نفسانيون و أرطوفونيون و بيداغوجيون للتكفل بالتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة أكدت رئيسة مصلحة المؤسسات المتخصصة بمديرية النشاط الاجتماعي و التضامن بقسنطينة، و المختصة في علم النفس التربوي فضيلة أورحمون، بأنه قد تم ضبط كل الإجراءات الضرورية لتوفير استقبال جيد للتلاميذ الجدد من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، على مستوى مدارس و مراكز الولاية، حيث جندت لذات الغرض فرقة مكونة من مختصين نفسانيين و اكلينيكيين و أورطوفونيين و مربين بيداغوجيين للتكفل الأمثل بهم ليتم بعدها توجيههم إلى أقسام الملاحظة لمعرفة قدراتهم و مدى اندماجهم، تمهيدا لإلحاقهم بالأفواج المدرسية مباشرة، وذلك وفقا لبرنامج خاص يختلف عن ما هو معمول به في المدارس العادية. من جهة ثانية شددت المتحدثة، على ضرورة إعطاء هؤلاء التلاميذ المسجلين في الأقسام الخاصة و المراكز النفسية البيداغوجية، اهتماما و عناية بالغين من طرف الأسرة الواجب عليها حسبها، تهيئة الطفل نفسيا و مرافقته في اليوم الأول له في المدرسة، للتعرف على الطاقم البيداغوجي الذي سيتكفل به، و لتقديم معلومات عن سلوكه و كل ما يتعلق بشخصه لتسهل كيفية التعامل معه. تسجيل نسبة نجاح كاملة في المراكز و الأقسام الخاصة العام الماضي و للإشارة فقد بلغت نسبة النجاح السنة الماضية، بالنسبة للتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة 100 في المائة، حسب ما أكدته ذات المسؤولة، مضيفة بأن المراكز النفسية البيداغوجية على مستوى ولاية قسنطينة، تتكفل ب 657 طفلا في مختلف الأطوار من فئة المعاقين ذهنيا ، فيما يقدر عدد التلاميذ المتمدرسين في مدرسة المعاقين بصريا بن كحول 67 تلميذا و بمدرسة المعاقين سمعيا بشير بوطبة بسيدي مبروك83 تلميذا، بينما يقدر عدد التلاميذ الموزعين على الأقسام الخاصة المتواجدة بالمؤسسات التعليمية التابعة لمديرية التربية 172 تلميذا مقسمين إلى فئتين، فئة التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية و البالغ عددهم 62، و فئة ذوي الإعاقة الذهنية الخفيفة وهم 110 تلاميذ ، موزعين على 11 مدرسة. إعداد التلميذ مسبقا يسهل اندماجه في الوسط المدرسي أكدت المختصة في علم النفس التربوي فضيلة أورحمون، أن التكفل الجيد بالتلميذ سواء المعاق أو الطبيعي، عند التحاقه لأول مرة بالمدرسة من طرف أوليائه و الأسرة التربوية ، يعد نقطة مفصلية في مشواره التعليمي، يُبنى على أساسها مساره، موضحة بأن ترهيب الطفل و تعنيفه في أول يوم التحاقه بالمدرسة يترك آثار على نفسيته على المدى البعيد، مشيرة إلى أن للأستاذ و حاجب المدرسة دور كبير في ترغيب التلميذ في المدرسة و تحفيزه لمواصلة مساره التعليمي بتفوق.. المختصة قالت بأن التحاق التلميذ لأول مرة بالمدرسة نقطة أساسية و مصيرية في مشواره التعليمي، مشددة على إلزامية التكفل بالجانب النفسي و ذلك بتحضيره جيدا قبل الدخول المدرسي، إذ يتوجب على الأولياء ترغيب أبنائهم في جو المدرسة و رسم صورة جميلة عنها و عن الأستاذ، ما يجعلهم حسبها، يتحمسون للالتحاق بالمدرسة و التعرف على أصدقاء جدد. و أضافت، بأن مسؤولية التحضير النفسي للتلميذ من قبل والديه تنتهي بالتحاقه بمقاعد الدراسة، لتنتقل بعد ذلك للحاجب و الأستاذ ، موضحة بأن لحاجب المدرسة دور رئيسي في التكفل النفسي بالتلميذ في اليوم الأول، إذ عليه أن يستقبله بوجه بشوش كي لا يخلق لديه مخاوف وهواجس، و يبث في نفسه شعورا بالراحة و الأمان، ليأتي بعده دور الأستاذ، إذ يتوجب عليه في الأيام الأولى الاهتمام بالجانب النفسي لكل تلميذ و توطيد علاقته بهم، و أن يوفر لهم جوا من الراحة و يشعرهم بأنهم في وسط أسري، بحيث يتعلق التلميذ منذ الوهلة الأولى بأستاذه و قسمه، لتكون بذلك انطلاقة ناجحة للتلميذ و التي تعتبر القاعدة الرئيسية التي تحدد مساره التعليمي، لأن الانطلاقة الناجحة على حد قولها أساس تفوق التلميذ. كما أشارت، إلى أن الاهتمام بالطفل في مرحلة ما قبل التمدرس مهمة جدا ، مؤكدة على ضرورة تسجيله بالروضة أو الأقسام التحضيرية الموجودة بالمساجد لتعويده على جو الدراسة و النظام الداخلي الواجب الالتزام به، محذرة الأولياء و الأساتذة من استعمال أسلوب الترهيب في التعامل مع التلاميذ الجدد لأن ذلك يترك أثارا سلبية على نفسيتهم وينفرهم من المدرسة في بداية مشوارهم.