الناتو يمدد مهمته في ليبيا إلى نهاية سبتمبر و طرابلس تؤكد مقتل أكثر من 700 مدني منذ بدء الغارات قرر حلف شمال الأطلسي" الناتو" أمس الأربعاء تمديد مهمته في ليبيا حتى نهاية سبتمبر بعد أن كانت من المفترض أن تنتهي في 27 جوان مثلما أعلن عن ذلك الأمين العام للحلف انديرس فوغ راسموسن. وقال راسموسن، في بيان له، أن "حلف شمال الأطلسي وشركاءه قرروا لتوهم تمديد مهمتنا في ليبيا 90 يوما إضافية". وأضاف أن "هذا القرار يبعث رسالة واضحة لنظام (معمر) القذافي بأننا مصممون على مواصلة عملياتنا من اجل حماية الشعب الليبي"وتابع "سنواصل جهودنا لتنفيذ تفويض الأممالمتحدة، وسنواصل الضغط للتأكد من انه سيتم تنفيذه"و حسبه فإن هذا القرار يوجه أيضا رسالة واضحة الى الشعب الليبي بان حلف شمال الأطلسي وشركاءنا والمجموعة الدولية بأسرها تقف الى جانبه" وخلص الى القول "نحن متحدون لنضمن لكم أنكم ستتمكنون من رسم مستقبلكم بأنفسكم. وهذا اليوم يقترب". يذكر، أن الناتو قد بدأ حملته العسكرية العسكرية بليبيا في 31 مارس الفارط. الحكومة الليبية من جهتها، قدمت أمس حصيلة عن الخسائر البشرية المنجرة عن عمليات القصف التي يقوم بها الناتو، و أشار الناطق الرسمي باسمها موسى إبراهيم في معرض ندوة صحفية إلى سقوط أكثر من 700 قتيل مدني حتى الآن، إضافة إلى إصابة 4 آلاف شخص آخرين بجروح. وقال موسى إبراهيم، أن 718 مواطنا ليبيا قتلوا في الفترة ما بين 19 مارس و 26 ماي، كما أصيب في الفترة ذاتها4067 مدنيا، كانت إصابات 433 منهم خطيرة،مشيرا إلى أن هذه الحصيلة لا تشمل العسكريين. كما نفى أن يكون رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، الذي التقى القذافي في طرابلس، قد ناقش مع الزعيم الليبي استراتيجية لخروجه من البلاد موضحا أن خروج القذافي يمثل أخطر سيناريو بالنسبة إلى ليبيا. وتساءل عن عدم إقدام الإعلام الغربي على التحدث عن خريطة الطريق الأفريقية ومنحها الفرصة لتحقيق الأمن والسلام في ليبيا. وقال "كيف يمكن التحدث فقط عن وقف إطلاق النار من جانب واحد"، في إشارة على ما يبدو إلى المطالب التي تحث ليبيا على ضرورة وقف إطلاق النار وسحب قواتها المسلحة من المدن. وشدد على القول "لا بد أن يتم وقف إطلاق النار من الجانبين" مطالبا بمنح الليبيين "حرية ما يريدون وما يختارونه بأنفسهم". و أضاف "من هو كاميرون وساركوزي وأوباما حتى يقولون ليس للقذافي أية شرعية"، لافتا إلى أن الاتحاد الإفريقي والبرلمان الإفريقي والذي يضم 53 دولة ناقشوا الأزمة الليبية و طالبوا بوقف الغارات على ليبيا ودعوا إلى حوار بين الليبيين باعتبار أن ليبيا دولة مستقلة. وقال إبراهيم إن ليبيا تقبل وقف إطلاق النار مع جميع الأطراف وحضور مراقبين دوليين من المنظمات الدولية مثل الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة للتمهيد لقيام حوار وطني تشترك فيه جميع الأطياف الليبية دون تحديد من أجل حماية مستقبل ليبيا وأطفالها. وأشار إلى أن إفريقيا كلها أجمعت على أن الأزمة الليبية "لا تحل إلا سلميا وعن طريق الليبيين أنفسهم" ومن خلال الاتحاد الإفريقي، غير أنه لفت إلى أن "الغرب لا يحترم هذه القارة". وقال "إذا كانت هناك مشكلة في ايطاليا مثلا فإن الاتحاد الأوروبي وحده الذي يعمل على معالجتها وحلها". من جهة أخرى، كشفت صحيفة الغارديان الصادرة أمس أن جنوداً سابقين في القوات الخاصة البريطانية وموظفين غربيين في شركة أمن خاصة، يساعدون الناتو على تحديد الأهداف التي تقصفها طائراتها في مدينة مصراتة الليبية. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة إن الجنود السابقين يمررون المعلومات عن مواقع وتحركات قوات العقيد معمر القذافي إلى مقر قيادة عمليات حلف الأطلسي بمدينة نابولي الايطالية، حيث يجري التحقق من الأهداف عن طريق طائرات التجسس والطائرات الأميركية بدون طيار. وأضافت إن الجنود السابقين موجودون في ليبيا بمباركة بريطانيا وفرنسا والدول الأعضاء الأخرى في حلف الناتو والتي زودتهم بمعدات الاتصالات، ومن المرجح أن يقوموا بتزويد أطقم المروحيات الهجومية التي قررت لندن وباريس إرسالها إلى ليبيا، بالمعلومات حين تبدأ شن غارات في مدينة مصراتة خلال الأسبوع الحالي.وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع البريطانية أصرّت على أنها لم تنشر قوات مقاتلة على الأرض في ليبيا ولديها 10 موظفين فقط في بنغازي يقدمون لاستشارات لقوات المعارضة، وصفهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بأنهم "ضباط عسكريون من ذوي الخبرة، ويقدمون المشورة للمتمردين في مجال جمع المعلومات والمسائل اللوجستية والاتصالات". وكانت مصادر دفاعية بريطانية بارزة كشفت في أفريل الماضي بأنها حثّت الدول العربية على تدريب قوات المعارضة الليبية، ودرست التعاقد مع الشركات الأمنية الخاصة التي توظف الجنود السابقين في القوات الخاصة البريطانية للقيام بهذه المهمة. ونقت تقارير صحفية عن هذه المصادر أن بريطانيا تجري محادثات مع قطر، المساهم الرئيسي عسكرياً من الدول العربية في جهود التحالف، حول كيفية مساعدة قوات المعارضة الليبية وتوفير الدعم المالي العربي والعسكري لها.وقالت الغارديان إن دولاً عربية، لا سيما قطر، تدفع رواتب العناصر الأمنية الغربية التي تقوم بتدريب قوات المعارضة الليبية، في حين نفى مسؤولون بريطانيون أن تكون حكومتهم تدفع رواتبهم.