الجزائريون يبحثون عن الراحة عبر تطبيق « صراحة» و يجهلون أنه يقتل انتشر خلال الأيام الأخيرة بين الجزائريين تطبيق جديد يعرف باسم «صراحة» يمكن الولوج إليه عبر صفحة الفايسبوك أو حساب تويتر، الموقع يلقى رواجا منقطع النظير بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين استهوتهم فكرته القائمة على إرسال وتلقي رسائل تتحدث عن ميزات وعيوب شخص آخر، دون الكشف عن هوية المرسل، وهو ما زاد حجم الإقبال عليه في الجزائر، بعدما تعدى استخدامه في العالم درجات الهوس، ما خلف محاولات انتحار سببها رسائل مسيئة وصلت مستقبليها من «متنمرين». و بالرغم من الأخبار التي تداولتها مواقع عديدة عبر العالم، حول التأثيرات النفسية السلبية للتطبيق، الذي انتهى بالبعض إلى محاولة الانتحار، بسبب رسائل سلبية هدفها زعزعة الاستقرار العاطفي و كسر الثقة بالنفس، وهو ما تطرقت إليه مذيعة بإحدى القنوات المصرية، شنت مؤخرا هجوما لاذعا على الموقع، و طالبت السلطات بالتدخل لوقف استخدامه، إلا إن الإقبال على التطبيق يعرف تناميا، ففي الجزائر عمد الكثير من الفايسبوكيين إلى إطلاق التطبيق عبر حساباتهم، مرفقين المنشور بتعليق مفاده أن « الصراحة راحة و أن وقتها قد حان»، علما أن استخدام الموقع لم ينحصر فقط على شريحة من الأشخاص العاديين، فحتى الإعلاميين و المثقفين ركبوا موجة الصراحة على مواقع التواصل الاجتماعي. التطبيق صممه شاب سعودي اسمه زين العابدين توفيق، قال بأنه لا يملك فريق عمل بل يدير الموقع بنفسه، أما الهدف منه فهو تسهيل نقد الموظف لرئيسه بسرية، رغبة منه في تطوير العمل في المؤسسات الإدارية والاقتصادية، حسبه. والموقع هو عبارة عن مساحة للحديث بحرية، تمكنك من أن تعرف آراء من حولك فيك بكل صراحة، دون أن يفصحوا عن هويتهم الحقيقية، إذ تصلك من خلاله رسائل نصية تتحدث عن مميزاتك وعيوبك، دون معرفة مصدرها ، وبهذا يكون له كامل الحرية فى التعبير عن رأيه فيك، ويمكنك تحميل التطبيق و مشاركته عبر فايسبوك أو تويتر، و تظهر لك خلال استخدامه نقطة توجيهية في البداية، وهي ملاحظة تؤكد بأن ما يمكن أن يصلك من رسائل قد يكون قاسيا، مع ذلك فقد وصل عدد المشتركين فى الموقع منذ بداية فيفري الجاري، إلى أكثر من مليون مشترك، بينما تجاوز عدد الزيارات 2.7 مليون زيارة. و الملاحظ هو أن غالبية مستخدمي الموقع من الجزائريين، يتعاملون مع فحوى الرسائل التي تصلهم بسخرية، إذ كثيرا ما يعيدون نشرها، عبر صفحاتهم على فايسبوك، بالرغم من أن بعضها قاس و يصل الى حد التجريح و الإساءة أحيانا، إلا أن عامل الفضول و الرغبة في معرفة آراء الآخرين فيهم، جعل مستخدمي التطبيق يصرون على إبقائه مفتوحا، و أكد البعض نشرهم لبعض الرسائل العدوانية. من جهة أخرى وجد آخرون في الموقع، فرصة للتسلية و تغذية الفضول، فالكثير من الفايسبوكيين فضلوا عدم استخدام التطبيق و الاكتفاء بدخول الموقع لقراءة الرسائل التي ينشرها غيرهم و التعليق على محتواها، ففي الوقت الذي وجد البعض بأن فكرة التطبيق إيجابية، كونها تسمح للفرد بتقييم نفسه و تحديد العيوب و النقاط السلبية في شخصيته، اعتبرها آخرون عدوانية و غير مريحة، خصوصا وأن المرسل يظل مجهولا ، وهو ما يسمح لبعض المرضى النفسانيين بمضايقة الآخرين و إرسال رسائل قد تكون لها انعكاسات نفسية خطيرة في المستقبل. ن/ط