أبدى مدرب اتحاد عنابة التوهامي صحراوي الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه على تحقيق حلم الصعود، لكنه حذر بالمقابل من السقوط المبكر في فخ الغرور، واعتبر «السيناريو الدراماتيكي» الذي عايشه أنصار الطلبة لموسمين متتاليين بمثابة الدرس القاسي الذي يجب أن تستخلص منه العبر. صحراوي و في حوار مع النصر أشار إلى أن تواجد الاتحاد في صدارة الترتيب في الوقت الراهن لا يعني بالضرورة تصنيفه في خانة المرشح الأكبر لاعتلاء منصة التتويج، وأكد على أن السباق الفعلي لم ينطلق بعد، كما تحدث عن الانتقادات التي طالته من طرف الانصار بخصوص خياراته التكتيكية، و كذا نظرته لباقي المشوار و أمور أخرى . في البداية، ما تقييمكم لحصاد الفريق بعد مرور 7 جولات من البطولة؟ الأكيد أن تواجدنا في صدارة الترتيب يبقى أفضل إجابة على هذا السؤال، و لو أن الشيء الايجابي بالنسبة لي كمدرب أن نتائج الفريق أخذت منحنى تصاعدي، لأن انطلاقتنا كانت بتعثر داخل الديار، ثم تحسنت النتائج مع مرور الجولات، الأمر الذي مكننا من كسب شحنة معنوية إضافية، سيما و أن الحصيلة بالأرقام تجعلنا نتفاءل أكثر بالقدرة على تحقيق الهدف المسطر، سيما و أننا لم ننهزم إلى حد الآن، كما أن سيرنا بخطوات ثابتة سمح لنا باعتلاء كرسي المقدمة لأول مرة في الجولة السابعة. لكن مجموعة من المناصرين ما فتئت تنتقد أسلوب اللعب الذي تنتهجونه، أليس كذلك؟ هذا الجانب يبقى الاشكال الوحيد الذي أعاني منه شخصيا منذ قدومي إلى عنابة، لأن أنصار الاتحاد متعوّدون على اللعب الاستعراضي، لكنني و عند موافقتي على قيادة الفريق سطرت هدفا مع الرئيس زعيم، يرمي إلى السعي لتجسيد حلم الصعود، و تحقيق هذه الغاية لن يكون إلا بحصد أكبر عدد ممكن من النقاط، و بالتالي فقد عملت على فرض فلسفتي، و انتهاج الطريقة التي من شأنها أن تسمح لنا بإنهاء الموسم في الصدارة، و الحقيقة تقال أن مصير المدرب في أي فريق يبقى مرهونا بالنتائج، و بالتالي فإنني ارتأيت توظيف الخبرة التي امتلكها في بطولة وطني الهواة، على أمل النجاح في الوصول إلى المبتغى، لأن التجربة التي خضتها مع اتحاد بسكرة قبل سنتين كانت ناجحة، و كللت بالصعود، ليتكرر نفس الانجاز في الموسم الفارط مع جميعة عين مليلة، و هذا لا يعني بأن بحوزتي العصى السحرية التي تمكن الفرق من الصعود، بل هناك شيئا مهما أود توضيحه أكثر.. تفضل... ما هو؟ الانتقادات التي استهدفتني من طرف بعض الأنصار يمكن تقبلها، خاصة في اللقاءات الودية، و حتى في الجولات الأولى من البطولة، لأننا بدأنا المشوار بتعادل بطعم الهزيمة أمام مولودية المخادمة، و ذلك التعثر داخل الديار كان بمثابة الدرس الذي أجبرنا على مراجعة جميع الحسابات، خاصة و أن اللاعبين كانوا قد سقطوا مبكرا في فخ السهولة، مع الإفراط في الثقة في النفس، كما أن تضييع نقطتين بعنابة دفع بنا إلى اتخاذ كامل الاحتياطات في باقي المباريات، ولو أننا تفادينا «سيناريو» مماثل ضد اتحاد عين البيضاء، ليكون تنفيذ استراتيجيتي المفضلة في اللعب الخيار الحتمي، و ذلك بالسعي لضمان عدم تلقي أهداف، و توخي الحيطة و الحذر في الدفاع، ثم التفكير في هز شباك المنافس، دون مراعاة المردود الفني المقدم، لتكون الحصيلة الإجمالية تلقينا 3 أهداف فقط في 7 مقابلات، مع تصدر الترتيب دون هزيمة، في انجاز سبق لي و أن ما حققته مع كل من نادي تقرت، اتحاد بسكرة و جمعية عين مليلة، و لو أن اللقاء الودي الذي أجريناه منتصف الأسبوع الماضي بقسنطينة ضد السنافر كان ردا صريحا على من ينتقدون خياراتي، لأن تشكيلتنا ظهرت بمستواها الحقيقي. بعد أخذ نظرة أولية عن جميع الفرق، من ترشحون لمنافستكم على تأشيرة الصعود ؟ هذا الحديث سابق لأوانه، لأن الجولات السبع الأولى تبقى مرحلة لجس النبض، و سعي جميع الفرق لحصد أكبر عدد ممكن من النقاط، و السباق الفعلي لن ينطلق إلا مع بداية النصف الثاني من الموسم، على اعتبار أن المجموعة الشرقية تحتفظ بخصوصيتها، و كل المباريات صعبة للغاية، و لو أننا نسعى للتواجد دوما في الصدارة، بالنظر إلى الامكانيات المتوفرة، و التي قد تساعد على النجاح، لكن يجب التزام الحيطة و الحذر في المنعرجات الحاسمة، لأن انقلاب الموازين في مرحلة الإياب أصبحت عقدة تلاحق العنابيين، إلا أننا سأحاول وضع بصمتي الشخصية على رد فعل اللاعبين في تلك الفترة. و على ماذا ترتكزون في إبداء تفاؤل كبير بقدرة الفريق على تجسيد حلم الصعود ؟ سلاحنا الوحيد يبقى العمل الميداني الجاد، لأن الجميع يعلم بأن اتحاد عنابة يعد أول فريق من وطني الهواة قام باستقدامات مبكرة، بجلب لاعبين يمتلكون خبرة كبيرة، كما أننا حضرنا بجدية هذا الموسم، دون تجاهل الإمكانيات المادية المعتبرة التي وفرها الرئيس زعيم من أجل وضع القطار على السكة، لتكون ريادة الترتيب في هذه المرحلة مؤشرا مبدئيا على قدرتنا على تحقيق الهدف المسطر، لأننا نمتلك تعدادا قادرا على صنع الفارق في أي مباراة، إضافة إلى القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي أصبح حضورها مميزا مع توالي الجولات، و تحسن النتائج من لقاء إلى آخر، و هي عوامل أعطت المجموعة المزيد من الثقة في النفس و الإمكانيات، على أمل أن يكون عرس الصعود عنابيا في نهاية الموسم .