مدير ديوان محيط السقي بقالمة يقر بصعوبة الوضع قال مدير ديوان محيط السقي بقالمة بأن وضعية المحيط المتربع على مساحة تفوق 9 آلاف هكتار أصبحت مقلقة بعد نحو 20 سنة من الاستغلال، مضيفا أمام دورة المجلس الشعبي الولائي بأن شبكات توزيع مياه السقي عبر الحقول الواسعة قد تضررت كثيرا و هي تعاني من الانكسارات و التسربات و تعيق العمل بالمحيط في مواسم الزراعات المكثفة التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه على مدار الساعة تقريبا. و أعلن المتحدث عن إطلاق مشروع كبير لإنقاذ المحيط من الانهيار و تحسين الخدمات المقدمة للمزارعين و تطوير النشاط الزراعي حيث تم رصد مبلغ مالي هام لتجديد 48 كلم من شبكات التوزيع و إعادة تأهيل محطات الضخ التي تعاني من التعطلات و ضعف الضخ باتجاه الخزانات العملاقة، موضحا بأن المحيط الشهير الممتد من مجاز عمار و عين أحساينية غربا إلى بوشقوف شرقا سيعرف مزيدا من التحسن بعد انتهاء مشروع تجديد شبكات التوزيع و محطات الضخ. و تعمل محطات الضخ العملاقة المنتصبة على ضفاف نهر سيبوس الكبير على امتصاص كميات كبيرة من المياه و ضخها إلى الخزانات المتواجدة بمواقع مرتفعة و منها تطلق مياه السقي عبر شبكة واسعة من الأنابيب لسقي الأراضي الزراعية الخصبة. و مع مرور الوقت بدأت أنظمة الضخ و السقي تنهار تحت تأثير عوامل الطبيعة و الزمن و لم تتمكن فرق التدخل من مواجهة الوضع المتردي و خاصة في فصل الصيف أين يبلغ الضخ ذروته لسقي حقول القمح و الطماطم الصناعية و غيرها من المحاصيل الموسمية الأخرى. و لم يتوقف المزارعون الناشطون بالمحيط عن الاحتجاج و التجمع أمام إدارة ديوان السقي بمدينة بومهرة أحمد للمطالبة بإصلاح القنوات و وقف التسربات و ضخ الكميات الكافية من المياه لإنقاذ الحقول المهددة بالجفاف. و يعد هذا أكبر مشروع تطلقه وزارة الري لتأهيل محيط السقي بقالمة بعد سنوات طويلة من المعاناة و المشاكل التقنية المعقدة التي كادت أن ترهن مستقبل أحد أكبر محيطات السقي بشرق البلاد. و يتوقع توسيع المساحة المسقية بقالمة بعد إنجاز محيطات أخرى بكل لخزارة و الركنية و بوعاتي محمود و عين مخلوف أين تتواجد احتياطات مائية سطحية ضخمة يمكنها سقي آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية و بعث أقطاب جديدة قد تحول ولاية قالمة إلى قطب اقتصادي كبير يتوفر على ثروات الأرض و المياه و مصانع التحويل العملاقة التي ساهمت في نهضة زراعية بدأت قبل 20 سنة تقريبا عندما بدأ نشاط المحيط الشهير و حول أراضي جرداء إلى جنات خضراء تنتج الخضر و الفواكه و أجود أنواع القمح.