كشف مدير مصالح الصحة البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، الدكتور كريم بوغانم، أمس، ل«المساء" عن فتح الوزارة لتحقيق ميداني مع كل المصالح البيطرية، وتم رفع عيّنات من اللحوم التي تعفّنت وأرسلت إلى مخابر أمنية تابعة لكل من مصالح الشرطة والدرك الوطنيين للتحقق إذا ما تم استعمال هرمونات أو أي نوع من الحبوب الطبّية. كما خفّف الدكتور بوغانم، من هول ظاهرة تلف لحوم الأضاحي من منطلق أنه من أصل 4,5 ملايين رأس غنم تم التضحية بها خلال العيد تم تسجيل تلف وتعفّن لحوم 100 رأس فقط، وهي حالات سجلت عبر بعض الولايات، في حين لم تسجل ولا حالة بالولايات الرعوية والجنوبية وهو ما يؤكد سلامة رؤوس الماشية. وحسب مدير مصالح الصحة البيطرية، فإن كل التقارير المرفوعة في أول يوم من عيد الأضحى من قبل ألفي بيطري توزعوا عبر كامل بلديات العاصمة، تؤكد سلامة رؤوس الماشية من منطلق أن معاينة هيكل الأضحية والأحشاء أكدت سلامتها من أي مرض، في حين يجب الإشارة إلى الظروف المناخية التي سجلت في ذلك اليوم والتي تميّزت بارتفاع كبير لدرجات الحرارة والرطوبة، بالإضافة إلى عدم التأكد من نظافة مكان نحر الأضاحي التي غالبا ما تتم في الشوارع. وردا على الإشاعات المروّجة بخصوص استعمال أنواع من الهرمونات وحبوب منع الحمل لتسمين الخرفان، صرح بوغانم، أن تحقيقات مصالح الأمن هي وحدها الكفيلة بتأكيد أو نفي هذه المعلومات، وفي حالة التأكد من استعمال مثل هذه المواد سيتم إرسال لجان تفتيش وتحديد المتسببين في هذه الظاهرة التي عكّرت فرحة العيد لدى العديد من العائلات. كما جدد ممثل الوزارة مطلب مصلحة الصحة البيطرية القاضي بضرورة نحر الأضاحي في مكان نظيف ومراقب على غرار المذابح، وهو ما يسمح بضمان سلامة الأضحية من أي مرض. من جهته كشف ممثل الفدرالية الوطنية للموالين السيد محمد بوكاربيلا، ل«المساء" أن الموالين بريئون من ظاهرة تعفّن وتلف لحوم أضاحي العيد، مؤكدا أنهم فضّلوا هذه السنة تأخير حملة التلقيح ضد الجذري لضمان تسويق أضاحي سليمة، كما تم الإبقاء على كل رؤوس الماشية المريضة بالإسطبلات. وأرجع ممثل الموالين سبب تعفّن اللحوم الحمراء في اليوم الثاني من ذبحها إلى تحايل السماسرة الذين يقومون باقتناء الخرفان شهرين قبل العيد الأضحى بغرض المضاربة بالأسعار، ولا أحد يعرف كيف تتم عمليات التسمين بعيدا عن مراقبة البياطرة، مجددا تأكيده بأن كل الأضاحي المسوّقة عبر نقاط البيع الخاصة بالموالين سليمة، بدليل أن الجزارين لم يشهدوا هذه الحالة رغم أنهم قاموا باقتناء اللحوم الحمراء المذبوحة عبر مختلف المذابح قبل وبعد العيد. ودعا بوكاربيلا وزارة الفلاحة إلى فتح تحقيق معمّق وزيارة كل إسطبلات الموالين الرسميين للتأكد من سلامة رؤوس الماشية، على أن يتم مستقبلا وضع حد لنشاط السماسرة الذي أصبح يضر النشاط الرسمي لتربية المواشي، من منطلق أن ظاهرة تعفّن اللحوم تهدد نشاط الموالين مستقبلا.