إنتاج محطة تصفية المياه بقالمة يرتفع إلى 5 ملايين متر مكعب ارتفع معدل إنتاج محطة التصفية العملاقة بقالمة إلى أكثر من 5 ملايين متر مكعب من المياه أي ما يعادل حجم سدين صغيرين بالولاية، هما سد مجاز بقر بعين مخلوف و سد قفطة ببلدية نشماية، و تصب هذه الكمية الضخمة من المياه في مجرى وادي سيبوس الكبير الذي يغذي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بولايات قالمة، عنابة و الطارف. و تستقبل المحطة مياه الصرف الصحي القادمة من مدينة و قالمة و ضواحي أخرى مجاورة لها عبر شبكة واسعة من القنوات تلتقي كلها عند المصب الرئيسي المغذي للمحطة المنجزة قبل 14 سنة تقريبا للقضاء على ظاهرة تلوث مياه السقي و المحافظة على الكائنات الحية التي تعيش بحوض سيبوس الكبير. و يراقب المهندسون باستمرار نوعية المياه المنتجة بالمحطة في محاولة لبلوغ درجة مقبولة من التصفية و المعالجة حتى لا تتحول هذه المياه إلى خطر على البيئة و الصحة العامة. و تحتاج مياه المحطة التي تدخل نهر سيبوس على مدار الساعة إلى منسوب آخر من المياه النقية القادمة من السدود و المجاري الطبيعية الأخرى حتى تصبح صالحة للاستعمال الزراعي، و كلما انخفض منسوب المياه النقية كلما ارتفع معدل التلوث بالمجرى الكبير لان المحطة لا تنتج مياها مثالية خالية من المخاطر. و إلى جانب تصفية مياه الصرف الصحي وفق نظام متطور تنتج المحطة أيضا كميات ضخمة من الأوحال و الفضلات التي تحولت إلى مشكل كبير يواجه المشرفين على المحطة الذين يبحثون عن طرق مجدية للتخلص من هذه الأوحال و ذلك بتشجيع المزارعين على استعمالها كسماد جيد للأراضي الزراعية، لكن عزوف المزارعين ما زال متواصلا و أطنان النفايات العضوية تتراكم باستمرار. و يتوقع أن يواصل معدل إنتاج المياه بالمحطة ارتفاعه خلال السنوات القادمة نظرا للنمو الديموغرافي الكبير و التوسع المستمر للمدينة و القرى القريبة منها، لكن مشكل خفض نسبة التلوث إلى أدنى المستويات يبقى الرهان الصعب أمام مهندسي المحطة الذين يعول عليهم كثيرا لتخليص نهر سيبوس الكبير من مخاطر التلوث التي تحولت إلى مصدر قلق للمزارعين و سكان الولاية الذين يستهلكون كميات كبيرة من المواد الزراعية المنتجة بمحيط السقي الشهير الذي يتغذى من نهر سيبوس.