بريطانيا تتوقع استمرار عمليات القصف في ليبيا إلى العام المقبل أعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن العمليات التي يشنها حلف شمال الأطلسي، وتشارك فيها بلاده، ضد قوات الزعيم الليبي، معمر القذافي، منذ مارس الماضي بتفويضٍ من الأممالمتحدة قد تستمر للعام المقبل. ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها أمس أن هيغ قد أقر، لأول مرة، بأن قوات بلاده يمكن أن تظل مشاركة في الصراع في العمليات العسكرية في ليبيا إلى ما بعد أعياد الميلاد. وينقل التقرير عن هيغ نفيه أن يكون استخدام مروحيات “الأباتشي” في ليبيا مؤشرا على أن العمليات العسكرية قد تجاوزت الهدف الأساسي الذي كان محددا لها. وتشير الصحيفة إلى أن الادعاءات بحدوث تجاوز في المهمة المحددة من قبل في ليبيا سيزداد بسبب الأنباء عن أن القادة العسكريين يفكرون في إرسال طائرة “أباتشي” خامسة للانضمام للطائرات المقاتلة هناك. و مع استمرار عمليات القصف التي يقوم بها الناتو،أفاد مسؤول في الحكومة الليبية للصحافيين أن مبنى يقع في حرم مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسميين في ليبيا استهدف بغارات حلف شمال الأطلسي صباح أمس الاثنين. من جهة أخرى دمر أيضا مبنى رسمي تابع لمؤتمر الشعب العام في غارات الأطلسي. وكان هذا المبنى دمر نصفه تقريبا في غارة قبل حوالى ثلاثة أسابيع. وفي الحرم نفسه يقع مكتب المدعى العام ومبنيان آخران لمؤسسات أهلية تعنى بالأطفال كما قال مسؤول. والمباني المستهدفة تقع على بعد حوالى كيلومترين شرق الساحة الخضراء وسط العاصمة الليبية. و اهتزت طرابلس مساء الأحد على دوي خمسة انفجارات عنيفة ، بينما حلقت طائرات فوق العاصمة الليبية التي تستهدفها غارات الحلف الأطلسي يوميا منذ أسبوعين.و طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقديم دعم أكثر فعالية لجهود تغيير السلطة في ليبيا. وقال أوباما في مقابلة مع صحيفة “دير شبيغل”الألمانية الصادرة أمس الاثنين “أتطلع إلى النقاش مع المستشارة حول كيفية بذل المزيد من الجهود المشتركة حتى يتسم رد فعلنا على التغيرات في المنطقة بما فيها ليبيا بفاعلية أكبر”. وأثنى الرئيس أوباما على قيام ألمانيا بتقديم دعم غير مباشر لعمليات الناتو الحالية في ليبيا، مشيرا إلى أن الشعوب في مصر وليبيا والدول الأخرى في شمال أفريقيا تستحق المساعدة الحازمة من ألمانيا والولايات المتحدة. و في سياق المساعي الدبلوماسية المبذولة لاحتواء الأزمة الليبية، توجه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف مساء أمس إلى مدينة بنغازي بصفته مبعوثاً خاصاً للرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف للقاء قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثل المعارضة. ولفت المسؤول الروسي إلى أن المجتمع الدولي عامة والعالم العربي وإفريقيا خاصة تريد أن تحافظ ليبيا على وحدة أراضيها وتكون ديمقراطية. وأعرب مارغيلوف عن ثقته بأن الليبيين قادرون على حل مشاكلهم وبناء مستقبلهم بأنفسهم، مشيراً إلى أن نزاعاً مسلحاً طال أمده يعرض الوضع الإنساني في ليبيا والدول المجاورة التي تستقبل اللاجئين الليبيين للمزيد من السوء الأمر الذي يهدد بزلزلة الأوضاع في المنطقة.. و كان ناشطون من المنظمة الحقوقية هيومن رايتس ووتش قد أشاروا إلى وجود تجاوزات في مجال حقوق الإنسان بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين في ليبيا، متهمين عناصر تابعة للمعارضة بتنفيذ اعتقالات تعسفية لعشرات المدنيين بسبب الشك بمناصرتهم للعقيد معمر القذافي، وتعريض بعضهم للتعذيب في أماكن التوقيف، مع ثبوت وفاة شخص واحد على الأقل. وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في بيان لها، مساء أول أمس، إنها تمكنت من توجيه هذه الاتهامات بعد زيارات ميدانية قامت بها إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة. وذكرت المنظمة في تقريرها، أنه من الصعب تأكيد عدد المعتقلين المدنيين، لأن المعارضين في ليبيا “لا يميزون بين المسلحين التابعين للقذافي من جهة، وبين المناصرين المدنيين.” وشكك التقرير في إدعاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي يتخذ من مدينة بنغازي مقراً له، السيطرة الكاملة على العناصر المسلحة التابعة للمعارضة ومراقبة احترامها لحقوق الإنسان.