تُعدّ المنطقة الصناعية «بالما» بمدينة قسنطينة من أهم مناطق النشاطات بالولاية، حيث تضم العديد من المصانع و الشركات، لكنها باتت تشهد تدهورا كبيرا بسبب إهتراء طرقاتها و انتشار البرك لوجود مشاكل في تصريف مياه الأمطار، و كذا انتشار الكلاب الضالة و النفايات، كما تعرف انعداما لوسائل النقل، و هي الأمور التي يعاني منها آلاف الموظفين والعمال الذين يطالبون بإيجاد حلول لهذه المشاكل. و أول ما يلاحظ عند الدخول إلى المنطقة الصناعية عبر حي بوالصوف، هو التدهور الكبير للطرقات التي باتت غير صالحة تماما، حيث أنها مليئة بالحفر و المطبات نتيجة الأشغال المتكررة، حيث لا تكاد تنتهي عملية مدّ قنوات أو شبكة معينة، حتى تنطلق عملية أخرى، فيما تترك الحفر على حالها بعد انتهاء الأشغال و لا يُعاد تعبيد الطرق بالشكل اللازم. أما البرك المائية فأصبحت ديكورا لهذا الجزء من منطقة «بالما»، و بالأخص عند سقوط الأمطار، ما يؤدي أحيانا إلى غلق هذا المحور تماما، أو التسبب في اختناق مروري في أوقات الذروة، خاصة أن السائقين يتخوفون من الوقوع داخل الحفر المليئة بالمياه، فتجدهم لا يحترمون المسار الذي يجب إتباعه، و بالرغم من أن هذا الجزء من الطريق تم إصلاحه منذ حوالي سنة، قبل زيارة أحد الرؤساء إلى المكان، غير أنه عاد أسوء مما كان عليه سابقا. و لا يختلف الوضع كثيرا على مستوى باقي أجزاء الطرق الواقعة داخل المنطقة الصناعية، فهي مهترئة بشكل كبير وتشكل خطرا على المركبات، فيما باتت في حاجة إلى إصلاح شامل، كما أن الأرصفة شبه منعدمة في بعض الأماكن، ويشكل تصريف مياه الأمطار إشكالا كبيرا، حيث أن البرك تنتشر في كل مكان، و يزداد الأمر حدة بالمدخل الغربي. و الملاحظ أيضا تواجد أعداد كبيرة من الكلاب الضالة، التي تأتي من الورشات الكثيرة الواقعة بالمنطقة، حيث تتحول ليلا إلى خطر داهم يهدد الراجلين و العمال الذين يشتغلون ليلا أو في الصباح الباكر، أما الإشكال المتواصل منذ سنوات، فيتمثل في تحول بعض الأماكن إلى بؤر للسكر العلني، حيث تجد أشخاصا على قارعة الطريق يتناولون الخمر في وضح النهار، وهو أمر يشوه المنظر و يضر بسمعة المنطقة الصناعية، التي تضم عدة مستودعات لبيع المشروبات الكحولية، كما أن مثل هذه السلوكات، حولت المكان إلى شبه مفرغة للقارورات و الزجاجات المرمية في كل جزء. و تشكل قاعات الحفلات جزءا هاما من النسيج العمراني للمنطقة الصناعية، التي تحولت في السنوات القليلة الماضية إلى أشهر مكان لكراء قاعات إقامة الأعراس و المناسبات العائلية المختلفة، و ذلك في غياب المساحات المناسبة، فنصف هذه القاعات تقع على الطريق مباشرة و كثيرا ما تتسبب في انسداده، بسبب احتلاله من قبل السيارات و مواكب الأعراس، فيما يشكل الغياب التام للنقل هاجسا لغالبية العمال، فمثلا الذين يشتغلون في مؤسسات تقع بوسط المنطقة الصناعية، يضطرون للمشي حوالي كيلومترين في اتجاه حي بوالصوف أو جنان الزيتون، أما استقلال سيارات أجرة لهذه المسافة فيكلّف 200 دج.