من شاهد "الأجواد للمرحوم عبد القادر علولة، ومن شاهدها في شكلها الجديد الذي وضعه المخرج الطيب دهيمي، يكتشف بأن هذه المسرحية التي لم تعتمد على قصة محددة، أن البنية الجديدة اعتمدت على الفرجة. مسرحية "الأجواد" كانت يوم السبت على ركح مسرح قسنطينة الجهوي في سهرة أعادت الجمهور القسنطيني إلى أيام العز التي عاشها المسرح القسنطيني من خلال سلسلة الاعمال التي انتجت تباعا في سنوات السبعينيات من القرن الماضي مثل (غسالة النوادر)، دف القول والبندير، ريح سمسار، ناس الحومة، هذا يجيب هذا) الخ... حيث عاد الطيب بالذاكرة الى هذه الأجواء من خلال مسرحيته (الأجواد) للمرحوم عبد القادر علولة الا ان العرض الذي قدم أول أمس كان يختلف كثيرا عما شاهدناه في المسرحية الاولى فالمخرج استغنى عن كثير من المشاهد متعمدا اضفاء الفرجة على روح النص من خلال البناء التصويري. وقد تم اقحام ثلاثة وجوه مجسدة في شخصية دبوحي ، المنور، وجلول لفهايمي وهو الشخصية المحورية التي تربط بين باقي الممثلين، حيث وجدنا طيلة العرض بأن جلول لفهايمي هو الخيط الواصل بين الحكاية واللوحات، وهذه اضافة من المخرج لوضع الحكاية التي لم تكن موجودة من قبل، والحكاية تتبعها الجمهور عبر الحبك السردي الذي أضفى الفرجة على الخشبة.وقال الفنان الطيب دهيمي مخرج المسرحية أن عمله هذا الذي أستغرق 75 يوما في تحضيره، قد مكنه من ادخال تغييرات كثيرة على العرض الأصلي. وأوضح في تصريح للنصر أنه مقتنع بما قدمه في هذا العمل، الذي يجسد حسبه الواقع الذي يعيشه المجتمع الآن، مضيفا أن الظروف التي ظهرت فيها (أجواد) علولة، ليست هي الظروف الحالية، وبالتالي فإن اخراج نص مسرحي من قالبه الاول حتما سيعطي صورة أخرى. دهيمي بدا في رده على أسئلة النصر مقتنعا بالعمل الذي قدمه ، وقال أن زوجة المرحوم عبد القادر علولة، تجاوبت مع هذا العرض أثناء تقديمه مؤخرا في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية وفي السياق ذاته يرى المخرج دهيمي أن العرض الجديد فصل بين ما هو شفاهي وما هو تصويري، حيث اشتغل على ثلاثة محاور لابراز القصة وتخليصها من الايحاءات الشفهية، وقال أنه اعتمد على ممثلين لهم القدرة على الأداء الفني الذي ينسجم مع روح النص. وأبدى المخرج دهيمي رضاه عن هذا العمل الذي يرى بأنه خلق جوا جديدا على الخشبة بعد الركود الذي عرفته خاصة وأن عمله هذا هو نوع من الانتاج الذي يحسب لصالح المسرح الجهوي لمدينة قسنطينة.