كتب فريق مستقبل قالمة لكرة القدم داخل القاعة صفحة جديدة في تاريخ الكرة القالمية، وذلك ببلوغه نهائي كأس الجزائر في نسختها الحالية، وسيكون يوم الجمعة القادم على موعد تاريخي، بمواجهة مشعل بجاية بقاعة البويرة، في رحلة بحث الرياضة بالولاية 24 عن تاج تضمد به الجراح، مادامت الصدف شاءت أن يتزامن هذا الحدث التاريخي، مع نكسة سقوط السرب الأسود من وطني الهواة. وأكد رئيس النادي الدكتور لزهر قاسمي للنصر، بأن حظوظ فريقه في التتويج تبقى قائمة: «إرادة اللاعبين تبقى السلاح الوحيد الذي نراهن عليه لصنع ملحمة تمكن هؤلاء الشبان من دخول التاريخ، وتدوين أسمائهم بأحرف من ذهب في سجل الكرة القالمية، لأن هذا الانجاز يبقى بمثابة اللاحدث، و كأننا غائبين عن الساحة، إلى درجة أن الفريق مازال خارج اهتمامات جميع الأطراف، رغم النجاح في رفع راية تمثيل الرياضة بالولاية». وأوضح قاسمي بأن النادي مولود حديث النشأة تأسس خلال الصائفة الماضية، لكنه تمكن من تجاوز كل المراحل في ظرف قياسي، ليكبر في لمح البصر، ويحجز مكانة ضمن الكبار، وما بلوغه نهائي كأس الجزائر في أول موسم له إلا تأكيد لهذا الطرح. وأكد محدثنا بأن فكرة تأسيس نادي كرة القدم داخل القاعة بالولاية كانت قد راودته منذ عدة سنوات، وقد شارك في تصفيات الكأس تحت لواء الأولمبي القالمي خلال المواسم الخمسة الفارطة، إلا أن تأسيس الرابطة الوطنية لكرة القدم داخل القاعة في فيفري 2016 ساعدنا على تجسيد المشروع الذي كنا قد رسمناه، وذلك بهيكلة ناد متخصص، وتحمل كامل المسؤولية في التسيير، لأن سياستنا تعمد على منح الفرصة للشبان الذين يمتلكون مهارات فردية عالية، إلا أنهم يفشلون في إيجاد أماكن في الفرق النظامية». وبخصوص التحضيرات لموعد هذا الجمعة، أشار الدكتور قاسمي إلى أن التشكيلة على دراية بثقل المسؤولية، سيما وأن الأمر يتعلق بموعد تاريخي، في ظل التواجد أمام فرصة ترصيع سجل الكرة القالمية بلقب انتظرناه لأزيد من 6 عقود، لأن الولاية لم تحرز أي لقب وطني منذ تأسيس الترجي، وكأس شمال إفريقيا المحرزة سنة 1955 هي التاج الوحيد المحقق». إلى ذلك اعترف رئيس المستقبل القالمي بصعوبة مأمورية تشكيلته في إعتلاء منصة التتويج: «مشعل بجاية يعد من أقوى النوادي على الصعيد الوطني، إذ أن نتائجه في الأدوار السابقة، تبقى أبرز دليل على قوته، خاصة وأنه تأهل على حساب الربيع الوهراني في المربع الذهبي، فضلا عن نيله شرف تمثيل الجزائر في دورة دولية مبرمجة بالصين، خاصة بكرة القدم الخماسية داخل القاعة، بصرف النظر عن الإمكانيات المادية و البشرية التي يتوفر عليها». من هذا المنطلق عرج قاسمي على وضعية فريقه، و أكد بأنه لم يتحصل إلى حد الآن على أي دعم من السلطات المحلية، رغم أنه دق جميع الأبواب بحثا عن إعانات كفيلة بتحفيز اللاعبين لبذل مجهودات إضافية، على أمل النجاح في التتويج بالكأس، و هنا فتح محدثنا قوسا ليصرح: «عناصرنا لا تبحث عن علاوات الإمضاء، و إنما عن دعم معنوي و توفير الوسائل المساعدة على التحضير بجدية، لتكون مساهمات بعض أعضاء المكتب المسير المخرج الوحيد من الأزمة». و ختم رئيس مستقبل قالمة حديثه بالقول: «أن التواجد في المباراة النهائية لأول مرة في التاريخ يبقى في حد ذاته إنجاز معتبر، لكن حلم معانقة «السيدة المدللة» يبقى قابلا للتجسيد، بفضل الإرادة و «النيف»، كما أن سمعة الكرة القالمية تحتم علينا رفع التحدي، على أمل النجاح في نفض الغبار عن واحدة من أعرق المدارس الكروية على الصعيد الوطني، لأن ولايتنا أصبحت بحاجة إلى ألقاب تعيد رياضتها إلى الواجهة، و فريقنا يتشكل من عناصر شابة، سبق لها تقمص اللونين الأسود و الأبيض، أمثال حسني، شكاكطة، بوصيد، سريدي و جبار، و هذا تحت إشراف المدرب عبد السلام سعيدي».