أكثر من ألف شاب يتجمعون بقمة ماونة في رحلة تجوال التقى أول أمس أكثر من ألف شاب من مختلف البلديات و الجمعيات و النوادي الرياضية و الثقافية المحلية بقمة جبل ماونة الشهيرة بقالمة للمشاركة في تظاهرة المشي و التجوال وسط الطبيعة بين السهول و القمم الجبلية و الأودية، و هي رياضة صحية و سياحية عريقة تسمى «الروندوني» يمارسها الأوروبيون باستمرار، لكنها لا تزال عندنا رياضة مغيبة، نادرا ما يمارسها بعض الهواة و عشاق الطبيعة في أشهر محددة من السنة من بينها فصل الربيع و مواسم تساقط الثلوج. اختار المنظمون مخيم الشباب بمنطقة العين الصفراء، أسفل قمة ماونة الشاهقة، للتخييم قبل الانطلاق مشيا على الأقدام، في رحلة استكشاف مثيرة قادتهم إلى أبراج الاتصالات و أعلى قمة بالولاية يفوق علوها 1400 متر فوق سطح البحر، بالإضافة إلى معالم سياحية و أثرية أخرى، و في مقدمتها غابات الفلين و الزان الشهيرة و المزار المقدس «لالة ماونة» ، الكائن بقمة الجبل المطلة على عدة ولايات شرقية و شواطئ تتراءى من بعيد عبر الأفق الممتد حتى ضفة المتوسط الجنوبية. و جندت سلطات قالمة كل الإمكانات المادية و البشرية لتأمين التظاهرة و نقل العدد الهائل من الشباب إلى جبل ماونة و تنظيم عملية التخييم و رسم خارطة المشي عبر المسالك الغابية و الطريق المعبد، إلى أبراج الاتصالات العملاقة، تحت إشراف إطارات مديرية الشباب و الرياضة و ديوان مؤسسات الشباب و الجمعيات المهتمة بشؤون البيئة و السياحة و الثقافة و الآثار. موسيقى و طرب تحت أشجار الفلين و الزان بمخيم العين الصفراء تعد هذه ثاني تظاهرة لرياضة التجوال في الطبيعة تنظم بولاية قالمة، بعد التظاهرة الوطنية الكبرى التي نظمت هذا الشتاء بمرتفعات جبال بوحمدان و شاركت فيها عدة ولايات معروفة بممارسة هذا النوع من الرياضة الصحية و السياحية التي بدأت تستقطب شباب الولاية في السنوات الأخيرة ، بعد عمل جاد و مكثف قامت به عدة جمعيات و مؤسسات شبانية قررت تحويل قالمة إلى فضاء مفتوح لرياضة "الروندوني" العريقة، التي تتتميز بلباس خاص و تجهيزات للمشي بين الأودية و فوق القمم الجبلية و على امتداد السهول الخضراء. المشاركون و أغلبهم من تلاميذ المدارس و طلبة الجامعات و مراكز التكوين المهني و الرياضيين و المنخرطين في مختلف الجمعيات و النوادي الشبانية، ساروا عدة كيلومترات مشيا على الأقدام، و مارسوا الرياضة في الهواء الطلق و استمعوا إلى أناشيد و أغان ملتزمة، أدتها فرق موسيقية رافقت القافلة الكبرى إلى قمة ماونة، حارسة مدينة كالاما التاريخية العريقة.