فرنسا تلقي أسلحة بالمضلات للمعارضين وبريطانيا تبدأ التخطيط لمرحلة ما بعد القذافي أكدت مصادر فرنسية رفيعة المستوى أمس أن طائرات فرنسية ألقت خلال الأسابيع الأخيرة أسلحة بالمظلات لمساعدة المعارضين الليبيين في معاركهم ضد قوات القذافي، وذلك في وقت بدأت فيه بريطانيا فعليا بوضع خطط لتسيير مرحلة ما بعد القذافي . صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الصادرة أمس، أفادت أنه تم تزويد قوات المعارضة في بعض المناطق بالأسلحة عن طريق ألقاها بالمضلات وهو ما حصل مثلا في منطقة جبل النفوسة جنوب العاصمة طرابلس، وهي المنطقة التي تؤكد الصحيفة أن فرنسا سلّمت فيها قاذفات صواريخ وبنادق هجومية ورشاشات وصواريخ مضادة للدبابات من طراز ميلان، مصدر "لوفيغارو" أكد أن عمليات إلقاء الأسلحة تدل على إرادة باريس دعم حركة التمرد على هذه الجبهة الجنوبية وأن الجيش الفرنسي لديه نظام فعال جدا ودقيق لإلقاء الأسلحة بالمظلات، كما أشار إلى أن فرنسا تحركت بدون دعم حلفائها. من جهتها تراهن بريطانيا بشدة على سقوط نظام الزعيم الليبي في أقرب وقت، حيث بدأت في وضع مخططات لتسيير الأوضاع في ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي، وفي هذا الصدد صرح أندرو ميتشل وزير التنمية الدولية البريطاني أن فريقا تقوده بلاده لتخطيط الأوضاع في ليبيا بعد الحرب أوصى بعدم المساس بجزء كبير من قوات الأمن التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي بعد انتصار المعارضة الليبية المسلحة لتجنب خطأ ارتكب بعد حرب العراق، وأوضح الوزير البريطاني بأن الأممالمتحدة تدرس إرسال مراقبين غير مسلحين لحفظ السلام بمجرد انتهاء الحرب في ليبيا، حيث أمضى فريق دولي تقوده بريطانيا وتدعمه عدة دول منها الولاياتالمتحدة وايطاليا والدنمرك وتركيا واستراليا وكندا عدة أسابيع في شرق ليبيا الخاضع لسيطرة المعارضة لتقييم احتياجات البلاد بمجرد انتهاء الحرب على افتراض الإطاحة بالقذافي.وأعد الفريق تقريرا أرسل إلى المجلس الانتقالي المعارض في ليبيا يوم الاثنين الماضي ومن المقرّر عرضه في الاجتماع القادم لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا الذي يعقد في اسطنبول بتركيا في 15 جويلية المقبل، وقال ميتشل أن التقرير الواقع في 50 صفحة والذي لم ينشر بعد أرسل كذلك إلى الأممالمتحدة، وأضاف ميتشل الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بلندن أول أمس الثلاثاء أنه فيما يتعلق بقوات الأمن الليبية فإن الدرس يقضي بعدم تكرار الخطأ الذي ارتكب في العراق. وقال الوزير أنه فيما يتعلق بالأمن والعدالة فان التقرير يشدد على أهمية استخدام "الهياكل القائمة" بقدر الإمكان، وسيقدم المجلس الوطني الانتقالي رأيه في التقرير ويأمل المسؤولون البريطانيون أن يشكل هذا التقرير في ذلك الوقت أساسا للتحرك الدولي في ليبيا بعد الحرب مع مساعدة الدول المختلفة أو المؤسسات المالية الدولية في جوانب مختلفة تتعلق بتحقيق الاستقرار واعادة البناء في ليبيا. من جهة أخرى أعلن رئيس الغابون علي بونغو أول أمس الثلاثاء، أنه على الزعيم الليبي معمر القذافي أن يتخذ قرارا بالتنحي، وأوضح في مؤتمر صحفي بعد جلسة لمجلس الوزراء في لامباريني بوسط غرب البلاد وعشية قمة للاتحاد الإفريقي، تفتتح اليوم في مالابو في غينيا الاستوائية ، أنه على القذافي أن يتنحى من أجل مستقبل الشعب الليبي ومستقبل ليبيا وإفريقيا، وأنه ينبغي على الزعيم الليبي أن يتخذ هذا القرار بنفسه، دون أن يكون مجبرا على القيام بذلك، كما أكد على أنه يجب إعلان وقف إطلاق النار لوقف معاناة الليبيين، وقال أن القذافي "يملك مفتاح الحل"، وسيحاول الاتحاد الإفريقي في قمته اليوم الخميس وغدا الجمعة أن يحافظ على وحدة موقفه حيال الأزمة في ليبيا، وخصوصا أن مزيدا من الأصوات ترتفع في صفوفه مطالبة بتنحي العقيد الليبي.وذلك في وقت يعتزم فيه وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عقد لقاء مع القيادي في المجلس الانتقالي للمعارضة محمود جبريل في برلين، قالت مصادر دبلوماسية ألمانية أمس الأربعاء، أن هذا اللقاء يأتي في إطار رغبة الحكومة الألمانية في تعزيز العلاقات مع المجلس الانتقالي، وهو ثالث لقاء بين فيسترفيله وجبريل حيث التقيا خلال مؤتمر لندن نهاية مارس الماضي وضمن مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا مطلع ماي أيضا، وسيتناول اللقاء تقييم الوضع الراهن في ليبيا عقب إصدار المحكمة الجنائية الدولية لمذكرة اعتقال بحق الزعيم الليبي وما يثار من أنباء حول وجود عمليات وساطة بين ممثلي المجلس الانتقالي والقيادات في طرابلس، ومن المنتظر أيضا أن تتطرق المحادثات إلى أوجه التعاون المستقبلي ودعم القوى الديمقراطية في ليبيا.