أحيت اليوم الخميس ولايتا قالمة وسوق أهراس الذكرى ال61 لاستشهاد البطل باجي مختار الذي كان عضوا ضمن مجموعة ال22 المفجرين لثورة التحرير وذلك باتفاق سلطات الولايتين على إنشاء لجنة تحضير مشتركة للإشراف على الطبعات المقبلة. وقد تم بالمناسبة الإعلان عن إنشاء هذه اللجنة خلال إحياء هذه الذكرى التي تميزت لثاني مرة بزيارة موقع استشهاد باجي مختار في 19 نوفمبر 1954 بذراع الشواف بجبال بني صالح ببلدية مجاز الصفاء (أقصى شرق قالمة) وسط حضور مميز لوفد من ولاية عنابة من مجاهدين وأبناء مجاهدين وتلاميذ و طلبة. و كان إحياء هذه الذكرى فرصة لعدد من طلبة الجامعة والثانويات و المدارس لاكتشاف المكان والمنزل الذي كان مسرحا للمعركة والمبني بالحجارة و ما يزال يقاوم عوامل الطبيعة ليكون شاهدا على بطولة هذا الشهيد الذي عاش 19 يوما فقط من عمر الثورة التحريرية إذ أن العمود الحديدي الصغير الذي حدد به مكان سقوط البطل ما يزال مغروسا قبل أن تضاف له بالمناسبة إشارة جديدة مكتوب عليها "هنا هوى جسد الشهيد باجي مختار". وبالإضافة إلى أنه ميدان شاهد على بطولة باجي مختار فإنه بمقابل ذلك شاهد على سقوط أول شهيدة في الجزائر وهي شايب دزاير التي سقطت في ميدان الشرف ولم يتجاوز سنها آنذاك 19 سنة. وكانت سلطات الولايتين قد استهلتا مراسم إحياء هذه الذكرى بالتنقل صباح اليوم إلى النصب التذكاري للشهيد باجي مختار ببلدية مجاز الصفاء على الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين الولايتين حيث تم زيارة معرض للصور التاريخية والاستماع إلى مداخلة مطولة للدكتور صالح فركوس أستاذ التاريخ بجامعة قالمة تطرق فيها إلى خصال و المسار النضالي للشهيد باجي مختار الذي عاش فقط 19 يوما من الثورة لكن إنجازاته كانت كبيرة بحجم نضاله وكفاحه مقدما خلالها مجموعة من الشهادات عن شجاعة وبطولة وتضحيات هذا الشهيد حتى من بعض الفرنسيين الذين عرفوه بسوق أهراس. كما أشرفت سلطات الولايتين بالمناسبة على تسليم رمزي لمفاتيح 40 سكنا عموميا إيجاريا ببلدية بوشقوف إضافة إلى تسليم رمزي لرخص استغلال سيارات أجرة ومحلات لبيع المشروبات على مجموعة من المجاهدين وذوي الحقوق فضلا عن تكريم خاص للشاب بدر علايمية الفائز بالمرتبة الأولى للمسابقة الوطنية "الشباب من أجل الذاكرة".