حليلوزيتش لن ينجح مع الخضر وانتدابه لن يخدم الكرة الجزائرية - اعتبر المدرب البلجيكي المعروف هنري دوبيرو إسناد العارضة الفنية للمنتخب الوطني للفرانكو- بوسني وحيد حليلوزيتش، قرار لا يخدم الكرة الجزائرية ولن يحدث الديكليك المنتظر. وقال دوبيرو في حوار هاتفي خص به النصر من مدينة لياج البلجيكية إن حليلوزيتش لن ينجح مع الخضر، مضيفا أن الأفناك بحاجة إلى مدرب كبير ومحنك يملك سيرة ذاتية ثرية ومتنوعة، وتكون طريقة عمله تتماشى وعقلية اللاعب الجزائري، وهو ما يفتقد إليه البوسني الذي سيجد برأيه صعوبات كبيرة في التأقلم مع المحيط العام للمنتخب الوطني. وفي ذات السياق يرى محدثنا بأن المرشح الثاني الفرنسي روجي لومير، غير مؤهل في نظره لقيادة الخضر، حجته في ذلك فشله مع نسور قرطاج وأسود الأطلس، ما يجعل انتدابه صفقة خاسرة على حد تعبيره. *أكيد أنك تتابع مشوار الأفناك رغم ابتعادك عن محيط الكرة الجزائرية منذ ديسمبر 2008؟ دعني أقول لك سيدي بأن فترة الثلاثة أشهر التي أشرفت خلالها على اتحاد عنابة من سبتمبر إلى ديسمبر 2008، سمحت لي بأخذ فكرة واضحة حول الكرة الجزائرية وعقلية اللاعب الجزائري. شخصيا تأثرت كثيرا لتراجع مستوى منتخب بلدكم منذ مونديال جنوب إفريقيا وقبله كأس أمم إفريقيا بأنغولا، وما زاد في حيرتي الهزيمة القاسية في مراكش على يد أسود الأطلس، رغم أن مدرب المغاربة غيريتس لم يكن ينتظر هذه النتيجة، وهو الذي كان متخوفا من رد فعل قوي من جانب الجزائريين. لعلمك فقد طلب مني قبل موعد المباراة تزويده بمعلومات تخص المنتخب الجزائري من حيث نقاط القوة والضعف. *لنطوي صفحة الماضي ونتحدث عن مستقبل الخضر. فمن تراه مناسبا لخلافة بن شيخة؟ حتى أكون صريحا معك المنتخب الجزائري بات اليوم بحاجة إلى مدرب محنك وصاحب خبرة ميدانية ودولية واسعة. أتألم كثيرا وأنا أرى بلد مثل الجزائر بتاريخه الكروي ومكاسبه المحققة، خاصة في مونديال إسبانيا 1982 لا يملك منتخبا من طينة الكبار. فالإمكانيات متوفرة والطاقات والمواهب موجودة، ولم تبق سوى النية الصادقة والمبادرات الجادة، لذلك أعتبر وأنا مسؤول عن كلامي بأن مستقبل الفريق الوطني بيد أبنائه، بعيدا عن سياسة الترقيع وقصر النظر. *معنى هذا أنك لا تزكي فكرة اللجوء للكفاءات الأجنبية؟ لا لم أقصد ذلك، لكن أرى بأن الساحة الجزائرية لا تنقصها الكفاءات والإطارات التي تتوفر فيها الكفاءة، والمتشبعة بالروح والمبادئ الوطنية، يبقى فقط منحها الثقة اللازمة، وتوفير المناخ الملائم. لكن هذا لا يعني بأنني ضد فكرة الاستنجاد بالتقنيين الأجانب. وهنا أود أن أوضح نقطة هامة من منطلق تجربتي الميدانية في الجزائر، وتونس، والمغرب، وكذا مع المنتخبين الكاميروني والكونغولي، وهي أن المدرب الأجنبي لا يملك عصا سحرية لقلب الموازين إذا لم يتوفر على الشروط المهنية المطلوبة والكفاءة العالية، وضرورة التكيف مع محيط الفريق الذي يشرف عليه. بمعنى آخر أن المدرب الأجنبي الذي تعتزم الجزائر جلبه لا بد أن يكون باستطاعته تقديم الإضافة المرجوة، والتحكم بالشكل المطلوب في المجموعة، عدا هذا فإنه من الأجدر مواصلة المراهنة على الكفاءات المحلية. *برأيك هل يملك المرشحان حليلوزيتش و لومير القدرة الكافية على قيادة الخضر؟ (بعد لحظة من التفكير). مثلما كنت صريحا معك في البداية، سأكون كذلك عند الإجابة على سؤالك هذا. صدقني- وهذا ليس من باب عرقلة المفاوضات أو محاولة إجهاض الصفقة- أن البوسني لن ينجح مع الخضر ولا يمكن له أن يقودهم إلى بر الأمان. فبحكم معرفتي ودرايتي بهذا المدرب، أقول بأنه من الصعب عليه التحكم في تشكيلة الخضر التي تختلف من شتى الجوانب على فيلة كوت ديفوار. صحيح حليلوزيتش حقق نتائج جيدة مع منتخب كوت ديفوار، وأكثر من ذلك تتوفر فيه الشروط المطلوبة من قبل "الفاف"، لكن هناك عامل أساسي يفتقده، وهي "عقليته" التي لا يمكن أن ينجح بها في الجزائر. ففي كوت ديفوار كان يتعامل مع النجوم بسياسة تختلف عن التي ينتهجها مع البقية، كونه يدرك بأن نجاحه بيد دروغبا وبقية النجوم، ما جعله يسجل خسارة واحدة في 22 مباراة ، والتي كانت أمام الجزائر في كان 2010 بأنغولا، لكن في الجزائر لن يجد هذا الدعم والانقسام وسط اللاعبين خاصة المحترفين. أما لومير فقد يكون انتدابه أكبر خطأ يرتكبه رواد الكرة الجزائرية، لأن مشواره مع المنتخب التونسي، ونتائجه المتذبذبة مع أسود الأطلس دليل على فشله المسبق في الجزائر.