مشروع المركب الحيواني الضخم بالخروب سيشهد المزيد من التأخر أبدى والي قسنطينة عبد السميع سعيدون تحفّظه حول مشروع إنجاز القطب الحيواني بمنطقة الفنتارية بوادي حميميم، و أكد أنه طالب مسؤولي بلدية الخروب باختيار أرضية جديدة بعيدة عن منطقة التوسع العمراني، لأن الموقع الحالي سيشكل، برأيه، عائقا في المستقبل، كما عبر عن عدم اقتناعه بالبطاقة التقنية للمشروع، بما يعني أن تجسيده سيعرف المزيد من التأخر، بعد أن واجه عدة صعوبات منذ الإعلان عنه قبل أكثر من سنة. و خلال إشرافه، أمس الأول، على الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي لسنة 2017، و هي آخر دورة ضمن عهدة انتخابية استمرت ل 5 سنوات، تحدث الوالي عن أهمية الاستثمار الخاص و دوره الفعال في النهوض بالاقتصاد و التنمية، حيث أكد أن مشروع المركب الحيواني بمنطقة الفنتارية بالخروب، يعد مشروعا واعدا و في غاية الأهمية، غير أنه تحفظ حول الموقع الذي تم اختياره لإنجازه. و قال سعيدون بأن القطعة الأرضية التي خصصت لبناء المركب، و التي تقع على الطريق السريع الرابط بين مدينتي قسنطينة و الخروب على مستوى وادي حميميم، غير مناسبة تماما لإنشاء مشروع مماثل، مبررا ذلك بأن هذه المساحة تدخل ضمن مجال التوسع العمراني، و بعد سنوات قليلة ستتحول إلى منطقة حضرية، حيث أن مشروع «عدل» الذي يضم 2000 وحدة سكنية، لا يبعد عنه سوى بمئات الأمتار. و أضاف المسؤول بأنه لم يقتنع بالبطاقة التقنية للمشروع التي تحتوي على عدة نقائص، على حد تأكيده، حيث أن المساحة المخصصة للركن غير كافية، كما أن المشرفين على إعدادها لم يأخذوا في الحسبان العدد المتوقع للأشخاص و المركبات التي ستزور المركب يوميا، مشيرا إلى أن هذا الأخير يحمل طابعا جهويا، و بالتالي سيستقبل زوارا من عدة ولايات، مما سيجعل الطريق المحاذي مكانا للتوقف و سيعرقل حركة السير. و ذكر الوالي بأنه تحدث إلى مسؤولي بلدية الخروب، و على رأسهم رئيس البلدية، و أكد لهم بأن المشروع مهم للخروب و الولاية بأكملها، غير أنه طالبهم، حسب توضيحه، بالبحث عن قطعة أرضية جديدة، تكون بعيدة عن مناطق التوسع العمراني، إضافة إلى تعديل البطاقة التقنية للمشروع بصفة دقيقة، و ذلك قبل الانطلاق في الانجاز، خاصة أن المركب يعد استثمارا ضخما و يتطلب أموالا كبيرة. و كان الوالي السابق كمال عباس، قد رفض يوم 5 جويلية الماضي، الموافقة على وضع حجر الأساس لإنجاز المركب الحيواني بمنطقة الفنتارية، و انتقد غياب دراسة «ناضجة» للمشروع، فيما منح مهلة 3 أشهر لتعيين مكتب دراسات و القيام بدراسة جديدة، قبل الإعلان عن مناقصة لاستقطاب مستثمر خاص، كما قرر وقتها مشاركة البلدية و الولاية بنفس النسبة، و هي 18 مليار سنتيم لكل طرف، على أن يتكفل المستثمر الخاص بباقي التكاليف، إذ تقدر القيمة الإجمالية للمشروع ب 100 مليار سنتيم. للإشارة فإن المشروع يدخل ضمن عملية تحويل سوق الخروب للمواشي من وسط المدينة إلى منطقة الفنتارية، حيث كانت مصالح بلدية الخروب قد أعلنت عنه مند حوالي سنة، و تم تخصيص أرضية شاسعة لإنجازه، بعد الحصول على الموافقة من وزارة الفلاحة بحكم أن الأرض ذات طابع فلاحي. و يتكون المشروع من سوق للمواشي يضم ثلاثة مستودعات ضخمة تتسع يوميا ل 1470 رأس بقر و 7 ألاف رأس غنم، و أكثر من 21 ألف من الدجاج و الأرانب، و تضم هذه المباني أجنحة خاصة بالموظفين و البيطريين، إضافة إلى قاعات خاصة بكل الضروريات من دورات للمياه و مراقد للعمال و غيرها، أما الجزء الثاني فمخصص لإنجاز مذبح عصري، كل ذلك على مساحة تتجاوز 5 آلاف متر مربع، إضافة إلى مساحة أخرى ستخصص كحظيرة للركن.