الأمن لحجز سلعة هؤلاء الشباب انقلب الوضع وأغلقت أبواب المحلات وخلي الشارع من الحركة كون الشباب اللذين شوهدوا مجردين من ملابسهم باشروا عملية رشق بالحجارة والمتاريس لكل من في الشارع معبرين عن غضبهم مما وصفوه بالتعسف و#0241 الحقرة- حيث طالبوا بمجيء المسؤول الأول ووكيل الجمهورية حالا وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه. وقد عبر العشرات من الشباب خاصة ممن يمارسون نفس المهنة تضامنهم مع المعنيين واصفين الشباب الثلاثة الغاضبين أنهم من الباحثين عن خبزة الحلال وانه ليس من صفاتهم القيام بمثل هذه التصرفات، وفي نفس الوقت تدخلت عجوز أم لأحد المقدمين على الانتحار تصرخ والدموع في عينيها وتتوسل من أحد الشباب أن ينزل ولا يؤذي نفسه وهويتيم الأب يمارس التجارة غير الشرعية لإعالة عائلته، كما لوحظ تواجد أولياء الشباب الثلاثة وعلامات الأسى بادية على وجوههم، ورغم توسلاتهم العديدة وصعود الأصدقاء إلى فوق في محاولة لإقناعهم إلا أنهم أصروا على رؤية المسؤول الأول بالولاية. وبعد يأس كل من في المكان من تغيير المحتجين لرأيهم ورفضهم الاستماع لتوسلات الأصدقاء والأولياء ورئيس أمن الولاية الذي قدم ضمانات بعدم تعرضهم لأي متابعة إذا نزلوا إلا أنهم رفضوا قطعا النزول وراح أحدهم يضع السكين على جسده ويهدد بتمزيقه، وفجأة وصلت سيارة الوالي الذي دخل إلى مكتبه قبل يوم فقط بعد أن كان في عطلته السنوية، ونزل وكان مرفوقا برئيس الديوان ورئيس المجلس الشعبي البلدي ليصعد مباشرة إلى الطابق الأخير من العمارة وراح يحدث الشباب الثلاثة ويعدهم بتسوية المشكل وأن القانون سيأخذ مجراه، ولكن صادف والي الولاية مشكلا آخر تمثل في عدم تعرفهم إليه وراحوا يطالبون بحضور الوالي من جديد، كما تنقل إلى المكان أحد الأئمة المعروفين في المدينة في محاولة منه لتهدئة النفوس، وبعد أخذ ورد وتأكيد كل من في المكان أن الشخص الذي يحدثهم هووالي الولاية، قرروا النزول وفي إحدى الشقق بالعمارة التي كانت محاطة بمئات المواطنين جلس الوالي والوفد المرافق له رفقة الشباب الثلاثة وراحوا يشتكون ما وصفوه بالتعسف والحقرة والوالي يهدئ الأوضاع. وخلال الحديث الذي جرى بينهم قرابة 20 دقيقة وعدهم والي الولاية باستقبالهم في مكتبه والاستماع إلى مطالبهم شأنهم شأن كل مواطن في المدينة رأى أنه قد أجحف في حقه أوتعرض لتجاوزات من أي كان، ومهدئا من غضبهم طلب منهم طرح مشاكلهم بتعقل وطبقا للقوانين وأن ما قاموا به مؤسف وليس بهذه الطريقة التي لا تزيد الأمور إلا سوءا، وبعد عودتهم إلى رشدهم وانجلاء الغضب خرجوا إلى الشارع الذي كان مكتظا عن آخره مرفوقين بوالي الولاية الذي حدث كل من في المكان واعدا بالتفاتة من السلطات إلى شباب حي 500 مسكن وذلك بتخصيص حصة من المحلات المهنية للشباب البطالين والراغبين في ممارسة أنشطة مهنية، لكن بعض الشباب من الحضور اغتنموا الفرصة لطرح انشغالهم واتهامهم لأعوان الشرطة بالأمن الحضري الخامس بالحي بالتعسف والحقرة لكن الوالي طلب منهم التعقل وعدم اتهام الجميع دون إن ينكر أنه ربما يكون بعض الأفراد قد مارسوا حقا التعسف ضدهم.