حذرت نقابة البياطرة من تعرض لحوم الأضاحي إلى التلف على غرار السنة الماضية، جراء استمرار بيع الهرمونات والمضافات الغذائية والمضادات الحيوية في الأسواق الفوضوية بعيدا عن الرقابة، بعد أن يتم إدخالها بطرق غير شرعية عبر الحدود الغربية والشرقية، في ظل صعوبة اكتشاف سلامة الأضحية إلا بعد الذبح. أفاد الأمين العام لنقابة البياطرة والمكلف بالإعلام بالتنظيم الدكتور نجيب دحمان أن معلومات غير رسمية راجت مؤخرا، بشأن استعمال بعض الموالين وكذا السماسرة مضافات غذائية لتسمين الماشية ورفع أسعارها في السوق، غير مستبعد تعرض لحم الأضاحي إلى التلف وتحولها إلى اللون الأزرق كما حدث السنة الماضية، بسبب عدم إخضاع نشاط بيع الأدوية البيطرية إلى الرقابة الصارمة من قبل مصالح وزارة التجارة، وأوضح المصدر أن جميع أسواق الماشية يتواجد بها تجار يروجون للأدوية البيطرية، ويقتنيها الموالون والمضاربون ويحقنون الماشية بها، دون استشارة البيطري، مما يرجح إمكانية فساد لحم الأضاحي بسبب استمرار نفس الممارسات. وأضاف المصدر أن مسار الأدوية البيطرية في الجزائر، خاصة ما تعلق بالهرمونات والمضادات الحيوية ما يزال بعيدا عن سيطرة وزارة التجارة، وأن معظم هذه المواد تستقدم عن طريق شبكات التهريب عبر الحدود الشرقية والغربية، لتباع بعدها في أسواق الماشية المعروفة، معبرا عن قلقه لكون رقابة مصالح وزارة التجارة تقتصر فقط على أسواق الجملة المختصة في بيع الأدوية البيطرية وكذا البياطرة، الذين لا يمكنهم الوقوع في مثل هذه التجاوزات، التي تشكل أخطارا كبيرة على صحة الأفراد. وتحسبا لعيد الأضحى الذي يصاف يوم الجمعة المقبل، سخرت وزارة الفلاحة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية فرقا بيطرية على مستوى جميع المذابح التابعة للبلديات، للإشراف على عملية النحر والتأكد من نوعية اللحوم، وكذا معاينة الأضاحي التي قد تصل إلى المذابح صبيحة العيد عن طريق المواطنين الذين يشكون في سلامتها من الأمراض التي تصيب الماشية، إلى جانب تجنيد فرق متنقلة تقوم بجولات ميدانية على مستوى مختلف أحياء البلديات، بمعدل فرقة واحدة في كل بلدية، تحرص على التقرب من المواطنين الذي ينحرون الأضاحي في الساحات العمومية أو وسط الأحياء، لتقديم النصح لهم ومساعدتهم على فحص أجزاء الخروف، خاصة الأحشاء في حال الاشتباه بوجود أجسام غريبة بها، على غرار الكيس المائي. وينصح الأمين العام لنقابة البياطرة باقتناء الأضاحي الخالية من العيوب، وتفادي الهزيلة منها، لأن ذلك يعد مؤشرا على إصابتها بمرض فقر الدم، الذي يؤثر على القيمة الغذائية للحم، فضلا عن ضرورة المعاينة الدقيقة للأضحية بعد الذبح، وملاحظة لونها فإذا كان فاتحا فهذا يعني وفق المتحدث أن الخروف كان مصابا بمرض الأنيميا، وإذا كان يميل إلى اللون الأحمر الغامق، فهذا يدل على إصابة الحيوان بنوع من البكتيريا التي تتسبب في تسممات غذائية، كما يمكن أن تحمل الأضحية، الكيس المائي المعروف لدى عامة الناس، والسل والطفيليات التي تتواجد على مستوى المخ، أو ما يعرف لدى المختصين « بالسينوروز»، وهي عبارة عن بويضات صغيرة جدا، قد تنتشر أيضا على مستوى العضلات والقلب واللسان، لذلك يأمر البياطرة بترك الأضحية تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة على مستوى المذابح في حال الاشتباه في سلامتها، للفصل في قرار استهلاكها أو إتلافها. وتشتكي نقابة البياطرة من نقص عدد الأطباء البيطريين الذين لا يتجاوز عددهم 1230 طبيبا بيطريا بسبب قلة التوظيف، بعضهم يعمل على مستوى مكاتب النظافة التابعة للمجالس البلدية، فئة أخرى تتبع وزارة الفلاحة، وتنشط نسبة هامة على مستوى الحدود البرية والجوية والبحرية، وبحسب الأمين العام للتنظيم فإن العدد المحدود للمختصين في الصحة الحيوانية لا يكفي للسيطرة على الوضع، والحد من نشاط المضاربين الذين يقومون بتسمين الأضاحي باستعمال الهرمونات والمضافات الغذائية، وكذا لمراقبة نشاط الموالين، بالنظر إلى أهمية الثروة الحيوانية التي تتشكل من حوالي 25 مليون رأس من الماشية، و2 مليون رأس من البقر، و حوالي 600 ألف رأس إبل، إلى جانب أصناف أخرى من الحيوانات.