الجزائر تفي بالتزاماتها بجدية في مجال حقوق النساء قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول العنف الممارس ضد النساء السيدة رشيدة مانجو، أن التطورات التشريعية و المؤسساتية و السياسية الأخيرة في الجزائر تعكس نية الحكومة الجزائرية في الوفاء بالتزاماتها "بجدية" في مجال ترقية و حماية حقوق النساء . و أوضحت السيدة مانجو خلال مداخلة في إطار الدورة العادية ال17 (من 30 ماي إلى 17 جوان) لمجلس حقوق الإنسان، أن الإصلاحات التشريعية (قانون الأسرة و قانون الجنسية و القانون الجزائي) و التطورات المؤسساتية (اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان و مصالح الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة و شؤون المرأة و المجلس الوطني المكلف بالأسرة) تهدف إلى القضاء على التمييز بين الرجال و النساء. من جهته، ذكر سفير الجزائر و ممثلها الدائم بجنيف إدريس الجزائري أن الزيارة الأخيرة للسيدة مانجو للجزائر تندرج في إطار الدعوة التي وجهها وزير الشؤون الخارجية في مارس 2010 أمام مجلس حقوق الإنسان و التي تترجم إرادة الجزائر في الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان و التعاون مع آليات المجلس. و أضاف أن الإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في 15 افريل الفارط تهدف إلى تعميق الممارسة الديمقراطية و تعزيز أسس دولة القانون و تقليص الفوارق و تدعيم ممارسة حقوق الإنسان عبر الوطن. و أوضح انه علاوة على رفع حالة الطوارئ تعكف هيئة رفيعة المستوى منذ 21 ماي على استيقاء آراء الأحزاب السياسية و ممثلي المجتمع المدني حول الإصلاحات لاسيما مراجعة الدستور و انه تطبيقا للتعديل الأخير للدستور يرتقب إصدار قانون عضوي لإدماج 30 بالمائة من النساء على الأقل في المجالس المنتخبة. و خلال إقامتها بالجزائر أجرت المقررة الخاصة لمنظمة الأممالمتحدة محادثات مع ممثلي مختلف المؤسسات الحكومية المكلفة بموضوع العنف ضد المرأة و كذا مع ممثلي المجتمع المدني. و صرحت آنذاك أن الجزائر "تميزت" في مجال ترقية المساواة بين الجنسين لاسيما فيما يخص الاستفادة من الفرص في المجالين الاقتصادي و التربوي. و قالت حينها أن "الجزائر تحترم التزاماتها الدولية و توفي بها بجدية و ما دعوتي إلا دليل على ذلك". و أشارت المقررة الخاصة لمنظمة الأممالمتحدة في هذا الإطار إلى ضرورة مباشرة "نقاش واسع" حول هذه المسألة من اجل إعداد "أحسن الحلول الوقائية و الحمائية و التعويضية". وقد عينت السيدة مانجو و هي أستاذة بجامعة كايب تاون (جنوب إفريقيا) سنة 2009 من قبل مجلس حقوق الإنسان للتكفل بمهمة متابعة -بلد ببلد- مسألة العنف ضد النساء.