لم أفضل المخرجين الأجانب على الجزائريين بل أبحث عن المبدعين قالت المنتجة سميرة حاج جيلاني بأنها تتعاون حاليا مع المخرج الأردني كمال اللحام، المتواجد حاليا بالجزائر، من أجل اتمام التحضيرات اللازمة للشروع قريبا في تصوير المسلسل التليفزيوني الجديد «فرسان الأهقار» الذي ستترجمه لاحقا من العربية الى الأمازيغية والفرنسية والانجليزية لتوسع دائرة مشاهدته داخل وخارج الوطن، مشيرة الى أنها قدمت السيناريو لمخرج بريطاني لم تذكر اسمه فأعرب عن حماسه الشديد للمشاركة في اخراجه واثرائه فنيا وتقنيا. مديرة شركة فضاء لقاء للانتاج السمعي البصري، الحاصلة على جائزة أفضل مسيرة ورئيسة مؤسسة في جانفي 2010، أوضحت في اتصال بالنصر بأن المسلسل بمثابة تحية تقدير ومحبة لأبناء منطقة تمنراست وضواحيها خاصة وأنه –حسبها- أول عمل فني يسلط الضوء على مقاومتهم الباسلة للاستعمار الفرنسي. وأضافت بأنه يحمل توقيع المخرج والكاتب والسيناريست أسامة عكنان الذي كتب سيناريو وحوار المسلسل التاريخي الشهير «الأمين والمأمون» وشارك في كتابة فيلم «تيتانيك» لجيمس كاميرون. وردت على من يتهمها بتفضيل الأجانب على الجزائريين في تقديم أعمال حول تاريخ ورموز ثورة الجزائر قائلة: «أسامة عكنان ليس أردنيا، انه جزائري ينتمي الى هذه الأرض والده جزائري، وأمه أردنية. درس فنون وقواعد كتابة السينارو والاخراج بالولايات المتحدة وأثبت جدارته. لقد اعتمد في كتابة «فرسان الأهقار» على قصة واقعية، والكثير من المراجع التاريخية. في البداية كان هذا العمل يتكون من 16 حلقة، ونفكر في تطويره الى 30 حلقة بعد أن انتقلنا الى مسرح الأحداث وتحدثنا الى شيوخ القبائل واكتشفنا روعة وثراء المنطقة تاريخيا وجغرافيا وتراثيا وسياحيا وفنيا». وأشارت الى أنها تبحث في امكانية استخدام لغة حوار ثالثة عبارة عن عربية مبسطة ومفهومة قريبة من التارقية. وشددت بأن الأولوية بالنسبة اليها ابراز الكفاءات والمواهب الجزائرية التي تشكل حوالي 99% من كل عمل تقدمه وقبل ان تقرر اسناد مهمة الاخراج مثلا لمخرج غير جزائري تتصل بالعديد من المخرجين الجزائريين وتحدد شروطها ومطالبها وتستمع لآرائهم واقتراحاتهم.. وقد تفاوضت مع 6 مخرجين جزائريين فلم تصل معهم الى صيغة تفاهم واتفاق قبل أن تكلف المخرج الأردني كمال اللحام باخراج المسلسل الشهير «عيسات ايدير» وحدث نفس الشيء تقريبا بالنسبة لمسلسل «فرسان الأهقار» وبخصوص اقتراحها السابق على المخرج السوري نجدة انزور الذي تعاملت معه في انتاج الجزء الذي صور بالجزائر من مسلسل «ذاكرة الجسد» للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، اخراج كل من «فرسان الأهقار و»العربي بلمهيدي» قالت بأنه لم يحدث اتفاق حول المسائل المادية فقد طلب مليون دولار! في حين تحمس مخرج بريطاني لديه أصدقاء من التوارق، ويعشق الموسيقى التارقية للمشاركة في اخراجه. معترفة بأنها تحبذ الشراكة الفنية والتقنية المثمرة لتبادل التجارب والخبرات واخراج الابداع الجزائري الى خارج الحدود والارتقاء به. وفي ما يتعلق بمشروع العمل الضخم حول مسار وسيرة الشهيد البطل «العربي بلمهيدي» شرحت بأنه توج مع أربعة أعمال ثورية أخرى بموافقة ومصادقة رئاسة الجمهورية، لكن وزارة المجاهدين لم تفرج عنه بعد وكم تخشى ألا يكون في الموعد التاريخي للإحتفال بالذكرى الخمسين للإستقلال تحت وطأة حصار الوقت فالأعمال الجيدة تتطلب وقتا طويلا ومناسب وليس البريكولاج" على حد تعبيرها مؤكدة بأن أمل حياتها إنتاج هذا العمل الذي تريد أن تقول من خلاله الكثير لفرنسا، وأشارت إلى أن بعض الجهات اتصلت بعائلة بلمهيدي لعرقلة إنتاجها لهذا العمل وإسناده لشركات فرنسية، وذكرت بأن 20 منتجا فرنسيا بصدد تحضير أعمال بهذه المناسبة التاريخية من وجهة نظرهم وعلى طريقتهم مما جعلها تقترح على المسؤولين الجزائريين تنظيم مناظرة أو مائدة مستديرة تليفزيونية يحضرها هؤلاء المنتجين وممثلي القنوات الفرنسية، ومؤرخين وسياسيين ومنتجين جزائريين لمناقشة مضمون كل الأعمال التي تتحدث عن تاريخ وثورة الجزائر حتى لا يتم تشويهها وتزييفها، لكن لا حياة لمن تنادي كما قالت وتظل تعاني مع باقي المنتجين من النقص الفظيع في النصوص على أمل تجسيد مشروع سبق وإن اقترحته يتمثل في تكوين كتاب سيناريو على يد أساتذة متخصصين من مختلف الدول. كشفت من جهة أخرى بأنها حصلت على الموافقة المبدئية من المخرج الكبير أحمد راشدي لإخراج مسلسل “العربي بن مهيدي” المكون من 30 حلقة مفتخرة بالعروض التي تلقاها التليفزيون الجزائري من أجل بيع مسلسلها الثوري الأول “عيسات إيدير” لقنوات عربية. وأشارت إلى ضرورة الترويج للسياحة الجزائرية عبر الأعمال الدرامية كما يفعل الأتراك، لهذا ستعتمد على تقنيات عالية في التصوير والإخراج لإبراز جماليات منطقة الأهقار في “فرسان الأهقار” وكذا المناطق التي سيصور فيها “ العربي بن مهيدي”. وأضافت بأنها ستقترح على التليفزيون الجزائري مشروع إنجاز سلسلة عنوانها حدث في رمضان3 حول مختلف الأحداث والوقائع التي شهدها الشهر الفضيل، ويمكن أن يبث في نفس الفترة عبر التلفزيون التركي الذي رحب بالفكرة. واستطردت قائلة بأن كل إنشغالاتها، لم تمنعها من التحضير لمشاركة جزائرية مميزة في فعاليات لقاء متوسطي سيشهده يوم 11 أكتوبر المقبل يجمع أعضاء جمعية المنتجين المنتمين لبلدان البحر الأبيض المتوسط بفرنسا، حيث ستقدم رفقة المنتجة والمخرجة باية الهاشمي سلسلة أفلام وثائقية عنوانها «من جمعة العبادة إلى جمعة الثورات» حول مختلف الثورات التي أندلعت مؤخرا بالبلدان العربية. وتبقى قائمة مشاريعها طويلة لتمرير رسائل توعوية وتحسيسية وتثقيفية وفنية متنوعة وراقية. إلهام ط