حنون، مناصرة، بلعباس، و شيهاب بين متصدري القوائم في العاصمة بدأت الأحزاب السياسية التي أعلنت مشاركتها في الانتخابات التشريعية المقررة في الرابع ماي المقبل تدخل في سباق حقيقي ضد الساعة مع اقتراب آجال إيداع ملفات المترشحين على مستوى الإدارة المحددة بيوم الخامس مارس الداخل، وقد وجدت العديد من الأحزاب صعوبة كبيرة في جمع التوقيعات التي يشترطها القانون للعملية، بينما وجدت أخرى صعوبة في اختيار من يكونون على رؤوس قوائمها، خاصة في العاصمة. وتحاول كل تشكيلة سياسية حسن اختيار من يكون على رأس قائمتها الانتخابية في العاصمة بالنظر لرمزيتها كواجهة سياسية واجتماعية للبلاد، وأيضا كونها تضم أكبر عدد من المقاعد على المستوى الوطني، وهي 37 مقعدا في المجموع.ولحد الآن لم تفصل أحزاب كبيرة في قوائمها ومن يرأسها على مستوى العاصمة، وما زال الشك والقلق يسيطر على الجميع، على خلاف أحزاب أخرى فصلت في الأمر مثل التجمع الوطني الديمقراطي الذي ضبط عضو مكتبه الوطني والناطق الرسمي له ورئيس المكتب الولائي للعاصمة صديق شيهاب القائمة ، حيث تصدر هو القائمة مرة أخرى كما كان الحال في سنة 2012، متبوعا بالنائب الحالي فوزية بن سحنون، عضو المكتب الوطني، وفي المرتبة الثالثة يأتي النائب الحالي عبد الكريم مهني، في انتظار ترسيم القائمة نهائيا، لكن الأمين العام لا يتدخل فيما تقرره المكاتب الولائية عادة. وهي نفس القائمة تقريبا التي دخل بها الأرندي غمار تشريعيات ماي 2012. بالنسبة لتحالف الأحزاب الإسلامية الثلاثة، جبهة العدالة والتنمية، حركة النهضة وحركة البناء الوطني فإن الانسداد هو سيد الموقف لحد الآن في العاصمة، بعدما تحفظت حركة النهضة على مقترح أن يتصدر النائب الحالي عن جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي القائمة، ورفضت حركة النهضة بشدة هذا المقترح وهي تمارس في الوقت الحالي فيتو حقيقي ضد هذا الخيار، أو خيار حركة البناء بوضع سليمان شنين على رأس قائمة العاصمة. وقال القيادي في الحركة محمد حديبي للنصر، أمس أن النهضة تمارس هذا الفيتو لأن العاصمة كانت من حقها عند تقسيم المدن الكبرى بين الحركات الثلاث، حيث عادت قسنطينة لجبهة العدالة والتنمية، وهي تنتظر أن يفصل لخضر بن خلاف في قرار ترشحه من عدمه حتى يرأس قائمة الولاية، وأعطيت وهران لحركة البناء الوطني، أما العاصمة فقد عادت لحركة النهضة، وقد رشحت نائبها الحالي يوسف خبابة ليتصدر القائمة. لكن يبدو أن خبابة لم ينل ثقة الشريكين الآخرين، لذلك تفكر حركة النهضة في تقديم اسم آخر لم يكشف عنه حديبي في حديثه معنا أمس، لكنه أعطى الانطباع بأن النهضة غير قلقة من الانسداد الحاصل في قائمة العاصمة لأنها صاحبة الحل في نهاية المطاف كونها تملك نسبة 04 من المائة التي يشترطها القانون عكس حركة البناء وجبهة العدالة والتنمية، وبالتالي فهي ستفرض مرشحها في نهاية المطاف. وفي ظل شح المعلومات ورفض العديد من قيادات الأحزاب الكشف عن متصدري قوائمها في العاصمة، يبقى الحديث عن تسريبات من هنا وهناك، فمثلا يسابق حزب عمار غول تجمع أمل الجزائر الزمن من أجل جمع التوقيعات المطلوبة قبل إعداد قائمته الخاصة بالعاصمة، وقال نبيل يحياوي عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام في اتصال بالنصر أمس أن الحزب لا يفرق بين العاصمة وبقية الولايات، ولا بين متصدر القائمة وبقية الموجودين فيها. وبالنسبة لمحدثنا فإن أمر العاصمة لم يفصل بعد ولا توجد أسماء بعينها واضحة في الوقت الحالي، لكنه عاد ليقول أن قياديا في الحزب-عضو في المكتب الوطني مثلا-هو من سيتصدر قائمة العاصمة، ونفى ما تردد عن عرض قدمه «تاج» للاعب الدولي رابح ماجر حتى يكون على رأس قائمة العاصمة لكنه اعتذر.لكن مصادر أخرى، قالت أن تاج عرض بالفعل على رابح ماجر المنصب لكنه رفض، وقالت أيضا أنه من المحتمل جدا أن يتصدر نبيل يحياوي قائمة العاصمة بما أنه اعتذر عن الترشح في ولايته الاصلية برج بوعريريج. بالنسبة لتحالف حركة مجتمع السلم وحركة التغيير فقد تدخل رئيس حمس عبد الرزاق مقري ولم يوافق على مدير المكتبة الوطنية سابقا ياسر عرفات قانة الذي اختاره المكتب الولائي للحركة بالانتخاب ليتصدر القائمة، وأرجعت مصادر ذلك إلى كون المعني محسوبا على جناح أبو جرة سلطاني، ومن المعارضين له، وتقول معلومات من الحركة أن مقري فضل هذه المرة أن يختار متصدر القائمة في كل ولاية، وقد سارت الحركة على هذه القاعدة منذ سنوات. فيما ذكرت مصادر أخرى أن الأمر يتعلق بتوافق مع الشريك حركة التغيير الذي تنازلت له حمس عن رئاسة القائمة بالعاصمة خصوصا وأن المرشح لن يكون سوى عبد المجيد مناصرة الوجه التاريخي للحركة. في التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وعلى الرغم من عدم الفصل في القوائم هناك حديث كبير يدور حول تصدر رئيس الحزب محسن بلعباس قائمة ولاية الجزائر، وفي الحركة الشعبية الجزائرية يدور في الكواليس حديث عن أن يتصدر قائمة العاصمة إيدير بن يونس مدير جريدة «لاديباش دو كابيلي» وشقيق رئيسها عمارة بن يونس، أو جمال معافة مدير قناة دزاير نيوز. وفي حزب العمال صار شبه أكيد أن أمينته العامة لويزة حنون ستتصدر القائمة للمرة الخامسة على التوالي، وهي التي اعتادت على حصد الكثير من المقاعد في العاصمة.وينتظر الجميع ما سيأتي به المخاض الكبير الدائر حاليا في حزب جبهة التحرير الوطني بالنسبة للجزائر العاصمة، التي قال أمينها العام جمال ولد عباس أنه سيفوز هذه المرة بعشرين مقعدا فيها.