أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أمس من قسنطينة، أن الجزائر مستعدة لتقاسم تجربتها في مجال المساواة بين الجنسين و تعزيز دور المرأة، مع دول القارة الإفريقية، و ذلك خلال افتتاح أول اجتماع لأعضاء الشبكة الأفريقية للنساء الوسيطات «فاموايز». و في كلمة ألقاها في افتتاح الجلسة التي اختير لها شعار "إسكات الأسلحة في أفق 2020: النساء و تسوية النزاعات العابرة للحدود"، قال مساهل إن اللقاء يشكل فرصة لتبادل وجهات النظر حول سبل إشراك المرأة بشكل فعال في تسوية النزاعات و بناء السلم في القارة، لكنه أوضح أن إسهامها في القرارات المتعلقة بحل الصراعات و عمليات السلام، لا يحدث إلا بإشراكها في هياكل صنع القرار. و أوضح وزير الخارجية أن الإجراءات الملموسة تبقى الهاجس الأكبر للاتحاد الإفريقي، في ظل العوائق التي سببها استمرار النظر إلى المرأة الإفريقية على أنها ضحية للعنف، و عدم إعطائها أي دور في حل النزاعات، مبرزا في السياق ذاته إعلان المنظمة القارية للعشرية 2010 - 2020، كعقد للمرأة يتركز على المساواة بين الجنسين، و هو ما اعتبره التزاما صريحا بمواصلة العمل لصالح هذه الفئة، بإشراكها خاصة في الحياة السياسية و بسط العدالة، و منع نشوب الصراعات و كذا أنشطة بناء و حفظ السلام. و اعترف مساهل بأنه لا تزال هناك الكثير من التدابير التي ينبغي تجسيدها لوضع خطة تسمح بإدماج المرأة في عمليات السلام، و هو تحدّ ينتظر، بحسبه، شبكة «فاموايز آفريكا» المجتمعة بقسنطينة، و التي يرى المسؤول أن نشاطها سيكون فعالا في تشجيع الدول الإفريقية الأعضاء على تغيير تشريعاتها الوطنية، بشأن تمثيل النساء في مؤسساتها و حماية حقوقهن. و عن دور الجزائر في تعزيز دور المرأة، صرح الوزير أن بلادنا وضعت تدابير ملموسة قال إنها تستند على توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، من خلال تحسين الإطار المعيشي للمرأة و تمثيلها و مشاركتها في الحياة السياسية، فضلا عن التصديق على الاتفاقيات الدولية و الإقليمية المتعلقة بها، منوها ب "الدور الكبير" الذي لعبته النساء الجزائريات في مكافحة الإرهاب، عن طريق الدعم القوي و الحازم لميثاق السلم و المصالحة الوطنية، كما أنهن تشاركن حاليا، يتابع مساهل، في سياسة منع التطرف التي تقودها الحكومة. و في سياق متصل، أكد عبد القادر مساهل أن تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب، تُبيّن أن النهج الذي يستند على تعميم المساواة بين الجنسين في مختلف المجالات، يعتبر عاملا أساسيا في تحقيق السلام الشامل و المستدام، و هي تجربة قال إن الجزائر تبقى مستعدة لتقاسهما مع جميع دول القارة السمراء. و أوضح مساهل أن الجزائر تعتزم مواصلة جهودها لحماية حقوق المرأة و وضع استراتيجيات جديدة لتعزيز مشاركتها الكاملة في الحياة السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية، في إطار برنامج الحكومة 2015- 2019، و يتجسد ذلك، مثلما يضيف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، من خلال منح الاتحاد الإفريقي جوائز لبلادنا، عرفانا بالمجهودات المتميزة التي قام بها رئيس الجمهورية و التزامه الشخصي لترقية حقوق المرأة و تعزيز مكانتها و دورها في المجتمع. و تعمل شبكة "فاموايز» على نشر 100 امرأة وسيطة، حيث أنشئت تحت مظلة فريق الحكماء التابع للاتحاد الإفريقي، طبقا لتوصيات الاجتماع المنعقد شهر ديسمبر 2016 بقسنطينة، و التي صادق عليها الاتحاد الإفريقي في مؤتمر قمة رؤسائه المنعقدة جويلية الماضي بأديس أبابا، حيث أكد مساهل أن المناقشات التي بدأت أمس و تستمر اليوم، بمشاركة عضوات الشبكة و ممثلي دول من خارج القارة السمراء، ستسمح بتبادل التجارب و وضع معايير جديدة و كذا رسم آفاق متجددة في العمل المشترك، قصد مواجهة تحديات السلم و الأمن، من خلال إشراك المرأة على نحو مستدام، إذ ستخرج الورشات بتوصيات ترفع في القمة القادمة. من جهته، أشاد مفوض السلم و الأمن بالاتحاد الإفريقي، اسماعيل شرقي، ب "الدعم القوي" الذي لقيه الاتحاد من الجزائر و رئيسها، و العمل على التصدي الحازم لظاهرة الإرهاب و التطرف، و دعم الجهود القارية و الإقليمية الرامية إلى إحلال السلم، فيما دعت الدكتورة سبيسيوزا وانديرا، عضو مجموعة الحكماء في التنظيم القاري و رئيسة شبكة "فاموايز آفريكا»، إلى اقتحام المرأة الإفريقية لكل المجالات و إسماع صوتها، و الوصول إلى خطوات ملموسة، مع المساهمة في الوساطة.