مستثمرون يطالبون بوضع حد للانقطاعات الكهربائية بقالمة اشتكى رجال أعمال و مدراء شركات عمومية و خاصة و مزارعون بقالمة أمس الثلاثاء من مشاكل الانقطاعات المتكررة التي تعرفها شبكة الكهرباء و ضعف خطوط الإمداد بالغاز الطبيعي باتجاه الوحدات الصناعية التي تحتاج قدرات كبيرة من الطاقة لتشغيل خطوط الإنتاج و محطات ضخ مياه السقي باتجاه الحقول الزراعية الممتدة على طول محيط السقي الشهير قالمة بوشقوف المتربع على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار تعد من أجود الأراضي المنتجة للغذاء بالمنطقة. و طالب المستثمرون الخواص و العموميون و المزارعون الذين حضروا لقاء نظمته شركة الكهرباء و الغاز بقالمة حول الاستثمار و الطاقة بإيجاد حل لمشكل الانقطاعات التي تحدث في فصل الصيف و خلال التقلبات المناخية مما يؤدي في كل مرة إلى تعطل النشاط الاقتصادي و الزراعي و تذبذب مياه الشرب و الخدمات. وقال مزارع متخصص في إنتاج الطماطم الصناعية بسهل الفجوج بأن انقطاع الكهرباء في فصل الصيف يؤدي إلى توقف محطات الضخ العاملة بالطاقة الكهربائية و تعطل انظمة السقي و إتلاف حقول الطماطم الصناعية تحت تأثير الحرارة القوية و الجفاف، و أضاف بأنه يعتقد بأن خطوط الإمداد الحالية ربما لم تعد قادرة على مواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء ولا بد من البحث عن بدائل أخرى لدعم الخطوط القديمة والاستجابة لمتطلبات القطاعين الزراعي والصناعي اللذين يعرفان نموا متزايدا في السنوات الأخيرة. و تحدث أحد إطارات مركب السكر بقالمة عن ضعف كبير في الإمداد بالغاز الطبيعي مؤكدا بأن خطوط الإنتاج بالمركب تحتاج إلى ضغط يفوق واحد و نصف (1.5) بار غير أن خط الإمداد الحالي لا يتجاوز واحد (1) بار و هو ضغط غير كاف لتشغيل الأفران و المحركات العملاقة لإنتاج السكر الأبيض على حد قوله. و أثار أصحاب مطاحن الدقيق و مصانع تحويل الطماطم الصناعية بقالمة أيضا مشكل ضعف الطاقة و الانقطاعات المتكررة للكهرباء و خاصة خلال مرحلة الذروة المتزامنة مع نضج الحقول و تشكل الطوابير الطويلة أمام مصانع التحويل التي تكبدت خسائر كبيرة الصائفة الماضية بسبب انقطاع الكهرباء و تعطل سلسلة التحويل. و تحدث مدير شركة الجزائرية للمياه التي تدير قطاع مياه الشرب بالولاية عن مشكل الانقطاعات التي تحدث بين حين و آخر خلال فصلي الصيف و الشتاء و ما تسببه هذه الانقطاعات من متاعب للشركة و السكان عندما تتوقف عمليات ضخ مياه الشرب باتجاه الخزانات و الأحياء السكنية، مضيفا بأن الوضع تحسن كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية لكن ظاهرة الانقطاعات مازالت موجودة ببعض المناطق. و في ردهم على الانشغالات المطروحة في اللقاء قال إطارات شركة الكهرباء و الغاز بقالمة بأن الاستثمارات الكبرى الي أطلقتها الشركة في السنوات الأخيرة قد سمحت بتحسين الوضع العام بالولاية و لم تبق إلا مناطق قليلة في حاجة إلى مزيد من العمل لحل المشاكل التي تعاني منها و خاصة رواق وادي المعيز، بوحشانة حمام النبائل و رواق هليوبوليس، قلعة بوصبع نشماية. و اعترف إطارات سونلغاز بقالمة بصعوبة المهمة واستمرار ظاهرة الانقطاعات في أوقات الذروة وخلال التقلبات المناخية غير أنهم بدوا أكثر ارتياحا و ثقة من ذي قبل بعد إنجاز عدة عمليات لدعم الشبكة المحلية مما أدى إلى تراجع معدل الانقطاعات و خاصة بحوض قالمة وسهل الجنوب الكبير، مؤكدين بأن عدة مشاريع خاصة بإنجاز محطات جديدة للطاقة مسجلة بجدول الاستثمارات المستقبلية غير ان مشكل التمويل حال دون انطلاقها في الوقت المحدد. و تأمل الشركة في رفع التجميد عن المشاريع ذات الأولوية بعد الزيارة الأخيرة الي قام بها الرئيس المدير العام لشركة سونلغاز إلى الولاية مؤخرا أين وقف على التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء والغاز بالمنطقة وآفاق الاستثمارات المتوقعة للتغلب على المشاكل المطروحة و تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين و المستثمرين في مجالات الزراعة و الصناعة و الخدمات. و من جهتها دعت والي الولاية فاطمة الزهراء رايس إطارات شركة الكهرباء و الغاز بقالمة إلى بذل مزيد من الجهد لتحسين الوضع و فتح أبواب الحوار و التواصل مع الزبائن و الاستماع الجيد لانشغالاتهم و إيجاد الحلول المناسبة لها، مؤكدة في تدخل أمام المشاركين في اللقاء بأن سونلغاز شركة عمومية تحظى بالدعم و الاحترام اللازمين لكنها مطالبة اليوم بالتكيف مع التحولات المتسارعة التي تعرفها المنطقة على الصعيدين الاقتصادي و الديموغرافي و وعدت بالوقوف إلى جانب الشركة و مساعدتها على إنجاز المزيد من المشاريع لدعم خطوط الإمداد و القضاء على مشكل الانقطاعات و الضعف الذي تعرفه محطات ضخ الغاز الطبيعي من حين لآخر و خاصة بالمناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة و النشاط الصناعي المكثف.