أكياس الحليب ستبقى و بسعر 25 دينارا رفعت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية اللبس عما تمّ الترويج له بشأن قضية تعليب حليب الأكياس ومراجعة أسعاره، حيث أكد مصدر مسؤول بالوزارة أن العلب الكرتونية ستوجه لتعليب حليب الأبقار الذي تنتجه الملبنات، مع الإبقاء على حليب الأكياس بسعره المدعم المحدد ب 25 دج للتر الواحد. أفاد المستشار الإعلامي بوزارة الفلاحة السيد جمال برشيش، في تصريح خص به النصر، أمس السبت، أن قرار استبدال الأكياس البلاستيكية بالعلب الكرتونية لتوضيب مادة الحليب، كان محل سوء فهم من قبل المستهلكين وكذا بعض الأوساط الإعلامية، موضحا أن الإجراء يستهدف حليب الأبقار الذي تنتجه الملبنات، الذي سيعرض ابتداء من شهر مارس المقبل على المستهلكين في علب كرتونية، وهو لا يعني بتاتا حليب الأكياس المبستر، مضيفا أن الهدف من القرار هو تمكين المستهلك من التفرقة ما بين الحليب المبستر المدعم وحليب الأبقار الذي يخضع سعره لتكاليف الإنتاج، مقدرا حجم الزيادة التي ستدرج على اللتر الواحد من حليب الأبقار بحوالي 8 دنانير لتغطية مصاريف التعليب، مؤكدا في ذات السياق، على ضرورة أن يفهم المواطنون فحوى الإجراء، الذي لا يخص أبدا حليب الأكياس العادي، مستدلا بالتصريح الأخير لوزير الفلاحة عبد السلام شلغوم، الذي أكد من خلاله استمرار دعم حليب الأكياس، باعتباره من المواد الغذائية الأساسية التي التزمت الدولة بدعم أسعارها بغض النظر عن طبيعة الظروف الاقتصادية، تنفيذا لسياسة الدعم الاجتماعي الموجهة إلى الطبقات الهشة. وأتاحت وزارة الفلاحة للملبنات العامة والخاصة هامشا من الحرية في انتقاء كيفية توضيب الحليب المدعم، إذ يمكن للمنتجين استبدال الكيس البلاستيكي بعلبة كرتونية، شريطة أن لا تدرج أي زيادة في سعر اللتر الواحد المسقف ب 25 دج، كما يمكنهم انتقاء التعليب الذي يرغبونه فيه لتعليب حليب الأبقار لكونها مادة غير مدعمة، التي يقبل عليها العديد من المستهلكين رغم ارتفاع أسعارها نسبيا، نظرا لقيمتها الغذائية فضلا عن كونها طازجة، كما يتم اللجوء لحليب الأبقار عند حدوث اضطراب في توزيع حليب الأكياس، لكونه أقل سعرا مقارنة بحليب العلب الكرتونية الذي يعرض في المحلات والمساحات التجارية بعلامات متعددة، وطمأن المصدر بوزارة الفلاحة باستقرار أسعار حليب الأكياس، مشددا على ضرورة أن يفهم عامة المواطنين فحوى قرار الوزارة الفلاحة، التي تسهر على توفير الكميات الكافية من غبرة الحليب لتغطية الطلب وتلبية الاحتياجات. يذكر، أن قرار استعمال العلب الكرتونية في تعليب الحليب أثار الكثير من الجدل والقلق لدى المستهلكين، الذين عبروا عن خشيتهم من ارتفاع أسعار هذه المادة الأساسية التي تعد من ركائز النظام الغذائي للفرد الجزائري، جراء سوء فهم مضمون الإجراء، الذي يهدف إلى ترقية هذه الصناعة الغذائية وتنمية الاقتصاد، في وقت رحب فيه رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين زكي حريز بالقرار، لكونه سيعمل على تمديد مدة صلاحية حليب الأبقار في حال توضيبه في علب كرتونية، قائلا إن هذا الإجراء من الأمور التي تحبذها المنظمة، لكونه سيساهم في تطوير نشاط المربين، وسيساعد على النهوض بهذه الشعبة التي ما زال تعاني حسبه من مصاعب عدة، معتقدا أن إضافة 8 دنانير في سعر اللتر الواحد لحليب الأبقار المقدر ما بين 55 و60 دج لن يؤثر كثيرا على جيوب المستهلكين، بالنظر إلى قيمته الغذائية، فضلا عن كونه مادة طازجة مقارنة بحليب الأكياس الذي يحضر انطلاقا من الغبرة التي يستورد جزء منها من الخارج. وأعلن السيد حريز في سياق متصل، عن شروع منظمته قريبا في إطلاق حملة لتأييد تعليب حليب الأبقار، بهدف دعم المنتجين وتشجيعهم على توسيع النشاط، لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلي عن التبعية للخارج في توفير بعض المواد الغذائية، فضلا عن تقليص فاتورة الاستيراد، إلى جانب القضاء على ظاهرة البيع «التحتي» الذي يمارسه بعض التجار، بإلزام المستهلك باقتناء حليب الأبقار مقابل الحصول على أكياس من الحليب المدعم عبر العديد من المناطق التي تعاني من سوء توزيع هذه المادة، وهو ما يدل وفق رئيس منظمة حماية المستهلكين على قلة الإقبال على حليب الأبقار، جراء طريقة عرضه التي لم ترق بعد إلى مستوى التطلعات.