سادت حالة من التوجس و الشكّ وسط أولياء التلاميذ بالمدارس الابتدائية و المتوسطات، قبل ساعات من انطلاق حملة التلقيح التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية ضد داء الحصبة و الحصبة الألمانية، و هي الشكوك التي غذتها وثائق و إشاعات تروج عبر الأنترنت عن خطورة هذا التلقيح، إضافة إلى مطالبة المؤسسات للأولياء بالتوقيع على تصاريح شرفية في حالة رفض تلقيح أبنائهم. النصر تجولت أمس بين عدد من الإبتدائيات على مستوى حي بوالصوف و المدينة الجديدة علي منجلي و كذا وسط مدينة قسنطينة، و التقت بعدد كبير من أولياء التلاميذ، و الذين أكد جميعهم و دون استثناء رفضهم التام لإجراء عملية التلقيح، حيث أن الكل اتفق على منع تلقيح أبنائهم، سواء كان ذلك من خلال عدم تسليم دفاتر التلقيح أو عبر الإمضاء على تصاريح شرفية، تبيّن رفض ولي الأمر تلقيح ابنه، و قد علمنا أن إعلانات، تحصلت النصر على نسخة منها، قد وزعت على التلاميذ بمعظم الإبتدائيات و المتوسطات، يتم من خلالها إعلام الآباء و الأمهات بأن حملة تلقيح ضد بوحمرون و الحصبة ستمس المتمدرسين البالغة أعمارهم بين 6 و 14 سنة، و لذلك فالأولياء مطالبون بمنح دفاتر التلقيح لأبنائهم أو إرسال تصاريح شرفية في حالة طلب رفض التلقيح. من جانبها، قامت مديرية التربية لولاية قسنطينة أمس، بإرسال تعليمة إلى المؤسسات التربوية المعنية، تؤكد من خلالها أن العملية إلزامية و ليست اختيارية، لأنها تتعلق بحملة وطنية من تنظيم وزارة الصحة، و عليه طالبت المديرية من مدراء جميع المؤسسات تسهيل عمل الفرق الطبية حتى تمس الحملة كافة التلاميذ و من دون طلب تراخيص من الأولياء. الأولياء الذين تحدثنا إليهم، أكدوا بأنهم مصرون على عدم تلقيح أبنائهم، و قد يضطرون إلى منعهم من الدراسة إلى غاية انتهاء هذه الحملة، أما عن أسباب تخوفهم، فتعود حسبهم إلى عدم إطلاعهم عن نوع هذا اللقاح و عن محتواه و عن سبب إجرائه، فيما أكد آخرون بأن أبناءهم ملقحون ضد الحصبة و بوحمرون و ليسوا في حاجة إلى لقاح آخر، كما أوضح البعض بأن سبب هذا التخوف يعود أصلا إلى مطالبتهم بالإمضاء على تصريح شرفي في حالة الموافقة أو عدم الموافقة على تلقيح الإبن، و هو ما يرى الأولياء بأنه محاولة من الجهات الوصية تبرئة ذمتها، في حالة وقوع أي آثار جانبية، حسب ما يضيف محدثونا، الذين ذهب البعض منهم إلى حد القول بأن أطفالنا ليسوا فئران تجارب، كما أكد بعض من إلتقيناهم أنهم قاموا باستشارة أطباء و نصحوهم بعدم إجراء التلقيح. و ازدادت شكوك الأولياء، بسبب ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من وثائق صادرة عن «المنظمة الجزائرية لحماية و إرشاد المستهلك و محيطه»، و التي قالت في بيان صادر عنها، أن أطباء و مختصين قد نصحوا بعدم إجراء هذا التلقيح الجديد، خاصة أن معلومات غير مؤكدة بشأنه تشير إلى احتوائه على مادة معدنية قد تسبب أمراضا مستعصية. و قد اتصلنا بخلية الاتصال التابعة لوزارة الصحة من أجل توضيحات أكبر حول هذه القضية، حيث أكدوا لنا بأن ندوة صحفية ستعقد اليوم من طرف المكلفين بالبرنامج الوطني للتلقيح، من أجل شرح هذه العملية، و للإشارة فإن هذا اللقاح المسمى «رور» يدرج للمرة الأولى ضمن الرزنامة الوطنية للتلقيح، فيما دعت وزيرة التربية الوطنية، خلال تصريح للصحافة، أول أمس، الأولياء إلى عدم الخوف من التلقيح ضد الحصبة، و قالت بأنها حملة عادية و الهدف منها حماية صحة المتمدرسين.