جهاز الكشف المبكر للحول عند الأطفال جعلني أدخل مختبرات البرنامج اخترعت الدكتورة حسينة باشا، المتخرجة من كلية الطب دائرة الصيدلة بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، جهازا للكشف المبكر عن الحول عند الأطفال، يشبه النظارات، و يحتوي على كاميرا قادرة على الكشف عن مشاكل العين، و قد شاركت بهذا الاختراع في برنامج «نجوم العلوم» و نجحت في اجتياز عدة مراحل قبل أن تتمكن من دخول مختبرات البرنامج و تجسيد جهازها، حسينة باشا خصت النصر بحوار ، تحدثت فيه عن مشاركتها في الموسم التاسع ل»نجوم العلوم» الذي يتواصل بثه عبر قناة « أم بي سي 4». حاورتها أسماء بوقرن . النصر: بداية كيف راودتك فكرة اختراع جهاز الكشف المبكر للحول عند الأطفال؟ حسينة باشا : عندما كنت صغيرة عانيت من مشكل ضعف البصر، و لحد الآن لا أزال أرتدي النظارات الطبية، كما أن عددا كبيرا من الأطفال يعانون من مشاكل في البصر، حيث تشير إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية، أن واحد من بين أربعة أطفال يعاني من مشاكل في النظر، و الكثير منهم لا يتم تشخيص حالتهم، لاسيما الأطفال الذين لم يلتحقوا بعد بالمدرسة، فكرت لأول مرة في اختراع هذا الجهاز سنة 2014، كنت آنذاك طالبة بقسم الصيدلة بكلية الطب. و قررت المشاركة في برنامج «نجوم العلوم» باختراع جهاز يوفر إمكانية التشخيص المبكر لمشاكل النظر عند الأطفال التي قد تعرقل تعلمهم ونموهم و من شأنه أيضا أن يساهم في زيادة الرعاية البصرية لملايين الأطفال الذين يعانون من إعاقة بصرية، فقمت بعديد الأبحاث المعمقة لتطوير مشروع جهازي، حول مختلف الأمراض التي تصيب البصر عند الأطفال، و اخترت الحول ، بعد أن اكتشفت خطره على صحة العين ، حيث تصبح العين كسولة و لا تؤدي وظيفتها، كما يمكن أن يتسبب حتى في الإصابة بسرطان العين. معاناتي من ضعف البصر دفعتني للاختراع . كيف يعمل هذا الجهاز الشبيه بالنظارات؟ على الرغم من توفر العلاج، فإن المعدات الطبية الحديثة للعيون تخيف الأطفال، ولمعالجة هذه المشكلة، ابتكرت جهازا مدمجا ومريحا لاختبار البصر عند الأطفال، و هو عبارة عن نظارات تقوم بفحص آلي سريع لعيون الأطفال، إذ تحتوي على كاميرا قادرة على الكشف عن مشاكل العين، مع التركيز بشكل خاص على الحَول (يشار إليه عادة باسم العين الكسولة)، و يمكن أن يتزامن استخدام الجهاز مع تطبيق على الهاتف الجوال، ليصبح سهل الاستخدام خلال التنقل ، فالطبيب حاليا،حسبما لاحظت يتفاعل بصعوبة مع الطفل خلال عملية الفحص . . حدثينا عن كيفية تجسيد مشروع اختراعك مع المختصين في برنامج «نجوم العلوم»؟ قمت ببعض الأبحاث باستشارة المشرفين على البرنامج، و قدمت تصورا مبدئيا حول طريقة عمل الجهاز ، ليتم قبولي بعد إجراء «الكاستينغ» رفقة 33 مشاركا ، لأنتقل إلى مرحلة المجلس العلمي و الذي تم خلالها مناقشة فكرة الاختراع، و حظي مشروعي بالقبول، و كنت من بين 9 متأهلين و دخلت مختبرات «نجوم العلوم»، حيث تمت «نمذجة» المشروع ، فتحول من فكرة إلى نموذج بعد عديد اللقاءات مع الخبراء، و لم تبق سوى مرحلتين من البرنامج، هما دراسة السوق و نهائي البرنامج ، و لا يمكنني أن أفصح على معلومات أخرى بخصوص البرنامج، لأن الحلقات لم تبث بعد. أتطلع إلى إقناع لجنة تحكيم بقدرة المشروع على إحداث التغيير . من بين الجزائريين السبعة المشاركين في برنامج «نجوم العلوم» ، أنت الوحيدة التي على وشك بلوغ النهائيات؟ هل تتوقعين أن يمنحك هذا الجهاز اللقب؟ أنا من بين الجزائريين السبعة الذين قبلوا للمشاركة في البرنامج ، لكنني الوحيدة التي تخطت عديد المراحل ، و تمكنت من دخول مختبرات «نجوم العلوم» و جسدت نموذجا ابتكاريا و حقق الغاية، و أتطلع الآن إلى إقناع لجنة تحكيم البرنامج بقدرة المشروع على إحداث تغيير إيجابي في عالمنا. . المخترع الجزائري يبرز و يتألق في الغالب خارج بلاده ، هل هذا راجع لغياب مؤسسات تحتضن الأفكار الجديدة، أم لضعف الثقة في كل ما يصدر عن الجزائري؟ السبب يرجع إلى نقص الإمكانيات التي تساعد المخترع على تجسيد مشروعه، و كذا غياب البرامج الإعلامية التي تهتم بهذه الفئة، و تقدم يد المساعدة لهم ، ما يحتم علينا البحث عن الجهة التي تحتضننا و تحقق لنا طموحنا ، بالإضافة إلى انعدام المحفزات، أحمد الله لأن عائلتي تساندي بشكل دائم و تشجعني على المضي قدما. . هل تفكرين في الهجرة لتحقيق طموحاتك؟ لا أطمح للهجرة و ترك بلدي، و إنما أطمح للسفر إلى عديد البلدان الأجنبية و أتمنى الحصول على تمويل لأطور اختراعاتي و أجعلها عالمية ، ليستفيد منها الجميع. مشروعي المستقبلي اختراع له علاقة بالإعلام الآلي . باعتبارك تحصلت مؤخرا على دكتوراه في الصيدلة ، هل ستعملين في مجالك تخصصك، أم ستواصلين دربك في عالم الابتكارات؟ حقيقة بجعبتي عديد الأفكار في مجال الاختراع، أطمح إلى تحقيقها ، و سأواصل في هذا المجال، كما أنني سأعمل في مجال تخصصي ، فبإمكاني التوفيق بينهما، فلا شيء يثير حماسي أكثر من الغوص عميقًا في كتب الكيمياء و الصيدلة، و أقضي معظم وقتي في البحث و قراءة الكتب و العزف على القيثار. . أنت إذن تحبين الموسيقى و العزف على القيثارة؟ منذ الصغر و أنا أعشق العزف على القيثارة، لكنني لم أتفرغ له إلا في السنوات الأخيرة بحكم انشغالي بالدراسة، و قد تعلمت العزف بغية الترويح عن نفسي و تجديد طاقتي، حيث يساعدني على إحداث التوازن مع شغفي بالعلوم الصعبة وأعتقد أن المرء بحاجة إلى فهم الجانبين ليصبح مخترعا مميزا. . ما هي مشاريعك المستقبلية ؟ يستهويني كثيرا المجال التكنولوجي، و باعتباري درست تخصصا تقنيا رياضيا و كذا الهندسة الميكانيكية في مرحلة الثانوي، و أريد أن أتوجه إلى المجال التقني و اختراع أجهزة ذات علاقة بمجال الإعلام الآلي.