سكان قالمة و سوق أهراس يحيون ذكرى استشهاد باجي مختار أحيا سكان ولايتي قالمة و سوق أهراس، أمس الأحد، الذكرى 63 لاستشهاد باجي مختار، عضو مجموعة 22 التي فجرت الثورة، و أحد أبرز القادة في القاعدة الشرقية المتاخمة للحدود التونسية، و تقع اليوم بين ولايات قالمة، سوق أهراس و الطارف. و سقط باجي مختار شهيدا يوم 19 نوفمبر 1954 في أولى معارك الثورة بالمنطقة، عندما حاصرته قوات العدو مع مجموعة من المجاهدين بمزرعة دالي بن شواف، الواقعة بجبال بني صالح الشهيرة على الحدود بين ولايتي قالمة و سوق أهراس. و استمرت المعركة يوما كاملا، حتى نفدت ذخيرة باجي مختار و رفاقه و سقطوا فداء للوطن و اعتلوا قائمة شهداء الثورة، التي استقبلت المزيد بعد باجي مختار و على مدى سبع سنوات و نصف، تحولت فيها أرض الجزائر إلى نار أحرقت كبرياء العدو و أجبرته على الاستسلام و الرحيل. و ولد باجي مختار في أفريل 1919 بمدينة عنابة، وسط عائلة محافظة، دربته على الخلق الحسن و عزة النفس و الحرية، و ساهم في بناء الكشافة الإسلامية بالمنطقة، و كان من بين المشرفين على تفجير الكفاح المسلح بالقاعدة الشرقية و جبال بني صالح حاضنة الثورة المقدسة. و سقطت في المعركة الخالدة دزاير شايب ،أول شهيدة في الثورة الجزائرية، و كانت امرأة بألف رجل، صمدت و قاتلت بشجاعة يوما كاملا إلى جانب باجي مختار و رفاقه، حتى ارتقت أرواحهم الطاهرة إلى الفردوس الأعلى. و سطرت سلطات ولاية قالمة برنامجا ثريا بالمناسبة، تخللته نشاطات رياضية و ثقافية، احتضنتها بلديتا بوشقوف و مجاز الصفا، التي يوجد بها النصب التذكاري المخلد لشهداء معركة جبل بني صالح، التي أشعلت الثورة بالقاعدة الشرقية، و ألقت بها إلى ربوع الوطن المحتل، في واحدة من أكبر الملاحم الثورية الخالدة في القرن العشرين .